ما أن قلبت هذه العبارة في عقلي وفكري،، حتى تيقنت انها لم تأت من فراغ وأن محتواها يفسر ظاهرها فقد كثرت على هذا الأب المسكين المسؤوليات وتعددت الواجبات والمهمات وتكاثرت وتوالدت وكل جزء يبحث عن بقيته لتكتمل جزئيته!
لا تستغربون ايها الاحبة.. اصبح الوالد (الأب) هو حجر الزاوية وأنا لا انكر هذا.. وهذا معروف؛ ولكن ما جد واستجد من مسؤوليات ومهام؛ لتنوء باالعصبة أولي القوة !
كانت المهام متداركة ومعلومة المفاهيم ومحدودة الزمان والمكان ومسؤولياتها معروفة ولا يختلف عليها إثنان ويمكن تنفيذها بدون وجود إمكانية حل آخر!حيث كانت الامور غير معقدة ومقدور عليها ببساطة ويمكن تأديتها بدون نهايات او عواقب يُخاف منها!
أما الآن فقد اصبح هذا الأب مطالب بجميع الواجبات الأسرية وتهيئة الزمان والمكان المناسبين لهم وطبعاً هذا متواكب مع ارتفاع عدد الاسرة وتوسع المكان وازدياد في المصاريف اللازمة والتي هي ايضاً ارتفع سقف مطالبها وأسعارها واصبح الأب مكبلاً مثقلاً ومحملاً بضرورة تلبية المطالب ومسايرة الآخرين وتنفيذ جميع متطلبات الاسرة وإلا (طاح الجمل وكثرت سكاكينه)!
اصبح الكل ينظر في هذه المظلة المُظِلة للأسرة ( الأب) وبعين الوجوب والإلزامية؛ عليه تنفيذ الرغبات والطلبات جميعها؛ وإلا كان مقصراً ملاماً من اهل بيته اولاً ومن هم حواليه ثانياً! فلو حصل قصور بسيط أو خطأ غير مقصود أو لم يستطع لقلة ذات اليد؛ نُصبت له المشانق وارتفعت الاصوات ومُزِّق كل ممزق لأنه لم يلب هذا الطلب أو ذاك !!
فأقول يا أيها الابناء بنين وبنات :- لطفا بآبائكم وقدروا حجم المسؤوليات والمهام والواجبات الملقاة على عواتقهم وإن استطعتم المساعدة وتحمل شئ عنهم فذلك من البر. ولعل من اهم الملاحظات في عصرنا هذا ما سمعت به من بعضهم أن الأم إستأثرت بكل شئ وهذا من البر وقد أمر الله به وشدد عليه وأكدته السنة المشرفة؛ ولكن أن يهمل الأب ويُجزى بالتجاهل الذي ربما يصل لدرجة العقوق وعدم ذكر حقوقه ومناقبه ومميزاته وصفاته وإهمالها ويترك هكذا وحيداً ولا يلتفت له ولا تُقدَّر اغماله وأنه ليس له حق القوامة على البيت والأسرة وأنه ليس بالركن الرئيس للأسرة وأن مسؤوليات الاسرة هو من يحملها منفرداً وانها مفروضة عليه فرضاً ولا يحمل معه او يساعده احد وأن هذا اصبح ثقافة للجيل !! – وربما ذلك لهدف يجب ان ننتبه له – فلا .. وهذا امر مرفوض ولا يرضى به الله ولا رسوله ولا حتى القوانين المنظمة للعدالة الاجتماعية؛ فديننا دين حق وعدل ومساواة وإعطاء كل ذي حق حقه.
وللعلم فإن ماورد في مقالي هذا ليس بصفة التعميم ولكنه للتذكير وأنه بالفعل بدأت تظهر ملاحظات حول هذا الموضوع، أردنا بيانه والاشارة اليه ليكون مجتمعنا على بينة ووضوح لما هو عليه المنهج الاسلامي الصحيح … لقد نقلت وكتبت ما رأيته واجباً الكتابة فيه ونسأل الله التوفيق والسداد ،،
التعليقات