الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

متلازمة كورونا وأوكرانيا! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

متلازمة كورونا وأوكرانيا! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

 

كشفت أحداث فيروس كورونا التي لم تنتهي بعد وأحداث أوكرانيا التي بدأت فعلياً وجود حرب باردة غير ظاهرة للعلن بين الصين والغرب في أحداث كورونا، وحرب ساخنة أخرى بين الروس والغرب في أحداث أوكرانيا، ومع أن هذين الحدثين اصطلى بنارهما كافة شعوب أمم الأرض إما باعتلال صحتهم بالفيروس أو بنقصان معيشتهم بالحرب، إلا أن العالم قد بدأ يتشكل على غير ما عهدناه طوال عقود من الزمن.

يبدو أن الغرب في الوقت الحاضر لا يكترث كثيراً بالأحداث في أوكرانيا طالما أن امدادات الطاقة تتدفق عليه من روسيا التي جمعت بين القوتين النووية والاقتصادية معاً، ومع هذا فقد أضحى أسيراً بين مطرقة الحرب التي تهدد مصالحه مستقبلاً عندما تتم السيطرة على أوكرانيا، وسندان المصالح الاقتصادية خصوصاً امدادات الطاقة … فمن يملكها سوف يتحكم في العالم بأسره.

ربما تكشف لنا الأحداث المستقبلية في الأمد المنظور ومع تسارع الأحداث عن ظهور أقطاب أخرى لم تكن في الساحة، فالصين قوة عظمى اقتصادية لا يُستهان بها في ظل انشغال روسيا بالحرب مع الغرب ( أوروبا وأمريكا ) والتي حتماً سوف تكون القوة الوحيدة في العالم – الصين – عندما يطول أمد الحرب والنزاع بين الأقطاب المتصارعة في الوقت الحاضر.

الوقوف على الحياد في هذه المرحلة التاريخية والبحث عن المصالح الآنية بانتظار ما سوف تفرزه الأحداث المستقبلية هو السبيل الأمثل للخروج بأكبر الفوائد وأقل الخسائر سيما الاقتصادية منها، دون المسارعة بالانحياز لطرف على حساب الآخر، ما يعني إمكانية المناورة وعدم استعداء كافة الأقطاب المتصارعة والتي سوف تبقى أسيرة للمواقف دون الإفصاح عنها حالياً باتخاذ موقف نهائي في هذه الأحداث إمًا مع أو ضد، فمن يأتي في النهاية أقرب إلى حصد الذهب.

ختاماً: في هذا العالم الذي يموج بالأحداث المتلاحقة يمكن أن يكون العالم الإسلامي مؤهلاً لتشكيل حلف ومحور آخر تجتمع فيه الكلمة تحت راية واحدة تضمن مصالح دول المنظمة الاقتصادية والسياسية كافة بما تمتلكه من ثروات مادية وبشرية هائلة قد يكون للجغرافيا فيها كلمة الفصل في الوقت الحاضر كما كان للتاريخ في وقت مضى.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *