الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

( ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة ) – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

( ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة ) – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

 

( ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة ) تطبيق عملي لما وصلت إليه أوكرانيا بقيادة رئيسها ( زيلينسكي ) والذي لم يراعي عدم تكافؤ القوى، وأن البون شاسعا بين القوة العسكرية الروسية والاقتصادية والسكانية، وهيمن الدول النووية الكبرى الدائمة العضوية ولها حضور على مستوى العالم.

أوكرانيا دولة متناهية الصغر قياسا بهذه الدولة العظمى، ثم إن جمهورية أوكرانيا قد استقلت من الاتحاد السوفيتي عام 1991م، وتعيش بأمن وسلام وتمارس إدارتها بنفسها بنظام ديموقراطي واقتصاد قوي، والشعب الأوكراني يعيش حياة كريمة كما هو حال الدول المستقلة الأخرى التي تعيش في كنف روسيا.

إن سعي ( زيلينسكي ) للانضمام للاتحاد الأوروبي دون تنسيق مسبق مع روسيا يعرض الأمن الروسي للخطر باعتبار أوكرانيا دولة حدودية مجاوره للأرض الروسية وبوابة للاتحاد الأوروبي للوصول الى الأراضي الروسية ولديها مخزون نووي يهدد الامن الروسي.

لقد كانت حسابات “زيلينسكي” غير محسوبة باعتماده على أوروبا للدفاع عن أوكرانيا في مواجهة روسيا دون أن تكون عضو في الناتو، وليس من الحكمة أن تدخل دول الناتو في حرب مع روسيا من أجل خاطر أوكرانيا، لأن أي تدخل اوروبي قد يتسبب في حرب عالمية ثالثة.

إن ما أقدم عليه الرئيس الأوكراني خطأ استراتيجي يترتب عليه تدمير البنية التحتية والقدرات العسكرية لدولته، وتدمير الاقتصاد الأوكراني وزوال نظامه، وهو أول الخاسرين في هذه الحرب وقد يذهب للمجهول، والمدنيون هم الأكثر معاناة لتبعات هذه الحرب، وهم من يدفعون الثمن لهذه المغامرة الغير محسوبة العواقب.

وعلى “زيلينسكي” أن يدرك أن القوات الروسية لن تنسحب من الأراضي الأوكرانية إلا بتحقيق الأهداف التي من أجلها نشبت هذه الحرب، وأن الأمن الروسي خط أحمر لا يمكن السماح بالمساس به وهو حق مستحق لكل دولة لحماية حدودها وتوفير الأمن لمواطنيها مهما كانت التضحيات.

ونستخلص من هذه الحرب :

1- الرئيس الأوكراني لم يقدر حجم القدرات العسكرية الروسية، ولم يضع له خط نهاية يتوقف عنده.

2- عدم الاعتماد على الغير في الدفاع عنه.

3- تكافؤ القوى معدومة في هذه الحرب.

4- الرأي الواحد في الحروب كارثي على الطرفين.

5- بناء القوة العسكرية لكل دولة ضرورة تمليها قاعدة ( البقاء أو الفناء )، وكما يقال الضعيف يحتل أدنى درجة في السلّم تدوسه الأقدام في الصعود والنزول وبلا رحمة.

6- نتيجة هذه الحرب محسومة لصالح روسيا، علما أن الثمن غال جدا على الطرفين ولكن الخاسر الأكبر المهزوم.

هذه وجهات نظر استقيتها من الإعلام الغربي والشرقي.

حفظ الله المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبا وبرا وبحرا وفضاء من كل سوء ومكروه.

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *