الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

قناة الجزيرة ما يزال في عينها عور – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

قناة الجزيرة ما يزال في عينها عور – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

 

من يتابع قناة الجزيرة يدرك تماما أن المذيعين وهم من خارج دول مجلس التعاون الخليجي لا يزالون يعانون من حالة احتقان تجاه المملكة العربية السعودية يتفاعلون مع الخبر الذي ينال من المملكة، تنقصهم الحيادية والانتماء، وإذا افتقدوا المشاعر الأخوية الخليجية فإن ما يقدمونه باهت بلا مصداقية، وهاهم مذيعي قناة الجزيرة يحتفلون بعمر القناة الخامس والعشرين ولقد أحدثت خلال هذه الفترة الزمنية نقلية إخبارية ومتابعة الأحداث ولكنها تبنت سياسة المناكفات وفقدان الثقة والمصداقية والتعاطي مع الأحداث بوجهين.

عندما يتعلق الأمر بالمملكة العربية السعودية لا يقدمون الخبر كاملا بل ينتقون الخبر بعناية ليكون غير واضحا للمشاهد والقارئ، وبين السطور ما يوحي بما تحمله من ضعف في الرؤية فيما يدور على الساحة، ولا يسرهم تطور العلاقة الأخوية بين دول مجلس التعاون والدليل أنهم لم يستضيفوا أي من المسؤولين أو الصحفيين أو رجال الأعمال، ولاحتى الفنانين والشعراء لتقريب المشاعر وتوحيد الرؤى. ينقلون أخبار الحوثيين بالتفاصيل المملة في حين يتحدثون عن قوات التحالف باختصار شديد، وهم أيضا يتابعون أخبار حسن نصر الله وبعض أقواله وكأنهم يسوقون له.

جورج قرداحي في نظر مذيعي قناة الجزيرة شخصية أكثر شهرة وأكثر تداولا على الساحة وأنه أكثر جرأة، وكأنهم يشيدون بما تسبب به من إفساد في العلاقة بين لبنان والسعودية ودول مجلس التعاون وما سوف يترتب عليه من أضرار جسيمه تضر بالاقتصاد اللبناني وبالعلاقات بين دول مجلس التعاون ولبنان، وما يدرون أنه مجند لحزب الله ومزروع في المجلس الوزراء. مذيعي قناة الجزيرة لهم الكثير من الإسقاطات في بناء العلاقات الأخوية والثقة بين الشعوب والمسؤولين، ويتصيدون بعض الهوامش من الأخطاء، لم يسعوا في يوم من الأيام لتقريب وجهات النظر بين الدول العربية لتجنب الفرقة والخلاف. نحن في هذه المرحلة التي تعيشها دول المنطقة أحوج ما يكون للتكاتف والتعاون والوقوف صفا واحدا لمواجهة كل التحديات وكما قال أحدهم:

أصابع الكف خمس حين نحسبها .. لكنها عند قبض السيف واحدة

كم أتمنى وأرجو أن تصفو النفوس وتتحول قناة الجزيرة الى منصة لزرع الثقة والمحبة بين أبناء دول مجلس التعاون والعالم العربي والإسلامي والعالم، وأن تقدم البرامج التي تزيد من لحمة شعوب دول الخليج والتعاون في المجال الإعلامي وتوحيد الرؤى، وتبادل البرامج والخبرات والبعد عن تأزيم الخلافات البسيطة وتطبيق مبدأ التغافل، وأن تقوم القناة الوثائقية بزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة لما لها من إرث تاريخي وإسلامي وإنساني يضرب في أعماق التاريخ ومنطقة العلا التي تمتلك إرثا تاريخيا يمتد لأكثر من 3 آلاف سنة..

ومنطقة عسير ومنطقة جيزان تحتويان على مناطق صيفية وشتوية ممتعة تستحق الزيارة والتوثيق لإثراء الثقافة العربية والإسلامية، لتكون بصمة لقناة الجزيرة الوثائقية ودعوة لشعوب مجلس التعاون بزيارة هذه المناطق في جو مفعم بالمحبة وكرم الضيافة وحسن الاستقبال، فشعوب دول مجلس التعاون أخوة متحابون تربطهم علاقات الدين والجوار والتراحم والمصالح المشتركة والهدف المشترك، ويستمتعوا بأمن وارف وهدوء المكان والطبيعة، وكما يقال :

يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا .. نحن الضيوف وأنت رب المنزل

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *