الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

حصل على الميدالية الذهبية على مستوى العالم عاد للوطن لم يستقبله أحد!! – بقلم أ. صالح الشهري

حصل على الميدالية الذهبية على مستوى العالم  عاد للوطن لم يستقبله أحد!! – بقلم أ. صالح الشهري

 

كل مواطن أو مواطنة يحصل على الميدالية الذهبية على مستوى العالم في أي مجال علمي أو بحثي أو رياضي فإنه يمثل كل الوطن، ويرفع راية الوطن خفاقة عالية في كل المحافل الدولية ويعزف السلام الوطني ( والله أكبر يا موطني ) يردد صداه في فضاء الكرة الأرضية.

شاب سعودي حصل على الميدالية الذهبية في بحث علمي نادر على مستوى العالم، وعاد للوطن وهو متوشح براية الوطن الخضراء ويتقلد الميدالية الذهبية فخرا واعتزازا، وكان يعتقد أن أحد المسؤولين المعنيين سوف يكون في شرف استقباله باسم الوطن تقديرا لهذا الإنجاز العلمي، لكن هذا لم يحدث ولم يهتم لأمره إلا والده و والدته فقط، هذا أمر يدعو للدهشة بل والصدمة، والسؤال الذي يطرح نفسه أين الجهات المعنية باستقبال واحتضان هذا الشاب المميز الذي حقق لوطنه ميدالية ذهبية التي تتنافس عليها كل الدول المتقدمة؟!

جرت العادة على مستوى العالم أن الحاصلين على الميدالية الذهبية عند عودتهم لأوطانهم يكون في شرف استقبالهم كبار المسؤولين في الوزارة أو الجامعة أو المؤسسة، ليس هذا من باب المجاملة ولكنه واجب وطني ومسؤولية واجبة التنفيذ لتكريم الناجحين والمميزين من أبناء وبنات الوطن معنويا وماديا ودافعا قويا لشباب الوطن لرفع راية الوطن وفي كل المجالات العلمية والرياضية، وتجرى معها اللقاءات والمقابلات في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لنقول للعالم هذا هو الشباب السعودي أينما يكون يتفوق ويحصد النجاح في كل ميادين المعرفة بكل فخر واعتزاز.

بكل أسف بعض وسائل الإعلام المعنية مشغولة باستقبال الفنان فلان والفنانة فلانة وعالم الرياضة، ولكن أعطوا الجانب المعرفي حقه من الاهتمام لأنهم بناة الوطن وحماته، ولو دققنا النظر لوجدنا أن بعض وسائل التواصل الاجتماعي بما فيه القنوات الفضائية لديها ضعف في الرؤية وخصوصا صحافتنا الموقرة التي تعتبر المحرك الأول لمعالجة بعض القصور لدى الجهات المعنية ورفع معنوياتهم وتعميق روح الانتماء وحب الوطن ودعم نشاطهم وتوجيههم لخدمة الوطن كل في مجاله.

إن شابا كافح ونافس أقرانه على مستوى العالم للحصول على التفوق والتميز وينال على شارة الحصول على الصدارة ( الميدالية الذهبية ) ليرفع راية الوطن عالية خفاقة وليقول للعالم هذا هو الشباب السعودي رجال مرحلة التحول المباركة (2030)، ثم يعود الى وطنه وهو متقلدا الذهب ومتوشحا براية الوطن، فلا يجد أمامه إلا عمال الصيانة في ساحة المطار بصدمة وحسرة وإحباط مرددا المثل القائل: ( وأهلي وإن ضنوا علي كرامي ).

والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا الفراغ التنظيمي الذي لايضع في أولوياته لائحة تنظيمية تضع بروتوكولات عالية الأهمية ورفيعة المقام لمتابعة شباب الوطن الذي يخوض غمار ميادين المنافسة العلمية والفكرية والرياضية والفنية واستقبالهم والحفاوة بهم وفتح أبواب العمل مشرعة أمامهم لتحقيق طموحاتهم كل في مجاله لرد الجميل للوطن ورفع راية العمل والبناء والتنمية، وهؤلاء المتفوقون هم رجال مرحلة التطور والبناء لوطننا الغالي المملكة العربية السعودية.

إن أهم استثمارات الوطن تتمثل في الشباب بكل أطيافهم فهم أمل الأمة وصناع الحضارة وبناة المستقبل، إنهم حماة الوطن بكل مكوناته، ولكي تتحقق طموحات هؤلاء الشباب يجب أن يفسح لهم المجال في ميادين العمل، في المصانع والمعامل، وفي صفوف القوات المسلحة برا وبحرا وجوا، والأمن الداخلي لحماية الجبهة الداخلية، والمطلوب من الجهات المعنية رعاية الشباب والشابات، وفتح كل مجالات المعرفة أمامهم وإتاحة الفرص الوظيفية لممارسة نشاطاتهم العلمية والبحثية للمساهمة في بناء الوطن وتنمية كل في مجاله.

 قال أحد الشعراء بتصرف:

إن الشباب إذا شدوا عزائمهم      شادوا البناء وزال الهم والخطر

وبالتعاون نبني مجد دولـتنـا        إن التـعـاون في إسـلامنـا قـدر

 

التعليقات

تعليق واحد على "حصل على الميدالية الذهبية على مستوى العالم عاد للوطن لم يستقبله أحد!! – بقلم أ. صالح الشهري"

  1. أحسنت القول أستاذ صالح، وهذا الأمر يجب أن تتنبه له الجهات ذات العلاقة وبالأخص الجهات التعليمية والمهنية والإعلامية، لأن في إبراز أولئك المميزون يجعل في ذلك دافعاً وحافزا قوياً للآخرين لمضاعفة الجهود والعمل على الوصول إلى هذا الشرف الكبير برفع راية البلاد عالياً في كافة المجالات وفي مختلف المحافل الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *