الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

الشوارع والبنية التحتية! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

الشوارع والبنية التحتية! – بقلم الكاتب أ. محمد أحمد آل مخزوم

 

نسمع كثيراً عن مصطلح البنية التحتية وأن معظم بلدان العالم النامية لا تمتلك هذه البنية، والتي تعني الاستفادة من باطن الأرض كما تستفيد من ظاهرها، وهذا ما يجعل الدول الصناعية الكبرى توصف بالدول المتقدمة لاهتمامها بالبنية التحتية.

من باطن الأرض يكون الخير، ففيها النفط والمعادن، وانفلاق البذرة ونموها، ومخازن الماء في الآبار، واستقرار المساكن في قواعدها، وفيها تتوارى السوءات، وتدفن النفايات، ومنها تنمو الأشجار والشجيرات، وتتفجر العيون والينابيع لتتشكل الأنهار والبحيرات….الخ.

تُعد شوارع أي مدينة في العالم مرآة المدينة، ومن خلالها يتم قياس مستوى الخدمة، باعتبارها إحدى المؤشرات في التخطيط الحضري للمدن، ناهيك عن التوسع الأفقي للمدينة لخلق مساحة أوسع تأخذ بالحسبان تغير الكثافة السكانية في المستقبل.

في الوقت الحاضر تكتظ المدن بالسكان التي تزايدت في العقود الماضية نتيجة زيادة عدد المواليد، واستقدام الوافدين للعمل أو السياحة، علاوةً على كثرة وسائل النقل التي تعبر الطريق، فضاقت المدن بأهلها، وتعطلت الحركة المرورية نتيجة الشوارع الضيقة المزدحمة بالأشجار بين المسارات وجسور المشاة بين ضفتي الشارع.

الأضرار الناجمة عن وجود الأشجار بالشوارع تفوق منافعها، فهي تساهم في تلف وتكسير الأرصفة، وتلوث البيئة بأوراقها المتساقطة، وتعوق المارة بأغصانها المتدلية، وتستهلك المياه، إضافة إلى حاجتها للتقليم الدائم.

أما جسور المشاه فقد نشأت لخدمة عابري الطريق لمنع حوادث السير، لكن فائدتها تعطلت، فكيف للعاجزين وكبار السن الصعود للأعلى بمسافة تزيد عن (7 أمتار) والنزول من ضفة الشارع الأخرى بالمسافة ذاتها ؟.

ختاماً: إعادة تخطيط شوارع المدن مطلب تقتضيه الضرورة بزراعة النجيليات والأزهار العطرية ذات الألوان الجذابة بدل الأشجار والشجيرات، وإنشاء عبارات لمرور المشاه تحت الأرض بديلاً عن الجسور، والاستفادة من باطن الأرض كمواقف للسيارات، ومحطات للسكك والمواصلات، وبناء مساكن للعاملين ومخازن للأدوات، فلنسارع بالانجاز لهذه المشاريع حتى لا نلوم أنفسنا في المستقبل قائلين ( ليتنا كناَ نعلم أن باطن الأرض خيرٌ من ظاهرها ).

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *