الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

ماذا خَلّف المستعمرُ للعراق وأفغانستان؟ – بقلم الكاتب أ. رافع علي الشهري

ماذا خَلّف المستعمرُ للعراق وأفغانستان؟ – بقلم الكاتب أ. رافع علي الشهري

حين أرعد بوش الإبن وأزبد لغزو العراق بحجة القضاء على أسلحة الدمار الشامل
والتي يمتلكها هو وإسرائيل وإيران والدول
الكبرى في العالم، وبحجة إنقاذ العراقيين
من صدام حسين، كان العراقيون حينها في أمنٍ وأمان واستقرار، مع ضيق بسيط في المعيشة جراء الحظر عليهم لإنهاكهم.

ولم يكن للإيرانيين قَدمٌ أويَدٌ في العراق
وإن كان هناك تناغماً كبيرا بين رموز الشيعة في العراق معهم، ولوعلى حساب وطنهم..
غير أن السلطة كانت في أيدٍ قوية.

ولما  سقط  العراق عام 2003م  بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، سقط كل شيء
إبتداءً من الرئيس صدام حتى أصغر مواطن عراقي، وتبدد كل حُلم، وسالت الدماء، وأتى المتأمرون العراقيون على دبابات الغزاة كما اتى ابن العلقمي على فرس هولاكو.. !
وتم التوافق بين إيران والغزاة على تسريح الجيش العراقي من  كل حُرٍّ شريف وإبقاء
كل متأمرٍ وعميل..!

ووقف  الغزاة على أشلاء مَن تَصدّى لهم
ليدافع عن وطنه ووجوده، ليسلِّم لإيران
العراق بكل ماحواه من ثروات لاتُحصى
وعلى أطباقٍ من ذهب… ويسلمه التصاريح
المؤكدة بإنشاء المليشيات الصفوية لقمع أهل السنّة والشرفاء من غيرهم.. وبتغطيات جوية وتأييد أميركي!

وحين تفكك العراق وأصبح لقمةً سائغةً بفم إيران، قرر الغزاة الخروج من العراق، وقد ضمنوا قوة المليشيات وتمكنها من الخراب والفساد ونشر ( الفوضى الخلاق) في العراق والتي نادت بها كوندليزا رايس 
ليزداد العبث الإيراني هناك.. ولتأمن إسرائيل من
بعد إنهاك دولة ٍعربيةٍ عريقة كانت تمتلك جيشاً عرمرماً فتاكاً!

وأما غزو المستعمرُ الذي استعمر العراق
لإفغانستان عام 2001 م، فكان بحجة مطاردة
القاعدة وتنظيماتها  وطالبان..  وقد كلف
الغزاة الشيء الكثير والخسائر الباهضة والتي تدل على أن هذا الغزو ليس لمطاردة
القاعدة فحسب، بل لخلق مليشيات جديدة

باسم  طالبان، تتولى المهام لتكون مواليةً لهم، وحليفةً لإيران وشوكةً في حلق باكستان التي تمتلك القوة النووية  الإسلامية الوحيدة..  ومجاورة للصين العدو اللدود ولتكن  قامعةً لكل نَفَسٍ إسلامي سلفي كما كانت  تتمتع به طالبان ( الأولى )  بعد تحرير افغانستان من  السوفيات حسب إعتقاد الغزاة.

وليتسنى لإيران العبث يمنةً ويسرة .. وهذا
مابدت معالمه تظهر مع بدء الرحيل الأميركي من افغانستان .. فقادة  طالبان
الجدد  على عينٍ من  العم سام.. الذي لم
يهرول عبثاً بل ليخدم أجندته الإستعمارية
والتي يشاركه فيها النظام الإيراني الصفوي
والذي نال نصيب الأسد من  كعكة المستعمرين!

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *