قال تعالى: ” يؤتي الحكمة من يشاء، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا..” البقرة 269
ما هي هذه الحكمة؟
في أفضل تعريف للحكمة أنها ” وضع الأمور حيث ينبغي، في الوقت الذي ينبغي، على الوجه الذي ينبغي ” .
طيب .. كيف هل يمكن أن تكتسب الحكمة؟.
الحكمة قد تكون مكرمة من الله كما في الآية السابقة، ومن صورها ما يروى في اختصام قريش عند أعادة بناء الكعبة فيمن يضع الحجر الأسود فكل قبيلة ترى أنها الأحق بهذا الأمر، حتى قال قائلهم: إجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد ففعلوا،
وكان أول داخل رسول الله (ص) فلما رأوه قالوا: هذا الأمين، رضيناه، فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر قال: هلموا إليّ ثوباً وفي رواية وضع رسول الله (ص) إزاره وبسطه على الأرض ، وأخذ الحجر الأسود فوضعه فيه ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعاً، ففعلوا فوضعه (ص) بيديه الشريفتين في موضعه.
– وقد تكون عن طريق العلم والتعليم والتعلم : ” ويعلمهم الكتاب والحكمة ..” فما قد يكون مجهولاً لشخص قد لا يكون مجهولاً لدى آخر، وقد علمه عن طريق العلم أو التعليم أو التعلم، أو الخبرة، فأصبح بذلك حكيماً في هذا الأمر.
وقد تكون عن طريق تراكم المعارف والخبرات في الحياة لمن كانت لديه ملكة وحس واستشراف للأمور، ومن ذلك استشراف الرسول (ص) وتقديره لعدد قريش في غزوة بدر وذلك أنه (ص) بعث كلا من علي ابن أبي طالب والزبير ابن العوام وسعد ابن أبي وقاص يتلمسون الأخبار فوجدا غلامين عند ماء بدر فأحضروهما لرسول الله فسألهم عن عدد قريش فقالوا هم والله كثير، فقال (ص) كم ينحرون من الجزور كل يوم، قالا: يوماً تسعا ويوماً عشراً، فقال (ص) القوم بين التسعمائة والألف.
لكن هل كل أفعال وأقوال الحكيم تكون صائبة دائماً … بالطبع لا ، قد يصيب الحكيم وقد يخطئ، لكن ما يجب أن يعلم، أن مثل هذا الخطأ لا ينقص من حكمتة وفضله شيئاً، لأنه مهما كان بشر، ومن عادة البشر الصواب والخطأ وإلا ما أصبحوا بشراً.
التعليقات