سد النهضة يهدد الاقتصاد المصري والسوداني ويتعرض أكثر من 50 مليون مصري وسوداني للمجاعة نتيجة لحبس المياه عن المزارعين في البلدين الشقيقين نتيجة مؤامرة قذرة لإلحاق الأذى بالقلب النابض للعالم العربي والاسلامي مصر والسودان.
من الحزن أن دول شمال إفريقيا لم تدعم بقوة الموقف المصري والسوداني في المحافظة على حقوقهم المائية والتي تمتد عبر التاريخ منذ ولادة الإنسان على الكرة الأرضية وإنما تسير وفق المنظور الافريقي الذي ينسجم مع الموقف الاسرائيلي والاثيوبي والغربي، وبقية الدول العربية والإسلامية تتحدث بخجل، والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي كالمتفرج من بعيد دون أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية وتدعوان لمؤتمري قمة إسلامية وعربية، والوقوف بكل قوة ضد هذا المشروع القذر الذي يتهدد الأمن الغذائي لبلدين إسلاميين شقيقين، وقد يجرالى صدام مسلح لا يمكن التنبؤ بنتائجه.
إن هذا الموقف المتصلب من اثيوبيا المسكوت عنه من الدول الإفريقية بما فيها دول شمال افريقيا والدول الغربية يعد أمر يتنافى مع كل القوانين والأعراف الدولية، ويجر المنطقة الى صراع عسكري يضر باقتصاد دول المنطقة، ويؤدي الى تشذي الدول العربية وانعدام الاستقرار وينتشر الارهاب على مستوى العالم.
إن الوقوف الى جانب الشعب المصري والسوداني مطلب ديني وقومي وأخلاقي للمحافظة على حقهم في الحياة، والمحافظة على تدفق مياه النيل وفقا للاتفاقيات الدولية.، والتصدي للعبط والصلف الإثيوبي لكبح جماح النظام الاثيوبي واتخاذ كل الإجراءت الضرورية.
إن هذا النظام الذي يجر شعبه والمنطقة الى مصير مجهول عليه أن يدرك بأن شعب مصر والسودان ليسوا لوحدهم وأن الأمن المائي والغذائي حق مشروع لكل الشعوب وأنه على الدول العربية والإسلامية أن تقف بكل حزم وقوة الى جانب الحق المصري والسوداني وأن مياه النيل حق للجميع وليس من حق اثيوبيا بأي حال من الأحوال أن تتحكم في مياه النيل التي تعتبر حق للجميع منذ الأزل التاريخي.
إن الوقوف الى جانب دول المصب السودان ومصر واجب ديني وقومي وإنساني وإلزام اثيوبيا باحترام القوانين والأعراف الدولية، وعدم العبث بمياه النيل التي هي مصدر الحياة للشعبين الشقيقين، ولا مجال للتفريط في استحقاق مصر والسودان من مياه هذا النهر العظيم عبر التاريخ.
سوريا والعراق تتعرضان لأزمة مياه خانقة لنهري دجلة والفرات التي تتحكم فيهما تركيا، وكذلك إيران تتحكم في مياه نهري الراب وديالي، ونهر الكرخة وكارون، وهذا يأتي نتيجة لضعف الدولتين الشقيقتين أمام التدخل الإيراني والتركي ودول الغرب لتمزيق لحمة الشعبين العربيين، ونشر الفتنة بين الطوائف الدينية والشيعية، والاحتراب الداخلي لنهب ثروات الشعبين الشقيقين على مرأى ومسمع من العرب والعالم والله المستعان.
إن غياب الوجود العربي وغياب الجامعة العربية عن الساحة العربية والإقليمية والدولية هو سبب رئيسي فيما تعانيه بعض الدول العربية من صرعات واضطرابات وانتهاكات، ولو كان هناك موقف قوي وصادق لما احتوت ايران على ثلاث دول عربية وتمزيقها وتدمير اقتصادها، وعندما أوقفت المملكة العربية السعودي المد الإيراني في اليمن لم تحرك أغلب الدول العربية ساكنا بل اكتفت بنشرات الأخبار، وكما تقول في بعض نشراتها الإخبارية أنها تتحدث بحيادية ومهنية، والمملكة العربية السعودية تتجه بإذن الله الى النصر النهائي وتحقق لليمن وحدته ومجده والتصدي لكل العملاء والدخلاء والخونة.
وكما قال فخري البارودي في أبيات تتغنى بالوطنية والقومية العربية :
بلاد العرب أوطاني من الشام لبغـدان .. ومن نجد الى يمن الى مصر فتطـــــــوان
فلا حد يباعدنا ولا دين يفـــــــــر قنا .. لسان الضاد يجمعنا بغسّان وعدنــــــــــان
لنا مدنية سلفت سنحييها وإن دثـرت .. ولو في وجهها وقفت دهاة الإنس والجان
فهبو يا بني قومي إلى العلياء بالعلم .. وغنوا يا بني أمي بلاد العرب أوطانـــــــي
التعليقات