الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

الأصالة – بقلم الكاتب أ. محمد عبدالله بن شاهر

الأصالة – بقلم الكاتب أ. محمد عبدالله بن شاهر

 

قطاع السياحة في السعودية هو أحد القطاعات الناشئة في بلادنا أعزها الله – المملكة العربية السعودية – وهو أحد المحاور المهمة لرؤية السعودية 2030، وبما تحمله السعودية من إرث تاريخي وتراثي، وتنوع طبيعي وثقافي، ومن كون أرضها مهد الإسلام وحاضنة الحرمين الشريفين الذين يقصدهما سنوياً ملايين المسلمين، جاءت المملكة أولى الواجهات العربية تفضيلاً من قبل السياح المسلمين، والرابعة عالمياً ضمن قائمة الوجهات العشر الأولى الأكثر زيارة من قبل السياح المسلمين من بين 130 بلداً، بحسب تقرير المؤشر العالمي للسياحة الإسلامية لعام 2019م.

في تاريخ 27 سبتمبر 2019 استحدثت المملكة للمرة الأولى في تاريخها التأشيرة السياحية التي تمكن جميع مواطني دول العالم أجمع من زيارة السعودية، وعلى مدار العام، وفق تنظيمات جديدة ميسرة تمكن الجميع من الحصول على التأشيرة إلكترونيا أو عند الوصول لأحد منافذ الدخول، مع امتداد لصلاحية التأشيرة لعام كامل تمكن المستفيد من عمل عدة زيارات للملكة، في حدود 90 يوماً للزيارة الواحدة، ولم تغفل حكومتنا الرشيدة من التنبيه على الزائر بضرورة التقيد بالنظام والذوق العام.

وتهدف حكومتنا الرشيدة من هذه الإجراءات الميسرة إلى تشجيع مواطني دول العالم لزيارة السعودية والاطلاع على عراقة التاريخ وأصالة التراث وصدق المشاعر، وبالتالي تصبح السياحة رافداً مهماً من روافد الاقتصاد الوطني وأداة مهمة وفعالة في الناتج الوطني.

المطلوب من المواطن السعودي: السائح الذي يفد إلى بلادنا – حماها الله – لم يأت ليرى الزي الأجنبي والتقاليد المستوردة والطعام العالمي، فكل ذلك موجود في بلده، إنما حضر ليرى ويتعرف على أصالة وعراقة هذا البلد الكريم، فلا تبخلوا على وطنكم بنقل صورة مشرفة تبقى ذكرى جميلة لكل من حضر إلى بلادكم، وتكون عامل جذب كبير لاقتصاد بلدكم.

ومن ذلك المحافظة على التراث الوطني واستقبال السائح وكل ما يراه ينقل صورة التراث الوطني، في الملبس، والمأكل ، والعادات الرفيعة، والقيم العالية، التي تميز المواطن السعودي، وتبرز الصورة الناصعة عنه وعن عاداته وتقاليده.

قصة في السياق: عندما ذهب الرئيس الهندي نهرو – أول رئيس وزراء للهند المستقلة – إلى فرنسا في إحدى زياراته الخارجية، أمر السفارة الهندية هناك، بأن لا تنساق كغيرها من السفارات الأخرى التي تنتهج النهج الفرنسي في تقديم الطعام، ومظاهر الاحتفال، وألا يقدموا أي فقرات من أي ثقافة أخرى غير الثقافة الهندية، كما أمر أن يكون الطعام من أوله إلى آخره، طعاماً هندياً، وكذلك اللبس والديكور وأمور الضيافة، وعندما حضر المدعوين من وزراء وضيوف رأوا ألأمر مختلفاً عما اعتادوا عليه من مظاهر الضيافة الفرنسية الأوروبية، رأوا أكلاً مختلفا، ولبساً مختلفا، وديكورا مختلفا، وشخصيات بصورة مختلفة، مما جعل الفرنسيين، يشعرون بالاحتقار أمام هذا الحفل المهيب، الذي لم تعتاد أعينهم على مشاهدة مثله من قبل.

بعد قرنين من الاستعمار وقف الهندي شامخاً يفتخر بلباسه معتداً بأفكاره، مفتخرا بشخصيته وهذا ما جعل أوروبا تحترمهم. الأصالة تمتد لأجيال وأجيال بمحافظة كل جيل على امتدادها للجيل الذي يليه، على الرغم من الضغوط الخارجية.

دمتم في حفظ الله ورعايته.
M1shaher@gmail.com

 

التعليقات

3 تعليقات على "الأصالة – بقلم الكاتب أ. محمد عبدالله بن شاهر"

  1. تحياتي أبا عبدالله ولا فض فوك. زدنا من هذه الدرر وانظم منها عقدا فريدا يزين صفحات تاريخ بلادنا وثقافتها العريقة.. بوركت ودام مدادك..
    أبو طارق

    • شكرا جزيلا لطيب مشاعركم أبا طارق.
      شرفني مروركم الكريم.

  2. شكرا على طيب مشاعركم اخي العزيز أبا طارق.
    شرفزي مروركم الكريم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *