لم تكن المرة الأولى التي تتعرض فيها المملكة العربية السعودية للهجوم على نجاحاتها، وتوظيف الإعلام الغربي وبعض الإعلام العربي المسيس للنيل من رموزها لكبح طموحها وتفوقها، ولأنها قبلة المسلمين وأنها الدولة الإسلامية والعربية الأولى التي تدخل في قائمة الدول العشرين. المملكة بقيادتها الحكيمة والفاعلة تسير بخطى حثيثة لتسابق الزمن للخروج من الهيمنة الغربية والشرقية ولا تلتفت الى الوراء وكما قال المتنبي:
فما تبالي السماء يوما إذا نبحت كل الكلاب وحق الواحد الباري
لو كل كلب عوى ألقمته حجــــرا لأصبح الصخـــــر مثقالا بدينار
والتقرير الاستخباري الأمريكي الذي أفرج عنه الرئيس الأمريكي في مستهل ولايته يكشف سياسة بايدن الضبابية تجاه المملكة، وحالة من الاحتقان ضد صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان علما أن هذا التقرير الاستخباري لا يحمل في طياته إلا تخرصات لإثارة البلبلة في قضية الخاشقجي، والتي حكم فيها القضاء السعودي بإشراف دولي وصدرت الأحكام القطعية بحق أولئك المتورطين في هذه الجريمة، وطويت صفحتها، ثم يرفع الرئيس بايدن أيضا الحوثيين من قائمة الإرهاب ليؤكد تلك النوايا المبيته لإلحاق الأذى بأمن المملكة وسلامة أراضيها وخدمة المصالح الايرانية وعملائها الحوث ومن شايعهم، وإطالة أمد الصراع في الشرق الأوسط وتمزيق الصف العربي، ويسعون من وراء هذا التقرير للنيل من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سليمان ولكن خابوا وخسروا.
محمد بن سلمان أصابهم بالذهول لطموحه وبعد نظره، وأنه أكبر من كل التخرصات وفوق كل الكلمات المهووسة التي تسعى للحد من طموحه، والتقليل من نجاحاته من خلال التحول 2030، والبيان الذي أصدره مجلس الوزراء ردا قويا على التقرير الاستخباري الأمريكي والذي يرفضه جملة وتفصيلا لكيلا تبقى المملكة رهينة لأولئك الذين يسعون للإساءة لرموز الوطن، والنيل من أمن المملكة وسلامة أراضيها.
قال الله تعالى: (ألم تكن أرض الله واسعة)، والحقيقة أن أمريكا لم تعد شريكا نزيها، والمملكة العربية السعودية لها أصدقاء كبار ولديها الحرية المطلقة في اختيار شريكا نزيها يتعامل معها بمصداقية وتعاون بناء يخدم المصالح المشتركة ويدعم مواقفها الدولية والإقليمية.
المملكة العربية السعودية تتقدم مليار وسبعمائة مليون مسلم وتأثيرها في العالم يمنحها القدرة في الوقوف في وجه التحديات ولا تقبل فرض الإرادة والهيمنة، والشعب السعودي يقف خلف قيادته بكل حزم وقوة ولن يقبل ولا يقبل أي املاءات تتعارض مع سياسة قيادتنا، وعلى الحكومة الأمريكية أن تعيد النظر في العلاقة الاستراتيجية التي تربطها مع المملكة العربية السعودية لخدمة المصالح المشتركة والتي تمتد لأكثر من (90) عاما يسودها الاحترام المتبادل واحترام المصالح والأهداف وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة.
التعليقات