الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

آخر العلاج الكي – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

آخر العلاج الكي – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

 

وباء الكورونا (كيوفيد 19) حصد من العالم أكثر من مليون إنسان وأكثر من (107) مليون مصاب، وما يزال يتحدى العالم في ثوبه الجديد الأكثر فتكا وأسرع في العدوى وأصعب في العلاج، وقد نجحت المملكة العربية السعودية ولله الحمد في التصدي لهذه الجائحة الخطيرة وكان لها قصب السبق في مكافحته واتخاذ جميع الإجراء ت الوقائية والعلاجية، ووصلت الى المراحل الأخيرة للقضاء على (كيوفيد 19).

وكانت من الدول السبّاقة للحصول على جرعات اللقاح ( فايزر) وأول دولة عربية وخليجية بدأت في تجهيز مقار مجهزة  بكل الإمكانات والحفاوة، وبدأت  في استقبال المواطنين والمقيمين كأحسن ما يكون الاستقبال والمعاينة لأخذ الجرعة الأولى والثانية حسب المتبع دوليا، وبدأ الفرح يعم المجتمع ولكن وبكل أسف أن هناك مجموعات من المواطنين والمقيمين يقل الوعي عندهم وتضعف المواطنة وغير مبالين بالأوامر والتعليمات، فلا يتقيدون بالاحترازات المطلوبة الصادرة من وزارة الصحة ووزارة الداخلية والتحذيرات وكأنهم يتحدون الأوامر والتعليمات الصحية والأمنية، ولم يدركوا حجم الخطر الذي يتهدد المجتمع بكل أطيافه لا سمح الله.

لقد تفردت حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بتوفير كل الخدمات الالكترونية الضرورية للتّيسير على المواطن والمقيم على مستوى العالم، ومن أهمها ( ابشر، وتوكلنا، وصحتي، وتباعد، ونفاذ ) الخ، وهذه الخدمات  تختصر المسافات والزمن وطوابير الانتظار وتسهيل كل الإجراءات ، ولم يتبقى لإنجاح هذه الجهود وهذه الإمكانات إلاَ دور المواطن وتعاونه وتطبيق الأوامر والتعليمات الصادرة من  الجهات المعنية حتى لا تعود جائحة كورونا ( كيوفيد19) لا سمح الله وتضطر الدولة الى استخدام الحجر العام  وتتضاعف العقوبة على المخالفين، وينطبق علينا المثل العربي ( آخر العلاج الكي)، وهذا المثل يستخدم عندما تستنفذ كل الجهود الممكنة لمعالجة الموقف.

ومما يدعو للحزن والإحباط أنه يوجد بيننا مجموعات نحسبهم من أكثر الناس وعيا ووطنية وانتماء يضربون بكل الاحترازات والتعليمات والأوامر عرض الحائط غير مبالين بالأوامر والاحترازات وسلامة الوطن والمواطن، وكأنهم يتحدون القدر، والأعجب من هذا أن هناك بعض المسؤولين المعنيين يغضون النظر عن بعض المخالفات وبعض الشخصيات المعتبرة وكأنهم فوق القانون والله المستعان.

والكل يعلم يقينا أن هذا (الكيوفيد19) لا يستثني أحدا ولا يختار ضحاياه ولكن من وقع تحت مقصلته فلن يرحمه وربما نهايته الى المقبرة غير مأسوف عليه لأنه كما يقال (المفرّط أولى بالخسارة).

يا أيها المواطن السعودي ويا أيها المقيم على أرض هذا الوطن المبارك (المملكة العربية السعودية) التزموا بالاحترازات الصحية والتقيد بالأوامر والتعليمات وسلامة الوطن بقيادة الصيد الميامين، وفي الختام اسأل الله سبحانه أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وقياداتنا ووطننا من كل سوء ومكروه، وأن يرفع عن وطننا هذه الجائحة وعن بلاد المسلمين والعالم، والحمد لله رب العالمين.
            

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *