قال الله تعالى: ( والصلح خير ).. بشائر خير تلوح في الأفق تشير الى لم شمل دول مجلس التعاون، وعودة دولة قطر الشقيقة الى الحضن الخليجي الى أخوة تربطهم اللغة والمعتقد والجوار والمصير المشترك، لتحتل مكانتها في هذا المجلس الذي امتد به الزمن لأكثر من 42 عاما، وبالتحديد في 25 مايو 1981م وهو منظمة إقليمية سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية مكون من ست دول عربية تطل على الخليج العربي، وهي المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان والامارات العربية المتحدة، ودولة الكويت، ودولة قطر، ومملكة البحرين، وهناك امتداد تاريخي يضرب في أعماق التاريخ لهذه الدول المطلة على الخليج العربي وهو ارتباط أزلي.
هذه الجهود المباركة للوصول الى نهاية لهذا الخلاف أمر يتطلع اليه كل أبناء شعوب المنطقة لتعود العلاقات الأخوية الى حالتها الطبيعية وكما ورد في الحديث الشريف: (يد الله مع الجماعة). والموقف الدولي والإقليمي وما يدور حولنا من صراعات يتطلب الوحدة والتضامن والتعاون في كل المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والثقافية.
إيران لم تكن في يوم من الأيام شريكا نزيها ومتعاونا مع دول المنطقة، إنها دولة طائفية مذهبية متطرفة تحمل حقدا دفينا لكل ما هو عربي، وتسعى دائما لتمزيق الصف العربي والإسلامي، وما تفعله في العراق وسوريا ولبنان واليمن من تمزيق لوحدة هذه الشعوب ونشر الاحتراب بين أبناء الشعب الواحد لتجعل منها دولا فاشلة لدليل على عدوانيتها المذهبية والطائفية وما تزال تجتر عقدة ذي قار والقادسية.
تركيا لا يهمها ما يحدث في المنطقة الخليجية والعربية من صراعات وهي طرف فاعل في هذا الصراع، إنها دولة تبحث عن موطئ قدم في الأراضي العربية لاستعادة تاريخها الاستعماري والدموي كما صرح به اردوغان، مبررا تدخلاته في ليبيا وهو أمر مكشوف، كما هو الحال في دولة قطر من تكثيف وجودها العسكري وتهميش الجيش القطري، وهو لا يخفى على ذي لب.
المملكة العربية السعودية تعيش هم أمتها العربية والإسلامية، وترحب دائما بعودة قطر الدولة الشقيقة الى مجلس التعاون لتمارس دورها لتنمية العلاقات الأخوية مع كل دول المنطقة، وخصوصا مع المملكة العربية السعودية والتي ترحب بعودتها الى الصف الخليجي لكي تساهم مع شقيقاتها الخليجية في بناء خليج قوي لا يمكن اختراقه أو التعدي على مياهه وأرضه، وعلى وحدته ومقدراته الأمنية والاقتصادية، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وكما قال الشاعر بهاء الدين:
تعالوا بنا حتى نعود الى الرضى وحـتى كأن العـهد لـن يتغيــــر
لقد طال شرح القال والقيل بيننا وما طال ذاك الشرح الا ليقصر
لقد طال شرح القال والقيل بيننا وما طال ذاك الشرح الا ليقصر
التعليقات