يلاحظ تزايد عدد السيارات الرجيع أو الخارجة عن الخدمة على مستوى الوطن والتي تحتل مساحات من الأرض الحيوية في كل المدن والمحافظات والتي يمتد بها الزمن لفترة طويلة ربما يتجاوز عددها (300) ألف سيارة في العام الواحد وهذا رقم تقديري وربما تزيد الى الضعف والتي تشكل منجما مستداما للحديد المطاوع، والذي يمكن تحويله الى مادة خام يعاد تصنيعها لكل احتياجات الوطن من الصناعات المعدنية بما في ذلك صناعة السيارات (المركبات) والتي نحن في أمس الحاجة لهذه الوسيلة الضرورية التي يحتاجها الوطن بكل فئاتها الخفيفة والثقيلة..
والسؤال الذي يطرح نفسه أين وزارة الصناعة ورجال الأعمال لبناء مصانع تحويلية لهذه المادة الضرورية لبناء الحياة؟؟!!، قال الله تعالى: ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد )، وهذا يؤكد عظمة هذا المعدن والذي يمكن تحويله الى مادة خام تصنع منه السيارات الخفيفة والثقيلة حتى الأسلحة والعربات العسكرية والصناعات المعدنية كأدوات البناء والزراعة، وأعتقد جازما أن هذا يتوافق مع استراتيجية التحول 2030 إن لم يكن ضمن هذا التحول الاستراتيجي،
ولعلي تعجلت الأمر لكن الصدمة كانت كبيرة عندما تابعت هذه المعدات المعطلة والتي تحتل مساحات كبيرة من الأراضي الحيوية تحت الشمس تنتظر متى تقبر لتأتي بعدها دفعات أخرى لم تحظ بالصيانة وحسن الاستخدام لينتهي بها الأمرالى هذه المقابر المعدة سلفا لتشكل حملا ثقيلا على البيئة والمجتمع.
إن الاستفادة من هذه التراكمات الحديدية واستثمارها في الصناعات المعدنية يعد نصرا حقيقيا للوطن ودفعة الى الأمام في المجال الصناعي والتي تعتبر عصب الحياة في هذا الزمن وتمنح الوطن القدرة على مقارعة الدول المتقدمة.. إن بقاء هذه المعدات في العراء داخل المدن دون معالجات يؤكد غياب رجال الأعمال عن تحمّل مسؤولياتهم تجاه وطنهم ومجتمعهم لاستثمارها من خلال بناء مصانع لمعالجة هذه المادة المعدنية واستثمارها وكذلك وزارة الصناعة..
لأن إهدار مثل هذا الكم الهائل من الحديد التراكمي يعد خسارة كبيرة على اقتصاد الوطن، ومعطل لحركة التنمية، ومحبط للمواطن الذي ينظر الى هذا العدد الكبير من السيارات التالفة الخارجة عن اهتمام الجهات المعنية بنظرة العتب واللوم.. إن هذا العدد الهائل من هذه السيارات والمركبات التي انتهت من الخدمة والذي يتزايد يوميا بشكل عبئا على البيئة والمجتمع وإهدارا لهذا المعدن الثمين الذي يعتبر عصب الصناعة والتنمية في الدول المتقدمة.
وفي الختام أرجوا أن نرى حلاً عاجلا لهذه المادة المعدنية المعطّلة لتدخل في مجال الصناعة والتنمية، والله المستعان.
التعليقات