انتقلت الى مدينتي تنومه شمال أبها 115كم المقر الصيفي وأقمت فيها لمدة تجاوزت نصف العام وكنا نتعايش مع الحجر الصحي ومرارة ( كيوفيد 19 ) إلا أن الجو والطبيعة ومرابع الصبى خففت من حدة الحجر الصحي ولكنني تعلمت وأسرتي دروس الانضباط والقرب من الله أكثر واعتزازي بوطني وبالقيادة الراشدة وبالحكومة، ودورها الريادي في إدارة أزمة “كورونا” بل وتفوقها في سرعة اتخاذ قرارات الحجرالصحي ومعالجة آثاره بإجراءات إيجابية وفعالة لتحتل بذلك الصدارة على مستوى العالم وتؤكد عمق المحبة والترابط بين القيادة والشعب ليكوّنوا لحمة وطنية لا تنفصم عراها أبد الدهر بإذن الله.
وبعدما بدأت حدة البرد تشتد قررت العودة الى مدينتي الحبيبة (جدة) وكانت الصدمة والدهشة عندما دخلت من بوابة جدة الجنوبية وإذا بالتحويلات ما تزال كما كانت، والحفريات تحيطها الموانع الخرسانية ولوحات التحذير والمطبات الصناعية تشوه منظر الشوارع الرئيسية والفرعية، وكانت المنطقة الصناعية جنوب مطار الملك العبد العزيز الدولي ماتزال تشكل تلوثا بصريا مزعجا وتعطي صورة قاتمة عن مدينة جدة عروس البحر الأحمر وعن مطارنا الدولي بوابة الحرمين الشريفين..
والسبب الرئيسي يعود لقصور الجهات التنفيذية وأجهزة المراقبة والمتابعة، وأمانة جدة تتحمل مسؤولية أكبر لأن حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وولي عهده الأمين قد وفرت جميع المبالغ لكل المشاريع قبل تنفيذها إلا أن الخلل والتقصير من الجهات التنفيذية والوزراء المعنيين لا يخلون من المسؤولية وعذاب الضمير..
واعتقد جازما أن هذا الحال ينسحب على أغلب المحافظات للأسباب نفسها إلا أن مشروع سمو سيدي محمد بن سلمان الطموح للقضاء على الفساد بكل أطيافه سوف يطول هؤلاء وأمثالهم بإذن الله مهما امتد بهم الزمن، والفساد لن يسقط بالتقادم وسوف ينال كل جزاءه كاملا غير منقوص بإذن الله، وسوف تستمر مسيرة البناء والتنمية كما خطط لها سمو ولي العهد حفظه الله خالية من كل أنواع الفساد المالي والإداري والرقابي.
ومما يبعث على الرضى والتفاؤل ما يعيشه الوطن الغالي المملكة العربية السعودية من أمن وارف ورفاه وقوة اقتصادية وعسكرية وسياسية متوازنة وقيادة حكيمة وإرادة قوية وهمة عالية. ومن عوامل النجاح والتميز حكمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ووفقه وسدده وولي عهده الأمين وحكومته الرشيدة عودة العمرة وفق الضوابط الصحية لكي يبقى المسجد الحرام منارة مضيئة تتواصل مع المسلمين في كل أرجاء المعمورة ..
ويبقى البيت العتيق دائما وأبدا محاط بالطائفين والركع السجود من المسلمين والمسلمات بكل أطيافهم، قال تعالى: ( ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم). لتبقى قلوب المسلمين متعلقة بمكة المكرمة والمدينة المنورة للحج والعمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف، وتظل المملكة العربية السعودية دائما وأبدا بإذن الله تعالى حاضنة للإسلام والمسلمين وأبوابها مشرعة لكل حاج ومعتمر وزائر في يسر وسهولة، وكل من ينشد الأمن السلام في وطننا الحبيب، وكما قال الفرزدق:
ترى كل مظلوم إلينا فراره .. ويهرب منا جهده كل ظالم
التعليقات