الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

وتلك الأيام نداولها بين الناس – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

وتلك الأيام نداولها بين الناس – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

 

لقد مضى عام1441 الهجري، وهو مثقل بالأحداث الجسام، ومنها حرائق استراليا وهي الأضخم عبر تاريخها، ويأتي مقتل قاسم أحمد سليمان، قائد فيلق القدس في 3 يناير أحد أهم أحداث العام المنصرم، وقد أصيبت إيران بصدمة عنيفة لم تفق منها حتى الآن، وكانت جائحة كيوفيد19 أهم أحداث العام 1441هـ حيث أغلقت المساجد وتعطلت حركة الحياة فانحجر الناس في منازلهم وداخل دولهم وتوقف الطيران، وأغلقت المحلات التجارية والمتاجر والمقاهي والمطاعم..

كما توقفت القطارات حتى كاد العالم أن يفقد صوابه، وقد تسبب في إصابة أكثر من 22 مليون حالة إصابة وأكثر من 800 ألف حالة وفاة، وأصيب الاقتصاد العالمي في مقتل، وما يزال هذا الكورونا يمارس دوره مع مطلع العام 1442 الهجري الجديد إلا أن العالم قد أخذ الاحتياطات الضرورية للتخفيف من خطورته ولكنه لم يتوقف بعد ، وتلك إرادة الله، وقد فشلت الدول الكبرى في احتوائه وحتى الجانب الإنساني في هذه الدول الكبرى كان غائبا عن أجندتها لمقاومة هذه الجائحة..

وقد ختم العام المنصرم أحداثه بانفجار ميناء بيروت بمادة ( نترات الأمونيوم ) المخزنة في الميناء بفعل حزب الله وأزلامه، وسوف تلاحقهم لعنات الشعب اللبناني عبر الأجيال القادمة ولن يفلت حسن نصر اللات وحزبه من العقاب ان شاء الله، والشعب اللبناني لن يتسامح مع هذه العصابة الفاسدة والتي تسببت في خراب لبنان وتدمير اقتصاده وتهجير أبناءه…

وقد أطلّ علينا العام الهجري الجديد 1442 وهو يحمل تبعات العام الذي رحل عنا بمعاناته وويلاته ونحن في حال غير الحال نجتر الألم ونتعايش مع الحجر الصحي والتباعد والحفاظ على ارتداء الكمامات لعلنا نجتاز هذه الجائحة بسلام، لكن لن تعود الحياة الى طبيعتها مطلقا فالاقتصاد لم يعد قادر على تحمل حركة التنمية وحركة الحياة، كما أن مداخيل الأفراد سوف تتأثر سلبا بانهيار أسعار النفط وارتفاع السلع الاستهلاكية وتقلص الوظائف وتعثر المشاريع..

إنه عام مثقل بالمتغيرات الخطيرة على الساحة الدولية والإقليمية والمحلية، ولابد أن يتغير أسلوب حياتنا بكل أنماطها والتخلي عن الإسراف والتبذير والمغالاة في الأشياء الغير ضرورية، والحد من البذخ في الحفلات والمناسبات والتجمعات الغير منضبطة والعودة بنا الى حياتنا الطبيعية ببساطتها وهدوؤها والالتزام بقيمنا وأخلاقنا وأدبيات ديننا والمحافظة عليها بل والعض عليها بالنواجذ.

إعلامنا لا يزال يغرد خارج السرب، فبرامجه ومسلسلاته وتعاطيه مع الأحدث على الساحة لم تتغير وتسير برتابة مملة دون أن يظهر عليها أي إجراءات تطويرية للتعايش مع هذه الجائحة بما يتماشى مع الظروف الراهنة ومتطلباتها  والتعاطي معها بما تستحق من الاهتمام والرعاية وفق مستجدات الأحداث وما يدور حولنا من صراعات وأزمات مالية واقتصادية وما تتطلبه المرحلة القادمة من جاهزية واستعداد تجنبا للمفاجآت الغير محسوبة، والله المستعان..

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *