المرافق السياحية والمتنزهات تئن مما تعانيه من التلوث البصري وكثرة المخلفات والسبب المباشر فساد عمال النظافة والمراقبين الغير مؤهلين والغير مدربين، رؤساء البلديات يقبعون في مكاتبهم، عمال النظافة يحملون أكياس المخلفات على ظهورهم على الطرق ولكنها خالية للافتقار للمتابعة وغياب الرقيب، ويتكففون الناس ولا يحملون هم النظافة بقدر همهم بضياع الوقت لبدء العمل من جديد، والمخلفات تتزايد وتزكم الأنوف برائحتها !
المجالس البلدية ليس لهم أي دور في مكافحة هذا التلوث الذي يقضي على سلامة البيئة وتلوث الغابات وجمال الطبيعة، وتفعيل مشاريع التنمية في المحافظات وكما يقال: نسمع جعجعة ولا نرى طحنا.
السائح أو الزائر.. عندما يأتي من مسافات بعيدة من خارج المنطقة وربما من خارج الوطن متلهفا للاستمتاع بالجو والطبيعة ثم يصدم بهذا التلوث البصري، ويصدم بضعف أداء الجهات المعنية ويصدم أيضا بضعف الوعي والمواطنة لعدم احترام الطبيعة والغابات والمحافظة على نظافة البيئة، وهذا يتعارض تماما مع استراتيجية التحول 2030 التي تركز على الاهتمام بالجانب السياحي وهو أحد روافد دعم إيرادات ميزانية الدولة.
والسؤال المهم .. من المسؤول عن هذا التلوث البصري للمتنزهات والمرافق والطرق السياحية ؟! والجواب بكل وضوح البلدية والمجالس البلدية والمحافظين، فالمحافظ حاكم إداري وعليه مسؤولية توجيه وتنبيه البلدية وتوضيح جوانب القصور في الأداء والمراقبة، وكذلك المجالس البلدية، أما البلدية فهي المسؤول الأول عن هذا التلوث وغياب الرقيب وتسيب العمالة وضعف الأداء، وأركز على المجالس البلدية فهي لسان حال المواطن والسواح والزوار وإمارات المناطق، ولكن دورهم في معالجة هذا التلوث وهذا الأداء متواضع جدا كما هو حال البلدية وهذا يعد ضربة موجعة للطبيعة الجميلة وللجذب السياحي، و البيئة هي الأكثر تضررا حتى أن الإقبال عليها لم يعد مشجع للتنزه والتمتع بمظهرها ونقائها وجمالها.
بعد 29 شوال خرجنا للتنزه والاستمتاع بالجو والطبيعة ولكن كانت المفاجأة كبيرة ما تعانيه البيئة من التلوث الذي أصاب الطبيعة في مقتل، وأصابنا بخيبة الأمل في الجهات المعنية وخصوصا المجلس البلدي الذي كنا نتوقع أنه سوف يكون الموجه الأول لإدارة المشاريع التنموية بما فيها المتنزهات وتطويرها وتفعيل المرافق السياحية وخصوصا الخدمية لاستقبال السواح، وتوفير كل الإمكانات والخدمات لتقديم سياحة جاذبة للاستمتاع بجمال الطبيعة بكل مكوناتها بما فيها الهدوء والطمأنينة والسكينة التي تخيم على المناطق السياحة بمنطقة عسير، وتمنح السائح الشعور بالأمن والراحة والتأمل ، والبقاء مدة أطول في المنطقة ليرتفع دخل السياحة وهذا ينعكس على تطور ونمو المحافظات.
إن الهدف الأول والأخير المصلحة العامة ولابد من رفع الصوت عاليا أمام هذا التلوث البصري للمتنزهات والمرافق الخدمية لخدمة السائح والزائر لهذه المحافظات وخصوصا المتربعة على مرتفعات جبال السروات الممتدة من السودة بأبها حتى منتزه رغدان بالباحة بعزة وشموخ، لقد أصبحت الغابات ملوثة بأكياس المخلفات والأكياس البلاستيكية وعلب المشروبات الغازية، إنه تلوث يقتل الطبيعة ويقتل الجمال لهذه البيئة الجميلة التي لم تعد جميلة بفعل فاعل لضعف الوعي وغياب الرقيب وفساد الضمير، والله المستعان.
التعليقات