يعرّف الفساد “بأنه إنحراف أو تدمير للنزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة، والمحاباة، والمحسوبية” وهو لفظ شامل لكل النواحي السلبية في حياة الفرد والجماعة، والفساد أشد فتكا بالمجتمع من الكورونا؛ لأن ضرره يتجاوز الفرد الى الجماعة حاضرا ومستقبلا.
إن الفساد في هذه الجائحة التي يمر بها الوطن يُعد أكبر من أي وقت مضى وأكبر جرماً بحق الفرد والمجتمع، ومهما يكون العقاب بحق هؤلاء الفاسدين فإنه لا يتناسب مع حجم الضرر النفسي والمعنوي الذي أصاب المجتمع، إضافة الى نهب المال العام، ونحن في المملكة العربية السعودية كالجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
لقد كانت الصدمة كبيرة وموجعة أن يكون بيننا من بني جلدتنا مسؤولون وقياديون وموظفون يستغلون هذا الظرف الحرج الذي تعيشه المملكة من انهيار في أسعار النفط الذي يعتبر المصدر الرئيس للوطن وتعاظم الصرف المالي على الدولة للمتضررين من هذه الاجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس “كورونا” على مستوى الوطن، والقيادة، والحكومة تعيشان هم المواطن والمقيم..
وقد اصدر خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – عدة أوامر سامية لرفع المعاناة المالية والصحية والنفسية عن كاهل المواطن، والمقيم وتقديم الدعم المالي واللوجستي لكل شرائح المجتمع الذين تضرروا من تبعات هذه الجائحة، ثم يأتي بعد ذلك من نطمئن له من أبناء الوطن من مسؤولين، وقياديين وموظفين، قد أُوكلت لهم مهام جسام في تنفيذ هذه الأوامر..
فيخونون الأمانة وينقضون العهود والمواثيق المهنية ويتصيدون المال العام بالتزوير، والرشوة والمحاباة، والمحسوبية على حساب المصلحة العامة، والتي تصب في مصلحة المواطن، والمقيم، ورفع المعاناة عن شرائح كبيرة من المجتمع هم أحوج الى أي ريال يصرف من ميزانية الدولة في غير محله الطبيعي المخصص له في بنود الميزانية.
تُرفع الراية البيضاء للرجال القائمين على هيئة الفساد للوصول الى هؤلاء الفاسدين والاقتصاص منهم بحجم الضرر النفسي والمعنوي والمالي الذي أصاب المجتمع بالصدمة وخيبة الأمل في نخبة ماتت ضمائرهم فخانوا الأمانة واستغلوا مناصبهم الوظيفية فسرقوا ونهبوا وزوروا وتناسوا أنهم في وطن لا تنام عينه عنهم، وعن أمثالهم، وأنهم سوف ينالون عقابا رادعا إن شاء الله؛ ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه أن يسلك هذا المسلك الخاطئ الذي يورد صاحبه الى المحاسبة، والعقاب، ويبقى سبة لعقبه من بعده.
وفي الختام اللهم احفظ علينا قائد مسيرتنا المباركة، وولي عهده الأمين واحفظ بلد الحرمين الشريفين من كل سوء، ومكروه، وارفع هذه الجائحة عن الأمة السعودية والإسلامية والعالم.
التعليقات