الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

الجيش الأبيض.. اسم على مسمى – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

الجيش الأبيض.. اسم على مسمى – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري
 
 
الحرب العالمية الثالثة انطلقت شرارتها من مدينة ووهان الصينية في منتصف ديسمبر(2019) يقودها الجيش الأبيض للتصدي للعدو القاتل والذي لا يرى بالعين وقد حشد العالم كل جيوشه ضد عدو مشترك وهذه هي المرة الأولى التي يتحد فيها العالم للدفاع عن النفس لكن هذا العدو بعبقريته عطل الحركة، وألزم الناس البقاء في بيوتهم، ولم تخفه حاملات الطائرات ولا الصواريخ ولا الطائرات ولا جحافل الجيوش بكل أسلحتها، وقد تساوى القوي والضعيف والفقير والغني أمام هذا العدو (كوفيد 19)..
 
لكن الجيش الأبيض الممثل في الأطباء والطبيبات والممرضين والممرضات أعلنوا تصديهم لهذا العدو الصامت القاتل وقهره ودحره بإذن الله مهما كانت التضحيات والوفيات والمعاناة، وكانوا أكثر صلابة من الجنرالات في التضحية والفداء، لقد استطاعوا أن يصمدوا أمام هذا العدو الجهول الذي يتخطف الناس من حولهم ومن بين أيديهم، منهم زملاء المهنة ورفقاء الدرب ولم يثنهم عن أداء واجباتهم ومسؤولياتهم هذا الخطر الذي يتهددهم في كل لحظة من لحظات العمل المتواصل ليل نهار، ولم يرهبهم شبح الموت الذي يعيش بينهم في صحوهم ومنامهم.
 أنهم بحق مقاتلون بواسل يستحقون منا كل الاحترام والتقدير وأن تكون لهم الصدارة في كل التجمعات والملتقيات والندوات والمجالس وعلى القنوات الفضائية، وأن ترفع لهم الرايات البيضاء وتعلق على صدورهم الأوسمة والميداليات وشهادات الشكر والتقدير. إن الطبيب ومسانديه يتعاملون مع المريض بكل الأريحية والمحبة والإخلاص، لايترددون لحظة واحده في مواجهة حالة المريض سواء أكان مرض معد كما هو الحال مع (كوفيد 19 )، أو المصابين في الحروب، أو في الحوادث المرورية، أو أي أمراض أو أوبئة..
 
وهذه الحرب الكونية مع فيروس الكورونا غيرت مفاهيم النجومية والتميز على مستوى العالم لتضع الطبيب والطاقم المساند في الصدارة بلا منازع، ويعتبرون نجوما في سماء الوطن لا يوازيهم أي نجم سواء كان من الكتاب أو لاعبي كرة القدم أو المطربين والمطربات والممثلين والممثلات الخ.. والذين أصبحوا في الصدارة في الفضائيات العربية وفي مجالسنا لا يوازيهم إلا من يدافع عن حدود الوطن وعن أمن الوطن ، وكما قال الشاعر مسلم ابن الوليد :
                                                                نجود بالنفس إن ضن الجواد بها  .. والجود بالنفس أقصى غاية الجود
 
وقبل الختام.. ارفع صوتي عاليا لكل المواطنين والمقيمين أنه يتوجب علينا جميعا تنفيذ الأوامر الصادرة من المقام السامي والتعليمات والإرشادات من وزارة الصحة والبقاء في البيوت وعدم الخروج مطلقا إلا للضرورة القصوى مع الاحتياطات الضرورية لمحاصرة هذا الوباء والقضاء عليه بإذن الله، وأذكركم بأن طول حدود المملكة (6760) كم، وللمملكة حدود مع العديد من الدول الصديقة والعدوة، ومن خلال هذه الحدود يتسلل بعض الأفارقة والحوث وهم يحملون الفيروس ( كوفيد 19 ) لإلحاق أكبر الضرر بمواطني هذا البلد المبارك لا سمح الله، فلا تكونوا عونا لهؤلاء الإرهابيين، وقد ظهرت أعداد كبيره من الأثيوبيين ويتخللهم بعض اليمنيين الذين تسللوا عبر الحدود اليمنية بدعم وتوجيه من ميليشيات الحوث الإرهابيين على وسائل التواصل الاجتماعي ومنهم من يحمل وباء الكورونا، وقد تمكن رجال حرس الحدود ورجال الأمن الأبطال من اعتقالهم واتخاذ الإجراء ت المناسبة بحقهم والحمد لله رب العالمين.
 
وفي الختام .. الحمد لله الذي وهبنا قيادة راشدة حكيمة رحيمة ذات أفق واسع وإرادة لا تلين، والتي كان لها قصب السبق في احتواء وباء الكورونا واتخاذ كل الإجراءات الضرورية والتي أصبحت درسا لكل الكبار في العالم، حفظ الله خادم الحرمين الشريفين حبيب الشعب وولي عهده الأمين، وحمى الله شعب السعودية من هذا الوباء والعالم، والله المستعان.
 
 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *