الأحياء العشوائية تشكل تهديدا خطيرا للأمن الداخلي، والحرائق وانتشار الأوبئة كما هو الحال مع فيروس الكورونا تشكل بؤر لانتشار هذا الفيروس لو تمكن من الوصول الى هذه الأحياء لا سمح الله، ويزيد في الصعوبة أن بعض سكان هذه الأحياء لا يحملون هوية وطنية وربما لا يحملون إقامة. إن هذه الأحياء موزعة في الغالب بين البرماوية وعددهم يتجاوز (400) ألف، والتكارنة ويتجاوز عددهم أكثر من (200) ألف، وبعض العمالة الأخرى.
إنهم أي “البرماوية والتكارنة” يشكلون تجمعات بشرية في عدة أحياء في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وإنه من الصعوبة ترحيلهم لأنهم من مواليد مكة المكرمة والمدينة المنورة ويعتبرون أنفسهم مواطنين، ولهذا فالضرورة تتطلب توزيع هؤلاء الأخوة في منا طق المملكة العربية السعودية والاستفادة منهم في كل القطاعات كعمال بناء وصيانة وحتى في قطاعات وزارة الدفاع ووزارة الداخلية، وإحلالهم محل بعض العمالة الأخرى في أسواق الخضار ومواد البناء، وتوظيفهم في مجال البنية التحتية والطرق والزراعة والصناعة وتطويرهم وتأهيلهم، وهؤلاء يمكن الاعتماد عليهم لأنهم من مواليد هذا البلد وليس لهم وطن يستقبلهم إلا المملكة العربية السعودية، لهذا يجب الاستفادة من هذه الطاقة المعطلة وتعميق روح الانتماء والولاء في نفوسهم لهذا الوطن.
إن تفعيل دور هؤلاء الأخوة ( البرماوية ، والتكارنة ) في خدمة الوطن في كل مشاريع التنمية سوف يساهم في الاستغناء عن بعض العمالة الوافدة وتتحقق رؤية (2030) والعمل على إعادة تطوير هذه الأحياء الشعبية لتتواكب مع الخطط التنموية والتطويرية لمحافظة مكة المكرمة والمدينة المنورة.
في جنوب محافظة جدة يوجد حي شعبي يحمل اسم ( حي غليل ) وهو مجمع لكل أطياف العمالة والوصول الى أي أحد في هذا الحي يشكل صعوبة كبيرة ومخاطرة لرجال الأمن والمطلوب تطوير هذا الحي وتخطيطه وإلحاقه بركب التطور الذي تعيشه محافظة جده وترحيل العمالة الغير منضبطة والتي لا تحمل أوراق رسمية تسمح لهم بالبقاء داخل المملكة، إن هذه الأحياء العشوائية تعتبر مقرا آمنا للمتخلفين من الحجاج والمعتمرين والزوار، والمخالفين لأنظمة الدولة.
قال الله تعالى: ( فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) وهذه الجائحة التي يعيشها العالم ونحن جزء من هذا العالم سوف تتغير فيها الأنظمة والقوانين وتتغير فيها ربما الأحلاف والعلاقات الدولية، ويظهر نظام جديد أكثر واقعية، أما نحن في المملكة العربية السعودية فكل قراراتنا في التعامل مع هذه الجائحة كانت صائبة ومدروسة وتصب في حماية الإنسان وسلامته والمحافظة على كرامته حتى أنها أصبحت نموذجا يحتذى به ودرسا لكل الكبار في هذا العالم، وسوف نخرج من هذه الجائحة بإذن الله والمملكة أكثر قوة وصلابة وإن شاء الله تتغير خارطة العشوائيات على مستوى الوطن والقضاء نهائيا على التجمعات الفئوية، والاستفادة من الأخوة البرماويين والتكارنة في كل مجالات التنمية والاستغناء عن الكثير من العمالة الوافدة.
وقبل الختام أرجو من الجهات المعنية في مكة المكرمة والمدينة المنورة حالة استنفار لتطهير هاتين المدينتين المقدسين من الأحياء العشوائية والتجمعات التي توفر مكانا آمنا للمتخلفين والعمالة السائبة حتى لا يتعاظم خطر هذه الأحياء العشوائية وبالتالي يتسع الشق على الراقع والله المستعان.
وفي الختام حفظ الله خادم الحرمين الشريفين قائد مسيرتنا المباركة الى آفاق المستقبل الواعد بالتقدم والتطور والانتصارات وولي عهده الأمين، حمى الله وطننا من كل مكروه والحمد لله رب العالمين.
التعليقات