لقد عان هذا المطار الهام جدا من تعثر في تصميمه وتنفيذه حتى أصبح أحد المشاريع التي عاصرت كل الملوك الذين أولوا هذا المطار جل الاهتمام والرعاية ليكون بحق بوابة الحرمين الشريفين، لكن من سوء الحظ أن اختلاف وجهات النظرفي التصميم والتنفيذ واختلاف القيادات الفنية في تطبيق المعايير الدولية وعدم كفاءة الشركات أو المقاولين والروتين كل هذه العوامل ساهمت بشكل كبير في تأخير إنجاز مطار تتكامل فيه كل المرافق الخدمية بمواصفات عالمية عالية التقنية لخدمة عشرات الملايين سنويا من حجاج ومعتمرين وزوار وسواح، وقد انتهى به المطاف الى المراحل النهائية ولله الحمد لكن الفرحة لم تكتمل، فلو ألقينا نظرة على المنطقة المحيطة بالمطار لوجدناها منطقة متهالكة مشوهة لا يوجد بوادر قريبة لتطويرها لتتناسب مع عظمة هذا المطار والذي يعتبر من أعظم المطارات في العالم والذي تكلف 36 مليار من الريالات تقريبا.
فالمنطقة الصناعية شمال حي النزهة 2و3 ( منطقة الكباري ) التي تربط المطار بشارع المكرونة وشارع الأمير ماجد وطريق الحرمين لاتزال منطقة أشباح تصدم كل عابري الطريق برا أو جوا بما تعانيه من إهمال وتلوث بصري كما هو حال المنطقة الصناعية سابقا والتي أصبحت منطقة مهجورة مليئة ببقايا تلك الورش والحفريات والكتل الخرسانية الخ، أما داخل شبك المطار فهي منطقة أقل ما يقال عنها أنها اسوأ من المنطقة الصناعية المذكورة آنفا، فخذ مثلا منطقة تصريف مياه الصرف الصحي والتي تحتل موقعا هاما داخل شبك المطار وهي ما تزال مصب لمياه الصرف وتصدر منها رائحة تزكم الأنوف، وتعاني منها أحياء النزهة 2 و3 وحي المروة وحتى المرافق الخدمية بالمطار تعاني من هذه الروائح الكريهة، وإنني أتعجب من هيئة الصرف التي لم تجد مجمعا مناسبا لمياه الصرف إلا في حديقة المطار!! والسؤل الذي يطرح نفسه أين دور الأمانة وبلدية المطار ؟؟
المطلوب الآن من الأمانة تخطيط المنطقة الصناعية وعمل كل تمديدات الصرف الصحي والمياه والكهرباء،وتزفيت الطرق وعمل الأرصفة المناسبة لرياضة المشي ومن ثم زراعة الحدائق والمرافق الخدمية والمساجد وأماكن للراحة كواجهة حضارية لمطار دولي يخدم عشرات الملايين من خارج المملكة وداخلها، وتطوير منطقة الكباري داخل شبك المطار قبل الافتتاح الرسمي للمطار.
وأخيرا أين دور المحافظ؟!!
الأمر يستحق وقوف المحافظ على هاتين المنطقتين وتذليل كل الصعوبات لتطوير هاتين المنطقتين خارج وداخل شبك المطار وتفعيل كل الأوامر والتوجيهات باستكمال هذه المرافق، واعتقد أن مطارالملك عبد العزيز الدولي يستحق الوصول به الى الصفوف الأولى عالميا لأهميته دوليا وإسلاميا وسياحيا، إنه بحق بوابة الحرمين الشريفين وهو البوابة الأولى الى الخارج على مستوى الوطن، وكل المبررات لن تكون مقبولة من الأمانة لتأخير تطويرهذه المنطقة، فهي تقع ضمن إمكانيات الأمانة ولديها القدرة على فعل ذلك اذا صلحت النوايا وخصوصا أنها تعتبر من أهم المناطق على مستوى المحافظة والتي تستحق أن تحتل الأولوية الأولى في نشاط الأمانة وبلدية المطار وتسخير كل الإمكانيات لتطويرها هذه المنطقة لتتواكب مع الافتتاح الرسمي في الفترة المحددة.
وفي الختام أرفع رسالة لمقام مجلس الشورى الموقر تسلّم لـ يد العضو “عيسى الغيث” ليلتفت الى التلوث البصري بمنطقة مطار الملك عبد العزيز الدولي بدلا منطقة الثمامة ومخيمات بعض المواطنين المقامة للراحة والاستجمام ويلتفتوا الى ما يهم الوطن والمواطن وتجنب المناقشات التي أقل ما يقال عنها أنها إهدار للوقت واستفزاز للمواطن.
التعليقات