نجد في معظم الأوقات أخطاء وهفوات تُرتكب هنا وهناك وفي مناطق مختلفة وبين أُناس وقبائل متعددة، لكن الختام يكون بالتراضي والتصالح – ولله الحمد – وهذا شيء طبيعي في هذه البلاد المباركة منذ تأسيسها على يد والدنا جميعاً الملك عبدالعزيز – رحمه الله -والأخطاء والاختلاف والتضاد يحصل حتى بين الإخوان في المنزل الواحد فما بالك بخارجه، وهذه أمور طبيعية في جميع البشر، فجعل الله سبحانه وتعالى الصفح والعفو بين الناس حتى تصفى النفوس وتتطهر القلوب.. وهذا يجعلنا أناس متحضرين بل وقريبين من الله عز وجل ودليل ذلك قوله تعالى ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) الشورى (40)
وهذا دليل على أن من صفح عن خطأ أخيه المسلم فإنه سيؤجر على عفوه وصفحه .. وهذه من المكاسب التي يفرح بها الانسان المؤمن . ومكسب كبير بأن الله سبحانه وتعالى اطَّلع على عفوك وصفحك فكسبت أجره وطاعته ورضاه . فإذا عفوت عن شخص أو أشخاص فإنك صاحب المكسب الكبير من الله عز في علاه وهو كل ما يتمناه الإنسان الذي يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر .. فما أجمل – يا أحبتي – الصفح والعفو وخاصة عندما يكون الأمر بيدك ..
وما تناقلته وسائل الإعلام الإجتماعي عن خطأ جاء من الشاعر المحبوب والخلوق ضيف الله العمري – غير مقصود – .. ماهو إلا جزء من تلك المسألة .. ومن حق الطرف الآخر العتب أو طلب الحق .. ولكن الذي أفرحني وراق لخاطري هو التسامح بين القبائل ( بني عمرو وشهران ) وهذا ليس بغريب فكلاهما قبيلتين ضاربة بتاريخهما في أعماق التاريخ في جزيرة العرب ..
والخطأ يحدث في كل وقت ولكن التسامح يعدل المسار ويصفي القلوب، وهو معدن أهل الطيب والأخلاق الكريمة التي حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف. ولا نستغرب ان يُطلب العفو والصفح من شخص قد أخطأ عليه، فرسولنا الكريم ( ﷺ ) قد طلب من احد الصحابة ان يعفو عنه ويصفح وهو نبي الأمة ورسول الله وذلك عندما ضرب بعصا أحد الصحابة على بطنه .. فكان نهايتها ان قَبّل الصحابي بطن رسول الله ..
ولا يفوتني في هذه المناسبة أن أتقدم بشكري وتقديري لمحافظ خميس مشيط الشيخ خالد بن عبدالعزيز بن مشيط لتدخله الكريم في العفو والصلح بين القبيلتين وهذه فعائل أهل الكرم والشيم والتقدير ولا غرابة من أسرة ال مشيط فهم منبع الكرم والدين والأخلاق، وكان لي شرف مجاورة هذه العائلة الكريمة ممثلة في شيخ شمل قبيلة شهران الشيخ علي بن مشيط وابنه الشيخ سعيد بن مشيط – رحمهم الله تعالى – ومجاورة ابنائهم أ. مشيط بن سعيد ال مشيط – وأخيه عمر بن سعيد آل مشيط والدكتور عبدالله بن سعيد ال مشيط – ولم نعرف عنهم سوى الدين والطيب والاخلاق والجميع يشهد بذلك .
وأود كذلك أن أتقدم بالشكر الجزيل لقبيلة شهران الوسيعة لما قاموا به من مبادرة طيبة وقبول التصافي والتسامح وهذه هي أخلاقهم التي عرفناها عنهم دائماً.. ولا أخفيكم بأن الشاعر المعروف ضيف الله العمري هو من خيرة أبناء بني عمرو السابقين واللاحقين وجمعتني به أحد المناسبات فما وجدت منه الا كل نية صافية صادقة وأخلاق رائعة وكرم جزيل..
ولا زلت أقول بأن جميع هذه الأخلاق التي نسمع بها ونشاهدها بين قبائلنا ليست وليدة الساعة بل هي ثمرة من ثمار وحدتنا وترابطنا وديننا الحنيف الذي قامت عليه هذه البلاد الكريمة منذ تأسيسها ومن قال غير ذلك فقد خالف الحقيقة وجانب الصواب وهذا الحق والحق يقال.. وبالله تصفو النفوس وهو خيرٌ وأبقى .
التعليقات
2 تعليقات على "الصلح خير – بقلم الكاتب أ. محمد غرمان العمري"
ماروع الصفح والعفوا. وقد اوقبت المقال جزاك الله كل خير واثابك الله في سعيت اليه من سرد الصورة المشرفة والافعال الحميدة بين الطرفين
كتبت واوفيت الموضوع حقه من الطرح والبيان والصلح خير …
وكان بامكان الاخ ضيف الله وهو الشاعر الجزل العارف بخوافي الامور تجاوز هذه الهفوة قبل وقوعها ولكن قدر الله وماشاء فعل