الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

اصنع قادة تصنع مستقبلا – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

اصنع قادة تصنع مستقبلا – بقلم الكاتب أ. صالح حمدان الشهري

 

يقول أحد علماء الإدارة : ( إذا رأيت إدارة ناجحة فاعلم أن عليها مديرا ناجحا  أو ( قائدا ناجحا )، وهذا ينسحب على كــــــــــــــل الإدارات والمؤسسات في القطاع الرسمي والقطاع الأهلي، والمصطلح العام يقول: ( اصنع قادة تصنع مستقبلا ) والقائد الناجح هو الذي يصنع قادة، وهذه العبارة مستعارة من كتاب قصتي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقد تناول في هذا الكتاب كيف تكون الإدارة الناجحة من خـــــــلال الوصايا العشرالتي ضمنها كتابه وهي تتوافق مع كتاب حياتي في الإدارة للدكتور غازي القصيبي رحمه الله ، وللعلم بالشيء فهذه الوصايا العشر كما وردت في كتاب ( قصتي ) للشيخ محمد بن راشد :

1/ اخدم الناس 2/ لاتعبد الكرسي 3/ ضع خطتك  4/ راقب نفسك  5/ اصنع فريق عملك  6/ ابتكر أو انسحب 7/ تواصل وتفاءل 8/ لاتكن من غير منافس 9/ اصنع قادة تصنع مستقبلا 10/ انطلق لبناء الحياة.

وهذه الوصايا عبارة عن خارطة طريق لمن ينشد الإدارة الناجحة، وسوف أركز في هذه العجالة على الوصية التاسعة من الوصايـــا العشر، وهي ( اصنع قادة تصنع مستقبلا ) والقيادة هي القدرة على التأثير على الآخرين لجعلهم يرغبون في إنجاز أهداف المجموعة، والقائد هـــو الشخص الذي لديه القدرة على وضع رؤية محكمة للمستقبل القريب والبعيد  بناء على تحليله وفهمه للواقع والأحداث الماضية وتحديــــــــد مجموعة من الأهداف وتحفيز الآخرين ليحققوا هذه الأهداف المحددة ولديه القدرة على معرفة وتحليل مهارات كل فرد في الفريق الخــــاص به  ووضعه في المكان  المناسب، وهناك تعريف يقول القائد هو الشخص  الذي لديه القدرة والمعرفة على إحداث الفرق.

من أهم صفات القائد الذي يصنع المستقبل:

 الذكاء والفطنة والكفاءة ،القدوة والقدرة على التخطيط والتأثير على الآخرين ، العمل بجد وإخلاص أكثر من الآخرين، الرقابة على التنفيذ، الالتزام والانضباط والتنظيم، لا ينكر فضل الآخرين ولا يظهر في الصورة لوحده، التطوير المستمر له ولمن حوله، مراقبة النفس والتحكـــم في الغرائز، لديه عدة حلول لأي مشكلة وليس حلا واحدا، الثبات والعزيمة وتثبيت الآخرين، الحزم والعزم والصلابة والقدرة على اتخـــــــاذ القرارات وتحمّل مسؤوليتها ، التفويض والتفاوض وبعد النظر، فن الاستماع وحسن التلقي، المصداقية والوفاء بالعهد، الصبر على المشقة ( لولا المشقة ساد الناس كلهم )،هذه صفات القائد الذي يصنع القادة ويصنع المستقبل بإذن الله.

 أما قادة الجود من الموجود فهذا مكمن الخطر الذي يتهدد المستقبل ويقتل النجاح والناجحين ويعيق حركة التنمية والتطور في أي مؤسسة خدمية أوتنفيذية همهم البحث عن المكاسب وترحيل العوائق والمشاكل للمستقبل المجهول، ولكي يتحقق النجاح لابد من البحث عن القـــــادة وتأهيلهم، والمؤسسة أو الهيئة التي لا تصنع قادة لن يكتب لها النجاح بل سوف تبقى تراوح في نقطة البداية يتبادلون فيها الــــــــــــكراسي ويدورون في حلقة مفرغة وتذهب المصلحة العامة الى الجحيم.

يقول نابليون: ( جيش من الوعول يقودها أسد خير من جيش من الأسود يقودها وعل ) ، وقال : ( على القائد أن يعرف أن استقرار فريق عمله ونجاحهم يكمن في العدالة ) ويقول أحدهم  أول طريقة لتقييم ذكاء القائد هي  أن تنظر الى الرجال المحيطين به، ونختم بقـــــــــول الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم عليه الصلاة والسلام : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حـــــــولك  فاعف عنهم  واستغفر لهم وشاورهم  في  الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله  إن الله يحب المتوكلين ) وقال تعالى : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) صدق الله العظيم.

 

                                             

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *