الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

نبات الدجر “الدير” .. زراعة اشتهرت بها محافظة النماص منذ الأجداد

نبات الدجر “الدير” .. زراعة اشتهرت بها محافظة النماص منذ الأجداد

صحيفة النماص اليوم :

 

يعتبر نبات “الدجر” أو مايسمى باللهجة المحلية في “محافظة النماص” “الدِيَر” من المحاصيل الزراعية المشهورة عند الأجداد كزراعة الذرة والدخن التي لايستغنون عن زراعتها لما لها من أهمية في حياتهم المعيشية إذ أن حياة الأجداد لاتستمر إلا بوجود الذرة والدخن. غير أن زراعة “الدجر” تعتبر أقل أهمية من زراعة الذرة بمختلف أنواعها وزراعة الدخن مثلها مثل زراعة بعض النباتات كنبات الدبا والقطن والقوار ومع ذلك فقد اهتم الأجداد بزراعة “الدجر” واعتبروه من ضمن محاصيلهم الزراعية.

وليس هناك طريقة خاصة لزراعة “الدجر” مثل طريقة زراعة الذرة والدخن إلا أن الأجداد من واقع خبرتهم في الزراعة قد عرفوا الطريقة المثلى لزراعة “الدجر” وذلك بخلط كمية من حبوب “الدجر” اليابسة مع حبوب الذرة المعدة لزراعة الأرض والمعروفه باسم “الذرى” وعند زراعة الأرض تكون حبوب “الدجر” قد نزلت مع حبوب الذرة في باطن الأرض فينبت “الدجر” مع الزرع فيظل يقاوم في النمو حتى يتم حصاد الزرع وهي الجزة الأولى للزرع المعروفة باسم “الجادة ”

عند ذلك يجد نبات “الدجر” فرصته في النمو فيمتد على الأرض ثم يواصل في النمو بمساعدة الشمس التي حُرم منها قبل حصاد الزرع إلا أن العقبة مازالت أمام نبات الدجر وهي نمو الزرع المعروف باسم “الخلف “مرة ثانية بعد نصدته الأولى ولكنها “العقبة الثانية” أخف من العقبة الأولى وعندما يتم حصد الزرع المعروف باسم الخلف يتجلى المكان لنبات “الدجر” فيواصل النمو فتتشابك نباتات “الدجر” حتى تغطي الأرض وفي هذه الأثناء تكون نباتات “الدجر” قد بدأت بالثمار.

وهذه الطريقة لزراعة “الدجر” تتناسب مع الأراضي الطينية التي تُروى بماء السيل ويكون حراثتها بواسطة الثيران. و”الدجر” هو عن نباتات خضراء اللون لاساق لها وذات أغصان لينة تكسوها مجموعة من الأراق الخضراء فتغطي فروعها تنمو على سطح الأرض فتمتد شيئاً فشيئاً حتى تغطي مساحة لابأس بها من سطح الأرض وكلما كانت نباتات “الدجر” متقاربة كلما استطاعت أن تغطي مساحة أكثر من الأرض وكلما كانت خضراء كلما زادت ثمارها وكثر محصولها. ولنبات”الدجر” فوائد لا تقتصر على الإنسان بل يستفيد منها حتى الحيوان والطيور والحشرات فيجد الحيوان متعته عندما يأكل أغصان الدجر الخضراء

فقد كان الأجداد يقدمون نبات الدجر كعلف لمواشيهم وخاصة المواشي التي يحصلون منها على اللبن كالإبل والبقر لأن نبات “الدجر” من النباتات التي تساعد على كثرة اللبن عند الناقة الرغوث أو البقرة المنتوج . أما بالنسبة للإنسان فقد استفاد من “الدجر” فائدة لاتقدر بثمن فقد كان الأجداد يعتمدون على مايزرعون وتنتجه مزارعهم من أثمار تشارك في إعداد طعامهم وقوتهم اليومي .

ومن تلك الثمار التي كان لها دور فعال في تكوين وجباتهم الغذائية ثمار نبات “الدجر”  التي تعد من الإدامات المشهورة والمحبوبة عند الأجداد وتصنع بطريقتهم الخاصة حسب خبرتهم التي عرفناها عنهم وخاصة مع ثمار “الدجر” الخضراء وعُرف الدجر عند الأجداد في مصطلحهم اللهجي بهذ االمسمى “دجر” وقد ورد الاسم بهذا اللفظ في أغلب المعاجم اللغوية وبهذا فقد اتفقت اللهجة مع الفصحى في التسمية وأثبت ذلك بأن لهجتنا فصيحة .

والسنف: وهو مصطلح لهجي يطلق على ثمر “الدجر” سواء أكان أخضر أم يابس وقد أشار إلى هذاالمسمى صاحب لسان العرب حيث قال:”السنفة وعاء كل ثمر مستطيلا”قال أبو حنيفة السنفة وعاء كل ثمر مستطيلا كان أو مستديرا وجمعها سنف وجمع السنف سنفة ويقال لأكمة الباقلاء واللوبياء والعدس وما أشبهها.
 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *