صحيفة النماص اليوم :
عقبة تلاع” تربط الحجاز ( السراة ) بتهامة وتنقسم إلى قسمين : قرى تابعة لبلدة “الخضراء”، وهي قرى “الظَهَرة”، و”آل مسلم”، و”المنقورة”. والقسم الثاني، قرى تابعة لقبائل “آل خشرم”، وهي قرى “شعب حماط”، “البيرية”، “القرن”، “القزعة”،” يدره”، “الرهوين”، “الذَنوب”، وقرى جبل “شيبان”.وتتبع العقبة لمركز وادي زيد . وقد بنيت أحياء تلك القرى على الطراز العربي القديم المتعارف عليه عند سكان الجبال، والمتمثل في القلاع، والحصون، والساحات، والمنازل والسقائف، والتي كانت مادة الحجر المشكل الرئيسي لهيكلها، بالإضافة إلى تسقيفها بأغصان شجر الزيتون، وأشجار العرعر. والملاحظ أنه على الرغم من مرور مئات السنين على بناءها، وبالرغم من أنه لا يعلم من قام بتشييدها من السكان الأوائل، إلا أنها لا تزال تعج بالروح العربية الأصيلة. فبين الحارات، لا يزال يشعر الزائر بسكنى القيم المتمثلة في حسن الجوار بين ذوي القربى. ففي كل قرية حي من المنازل المتقاربة، تعود لعائلة من الأجداد وأبناء العمومة . مما يوحي بأن كل “فخذ” قد شكل ما يقارب حي كاملا. ويظهر مدى إرتباط إنسانهم بالماشية، وتولعه بها، حيث يلاحظ في طراز السكن أن سقيفة البهائم أسفل غرفة الضيافة، المعروفة بالعلو. و في كل حي يوجد ما يشبه المصلى، حيث جمعت الحجارة باتجاه القبلة على هيئة محراب صغير. كما أن “تلاع” بحسب ما يروي كبار السن، اشتهرت بثروة حيوانية كبيرة، إما مستأنسة، كالأغنام والأبقار والدواجن، أو وحشية، كالوشق والسباع، والنمور العربية النادرة. إضافة لفصائل الثعابين، مثل ذات الأجراس، والوبران. فضلا عن طيور الحجل الجبيلة ـ المعروفة بـ”القهبية” أو “الدُرَي”.
التعليقات