الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٢ شوال ١٤٤٦ هـ

في زحام من النعم – للكاتب أ. سلطان غرمان العمري

في زحام من النعم – للكاتب أ. سلطان غرمان العمري

.

رجل بسيط يفاجئ أحد المارة حينما سأله عن وضع حاله بعبارة ( في زحام من النعم ) .. نعم .. لقد استشعر هذا الرجل في إجابته بما يحيط به من النعم وعلى رأسها الإسلام، ويليها الصحة والعافية ، ثم الأمن والأمان ، وتتوالى النعم .. وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ..

 

لقد عبر بإجابته تلك أهمية استشعار ما نعيشه من النعم وما نحن فيه ، وبها نتقلب ليل نهار، ومنبهاً من خلالها بأن المال ليس وحده من يصنع السعادة لنرى من خلالها تلك النعم ، ولكن كنز القناعة بداخله كان أقوى من الجبال الرواسي رغم قلة حيلته فيما أعتقد.

 

بلد آمن ، وعيش رغيد ، رغم ما يحيط ببعض دول الجوار من القلاقل والفتن ، ومشاريع تنموية تسير بكل اتجاه ، وإصلاح وتطوير الأنظمة بلا كلل أو ملل أو توقف ، وعجلة تنموية تنمو وتكبر لتصبح شاهدة للعيان ، ومعها فإننا بحق .. في زحام من النعم ..

 

جلست ذات يوم مع عامل من بلد أجنبي فبادرته عن سبب بقائه في المملكة عشرات السنين دون عودة لبلاده ، فأجابني بأنك لن تجد في المملكة من يموت بها جوعاً ، بعكس بلاده التي لن تجد فيها من يسعفك من الموت ولو بقطعة خبز حتى وإن كنت تلفظ أنفاسك على قارعة الطريق.

 

حينها أدركت فعلاً بأننا في زحام من النعم علينا شكرها ، ولئن شكرتكم لأزيدنكم ، اللهم أوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت بها علينا ، وأدمها علينا أعواماً طويلة وأزمنة مديدة ، ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين.

.

مقالك248

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *