الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

القائد التربوي والمفهوم المرقع – للكاتب أ. فيصل إبراهيم الشهري

القائد التربوي والمفهوم المرقع – للكاتب أ. فيصل إبراهيم الشهري

 

 

 لعل الكثير  من متاعبنا في التعليم هي من صنع أيدينا .  فالحديث عن القائد التربوي استهلك جل  اللقاءات التربوية  ونال   منها نصيب الأسد ولم يحضى المعلم أو الطالب بأي عناية خلال اللقاء او حتى العروج على ذكره أو ريح قميصه فلا زال القادة التربويون يستغلون كل لقاء لصنع مكاسب تخصهم دون فريق عملهم .

 

 

من خلال المطالبة بحوافز مالية ومعنوية يضعونها على قائمة جدول أعمالهم   يستأثرون بكل المزايا لأنفسهم من  دون المعلم  . مما يوحي لك بأن مفهوم القائد التربوي في حقائبهم لم  ينضج بعد وان  المعايير التي يعملون على العمل من خلالها مستوردة من خارج محاضن التربية . 

 

لم ترتقي إلى مستوى وفلسفة القائد التربوي الناجح وهو ما جعلنا  نسير بثوب فكري تربوي ممتلئ بالثقوب . وقائم على ترقيع لمفهوم القائد التربوي برقع لا تناسب محاضن  التربية . وليست مؤهلة أن توضع في محرابها فالتربية لها فلسفتها وتفاعلاتها المتجددة وطموحها المتغير و المتسارع في ثقافتها وتفكيرها .

 

 

ومن يصنعها هو المتعلم بذاته ويوجهها المعلم المربي نحو مصباح المعرفة في تناغم وتكيف ليصنع منها مشكاة تفكير وتأمل . ومن هنا نجد أن هناك حاجة ماسة وضرورية تفرض نفسها وهي إسناد جزء بسيط من الحصص الفصلية إلى القائد التربوي لتمكنه من الاتصال بالمتعلم بصفة دورية  ، تكسبه معارف ومهارات جديدة  تسهم مساهمة فعالة  في اختيار الأصلح .

 

 

وترشده نحو الصواب . ليتمكن حينها من ضبط إيقاع المنشأة وفق لحن تربوي مناسب للبيئة التربويةوعندما يعيش القائد التربوي في عزلة عن المتعلم فأنه يفقد جذور التغذية التربوية ويفقد معها التنوع والتجديد والابتكار . وليس بخافٍ على الجميع أن الجراح الماهر عندما يبتعد عن غرفة العمليات يفقد كثيراً من  مهارته .

 

 من هنا فالمتعلم والمعلم المربي هو من يصنع المستقبل  وهو من يجب العناية به من خلال التواصل معه وتجنب أي وسيط يفكر بالنيابة عنه أو يصنع مستقبله – أن التفكير في أشياء نعرفها يعلمنا أشياء لا نعرفها – والقائد التربوي الناجح ليس من الأسباط التي تعمد إلى لغة الأوامر والنواهي أو التلويح بالعقوبة أو التذكير بها  أن له شرب آخر يتغذي عليه من خلال فنيات تعديل السلوك وخصائص النمو  ولغة التفكير  تساعده في  تغيير نظام سلوك الأعضاء نحو الأفضل  ليكون أبلغ أثر وأحسن فائدة.

 

 

يقول أحد علماء النفس : “للتفكير علاقة بإزالة العقبات، وفي هذا عنصر اهتمام وتقويم، لولا ذلك لما كانت ثمة حاجة للتفكير. وتتصف النهاية الناجحة للتفكير بصفة بديعية ترافقهاومن هنا فالقائد التربوي يتعامل مع العقول والتربية   والمنطق والتفكير وهناك فرق بينه وبين من يتعامل مع مصنع لتعليب سمك السردين .

 

 مقالك2

التعليقات

3 تعليقات على "القائد التربوي والمفهوم المرقع – للكاتب أ. فيصل إبراهيم الشهري"

  1. كلام صحيح وسليم ولكن الواقع لايبشر بخيرفي معظم إدارات التعليم وخاصة النماص وخاصة ونحن نرى كيف تظهر الواسطة والمحسوبية في الإدارة والإشراف وحتى بالمدارس حتى اصبحت تؤثر في تقييم عمل المعلم وتؤثرعليه فتجد الشخص ذو المعارف والرحلات والكشتات يقدم في جميع المجالات ويعطى تقدير عالي ويريح في الجدول ولايتعرض لاللنقل ولاللتكميل التعسفي الذي يمارس عندما تضعف القيادة في إدارات التعليم ويترك الحبل على الغارب لمن يريد أن يتلاعب بالأنظمة ويفسرها على كيفه لخدمة نفسه المريضة ومعارفه ،وبذا تحدث الفوضى وتختل موازين التربية ويصبح من المؤسف تسمية ذلك الشخص بمشرف تربوي أو قائد تربوي وهو يعمل بعكس ذلك في الميدان وتضيع القيم وتسقط الشعارات الكاذبة امام هذه المآسي وتصبح العملية كما قلت (تعليب سمك السردين ).

  2. يبدو ان الكاتب فيصل ابراهيم ،،ليس له علاقة بالتعليم ،،ويسمع بمسمى قائد تربوي ،،فضن انه منصب تشريفي وانه في برج عاجي ليس له من العمل الا التوقيع ،،لذا يطالب بان يكون له تواصل مع الطلاب
    ولا يعلم ان قائد المدرسة منذ دخوله صباحا قبل ان تشرق الشمس الى نهاية دوامة ليس له عمل ولا هم الا الطلاب ،،
    مشكلتنا في الكتابه عن التعليم ان من ينظرون ليسو من الوسط التعليمي
    المعلمون وحدهم يعرفون ما يواجه القائد التربوي من مسؤوليات ومهام متعبة ،،لذلك نجد عزوف من المعلمين عن العمل في الادارة المدرسية

  3. سرني تفاعلكم وفقكم الله فلكم شكري وتقديري .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *