صحيفة النماص اليوم : بندر الشهري :
لا تزال مسلسلات الخطوط السعودية الهزيلة مع ركابها تتواصل تداعياتها يوماً بعد آخر؛ فبعد إجهاضها – كعادتها السنوية – الموسم السياحي من خلال عدم توفير رحلات للمدن السياحية الداخلية، وبعد مسلسلات التأجيل والـتأخير والإلغاء، جاءت لتعلن أخيراً وبعد خراب مالطة رحلات إضافية، كما نُشر في صحيفة “سبق”، تحت عنوان “الخطوط توفر 19 رحلة إضافية بين أبها والرياض وجدة والدمام” الأربعاء 11/ 10 / 1433هـ.
وهو القرار الذي يرى كثيرون أنه جاء متأخراً جداً جداً.. بدعوى: أين كانت الخطوط السعودية من استصدار مثل هذا القرار في “عزّ الموسم السياحي” دعماً للسياحة الداخلية؟ وأين كانت من ذلك طوال شهر رمضان خاصة لمحطة جدة، ولاسيما ونحن نعلم حجم الطلب عليها تزامناً مع موسم العمرة؟ وأين كانت من ذلك في أيام العيد وتحقيق أحلام ورغبات الكثيرين ممن كان يمني النفس بأن يقضي العيد بين أهله وأحبابه؟..
# بل الأولى من ذلك كله: أين كانت الخطوط السعودية من المبادرة الوطنية الأهم، وتحديداً خلال منتصف شهر شعبان، التي شهدت مرابطة مفاجئة في معظم القطاعات العسكرية وقَطْع إجازات الكثير من العسكريين، الذين هبوا لتلبية النداء من مختلف المناطق والمحافظات التي كانوا يقضون فيها إجازاتهم، إلا أن الخطوط خذلتهم كالعادة في مهمة وطنية، هي الأهم بدعوى عدم توافر حجوزات؟!!
# حقيقة، الحديث عن الخطوط السعودية حديث أعتقد أنه لا يسمن ولا يغني من جوع؛ لأنه كُتب الكثير والكثير حول ذلك، ولم يطرأ أي جديد؛ لأنه – كما يبدو – “لا حياة لمن تنادي”، أو بمعنى آخر أدق “الضرب في الميت حرام”.
وآخر مَنْ كتب من الزملاء الإعلاميين الزميل والأديب أ. يوسف المحيميد، الكاتب في صحيفة الجزيرة، الذي كتب عن معاناته الشخصية مع الخطوط السعودية تحت عنوان “موظف الخطوط الذي رفض خدمتي” الأحد 15/ 10 / 1433هـ.
شرح فيه تصرفات وعنتريات غريبة من أحد موظفي الخطوط السعودية، التي جاءت كنكاية فيه.. فقط لمجرد أنه ذكر للموظف “لو بيدي الأمر ما سافرت على الخطوط السعودية”!!
وهو محق في ذلك مما رأى وسمع وقرأ من مشاكل لا حصر لها مع هذا الناقل الأوحد، وبالطبع سيستمر الوضع على ما هو عليه وأردى في ظل استمرار عدم وجود منافسين في مجال النقل الجوي، وبالتأكيد لن يخدمنا بعض موظفي الخطوط السعودية بالشكل الأمثل، ولن يتكرموا علينا بالتعامل الأرقى، الذي يحترم آدميتنا، ويحترم أننا نسافر بفلوسنا، وليس مجاناً أو على حسابهم، وسيظلون يكررون على أسماعنا ومن باب الاستخفاف بنا “شكراً لكم لاستخدام الخطوط السعودية”!!
طيب “هو فيه ناقل غيرها أصلاً”؟!!
وسأورد هنا، وللتدليل على الوضع المزري بالخطوط السعودية، ومن باب التسلية وتأكيد مقالة الزميل المحيميد فقط، وليس لكي “يتعدل” شيء؛ فالخطوط السعودية ميئوس منها تماماً، قصة جديدة رواها لي أحد الثقات، ووقفت على تفاصيلها بنفسي. يقول الرجل: كان لدي حجز من أبها إلى الدمام بتاريخ الثامن من شوال، كنت قد حجزته من شهر جمادى الأولى، وكنت أود منذ ذلك التاريخ أن أقدمه إلى تاريخ 4 أو 5 أو 6 من شوال.. وقالوا لي “شيّك معنا بين كل فترة وأخرى وسيحصل لك ما تريد”. يقول الرجل: وأخذت على هذا المنوال كل يومين إلى ثلاثة أيام، وانتظار و”لطعات” على الخط، وغيرها، وفي النهاية يردون “ما فيه أي شيء جديد. حاول مرة أخرى”. يقول: وفي منتصف رمضان كلمت الحجز المركزي كعادتي؛ فردّ عليّ أحد موظفيها، وذكرت له طلبي، ولو على الأقل مقعد انتظار على التواريخ المذكورة، إلا أن الجديد هذه المرة أن الموظف قال الانتظار من المطار، قلت المعروف أن تسجيل الانتظار من المطار يكون قبل الرحلة بـ24 ساعة أو أقل. قال: لا، الآن تقدر تحجز انتظاراً على أي رحلة تريدها من المطار. يقول الرجل: أخذت بكلام الموظف، وتوجهت من مدينة النماص إلى مدينة أبها “نحو 180 كلم”، وكنت صائماً بالطبع، وحينما وصلت إلى مطار أبها كانت المفاجأة الكبرى.. ذهبت للموظف المختص بتسجيل الانتظار، إلا أن الرد كان مخيباً جداً؛ حيث أجاب بأن كلام موظف الحجز المركزي غير دقيق. قلتُ: ما يصير، موظف رسمي في الحجز المركزي ويعطي معلومات مغلوطة؟! وأخذت نفسي وتوجهت للمدير المناوب في تلك الليلة، وذكرت له كل ما حصل معي، وقلت أكيد سوف ينتصر الرجل لي.. فقال بكل برود “لا تأخذ بكلام أي أحد في هذا الموضوع، هذا كلام ما يدخل العقل”!!
قلت: أنا لم آخذ برأي أي أحد من الشارع مثلاً، ولم آخذ برأي وكيل سفر سياحي أجنبي، قد تلتبس معه الأمور مثلاً، هذه المعلومة أخذتها من موظف رسمي بالحجز المركزي 920022222، والمكالمة مسجَّلة، وبإمكانكم العودة لها..
قال: عموماً، ما لنا نحن في المطار أي شغل، كلِّم الحجز المركزي واشتكِ عليهم!!
يقول الرجل: كلمت الحجز المركزي، وطلبت أحد المشرفين، وشرحت له كل التفاصيل، وعاد – على ما يبدو – للتسجيل، ثم كلمني معتذراً وواعداً بتعويضي بحجز انتظار “لا حظوا انتظار، وليس حجزاً مؤكداً على التواريخ التي أريد”، ووعدني بتأكيد أحدها.. وظللت أنتظر وأنتظر اتصالهم لتأكيد الحجز أو المصادقة على كلامهم، إلا أن شيئاً من ذلك – للأسف الشديد – لم يحدث!!
# تُرى ما رأيكم بعد سرد هذه القصة المؤسفة في المعاملة الراقية جداً من الخطوط السعودية مع عملائها، وهذا الاحترام والتقدير والمصداقية؟!
وكيف يمكن لنا أن نحترم الخطوط بعد كل تلك التعاملات السيئة واللامبالاة بالركاب؟
وكيف يمكن أن نحترم الخطوط السعودية ونحن لا يمكن أن نضمن الحصول ولو على ربع حجز متى ما أردنا السفر إلى أي وجهة محلية في أي وقت، سواء كان ذلك في وقت ذروة أو غيرها؟
وكيف يمكن أن نحترم الخطوط السعودية ونراهن عليها والبعض يلجأ لدول الخليج للوصول إلى وجهته المحلية، وهذه تتكرر مؤخراً بشكل لافت!!
# المضحك المبكي أن يخرج علينا مسؤولو الخطوط السعودية بين كل فترة وأخرى لتلميع الخطوط السعودية، ومحاولة استغفالنا، وكأنها أفضل خطوط في العالم!!
التعليقات