الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

مَنْ ألبسَ اليمن عمائمَ الصفوية ؟ – للكاتب أ. رافع بن علي الشهري

مَنْ ألبسَ اليمن عمائمَ الصفوية ؟ – للكاتب أ. رافع بن علي الشهري

 

 

 

لم يسعد اليمن (السعيد) بثورة الحوثيين عليه وعلى أنظمته البتة وليس له أن يسعد ويهنأ ماداموا يعيثون فيه فساداً وما دامت الفوضى تعم البلاد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها .

 

كيف له أن يسعد ويسعد شعبه الذي ما يخرج من أزمة سياسية أو اقتصادية أو غيرهما حتى يقع في أزمة أسوأ وأكبر من سابقاتها؟!

لاريب أن ثورة الحوثيين المدعومة من خارج اليمن هي أسوأ ما مرَّ على اليمن من ثورات وانقلابات طيلة وجوده على هذه الأرض حتى أنها أسوأ من إستعمار الأحباش لليمن قبل الإسلام,التي كانت محدودة وسرعان ماتحرر على يد أول محرر عربي حرر بلده من الإستعمار وهو(سيف بن ذي يزن)!

 

أما الحوثيون الذين بدأوا من صعدة ومن دماج, بقتل وتشريد أهل السنة من أرضهم ونهبهم وتهجيرهم, وقتل طلبة العِلم المسالمين الذين لا حول لهم ولا قوة, قتلوهم بدم بارد,يقتلون أهل السنة ويلوحون ويهتفون,الموت لأمريكا والموت لإسرائيل, ويقولون نريد أن نقضي على الفساد والمفسدين وما أفسد إلاهُم وما ظَلم إلاهُم وماشرَّد المواطنين وقتلهم بدم بارد إلاهُم..

 

لقد اجتاحوا القري والمدن ودخلوا صنعاء وألزموا رئيس البلاد بكل مايريدون وأستولوا على مؤسسات وممتلكات وقوات الشعب عنوة وخطفوا الوزراء والمواطنين وطاردوا أهل العلم من أهل السنة وهدموا مساجدهم وجمعياتهم الخيرية وعلى رأسها جمعيات تعليم القرأن الكريم…كل هذا والعالم ينظر ويتفرج,واليمن يحترق وجيران اليمن تضطرب وتقلق على أمنها ومستقبلها وحق لها ذلك.

 

إن ثورة الحوثيين اليمنيين أصْلاً الصفويين معتقدا الإيرانيين سياسيا وهوى,ليست من أجل اليمن بل لتركيع اليمن للمستعمرين الجدد,ويعتبر الحوثي هو الذراع الفارسي والذراع الغربي المتحالف على إستعمار اليمن إستعماراً لم يسبق له مثيل من قبل فيكون المستعمر الظاهر للعيان.. هو الحوثي اليمني, غير أنه ليس إلا الخادم الذليل للمستعمر الأجنبي الغريب,فالحوثي لم يعد يمنياً وإن قال وتشدق وصرخ وأرعد وأزبد,فاليمني إما أن يكون سنياً أو زيديا(الأقرب لأهل السنة من غيره) وكلاهما مسلمان موحدان,ولا يكون اليمني صفوياً رافضيا يقيم الحسينيات التي بدأت تملأ اليمن!

 

شعب اليمن شعب مؤمن موحد قلوبهم من أرق الأفئدة وأنقاها,أهل حكمة وعلم وفضل,لا يشركون مع الله أحداً,لاعلي ولاحسين ولا فاطمة ولا يقولون بعصمة الأئمة وعلمهم بالغيب أبداً,كما يقول الحوثيون!

 

ومن البديهي جدا أن هذا الحوثي لم يتسلط على شعب ودولة إلا بمؤامرات حِيكت بليل,نُسجت خيوطها في الشرق والغرب حتى أصبحت عمامة صفوية كبرى,ألبسوها لليمن السعيد ليصبح بعدها اليمن الشقي,وأتمنى ألا يطول هذا الشقاء ليعود كما كان سعيدا!

 

أستطاعت إيران الفارسية أصلا وفصلا وهوى,الصفوية الرافضية عقيدة ومبدئاً,أن تلعب بثورتها الإسلامية المزعومة في جميع أنحاء العالم,فلعبت بها في الغرب فاستمالت قلبه ليكون هذا هو الإسلام المطلوب,إسلام التشيع الرافض لمقاومة المستعمر في أي بلد من بلدان المسلمين,لعبت بها في أوساط أهل السنة البسطاء والمحتاجين الفقراء الذين تخلت عنهم الدول السنية لإختلافات سياسية وفكرية

لعبت بها شرقاً وغرباً,

 

وحققت إنجازات هائلة لم تحققها الكثير من الدول,لكنها كانت على حساب المثل والقيم الحميدة, ومباديء الإسلام ومسلماته,والشرف الإنساني والنبل البشري,فـتأمرت مع أميركا لإحتلال أفغانستان والعراق,وقد كانت تتأمر مع إسرائيل من قبل سراً إبان حربها مع العراق في الثمانينات الميلادية,وتأمرت معها لذبح الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا,حين صرح خامنئي حينها وقال موت الفلسطينيين يقلل من أعداء أهل البيت,وقد استطاعت أن تخترق صفوف داعش والقاعدة,لتتأمر معهم ضد أهل السنة وهم من المحسوبين على أهل السنة,بالإضافة إلى التناغم الحميمي مع اللبراليين كافة!

 

واليوم وقد شكلتْ هلالاً شيعياً من بلاد الشام والعراق,فإنها تشكل هلالاً شيعياً أخر يحتوي على اليمن وإلى سلطنة عمان,وقد أوشك على الإكتمال.. بل هو في اللمسات الأخيرة,إلا أن يشاء الله.

 

لقد استطاعت إيران أن تقنع الغرب أن يغض الطرف عن تدخلاتها في اليمن, بل قدمت له الوعود والأماني أن يكون شريكأ لها وأن تكون له مصالح ونفوذ في اليمن,وهذا لم يعد خافياً,فقد ثبت أن هناك تنافس بين شركات فرنسية وأمريكية للتنقيب في اليمن وبأسعار زهيدة جداَ,وقد كانت إسرائيل تمد الحوثيين بالسلاح عبر طرق بحرية على البحر الأحمر غير رسمية.

 

إذن فالمتأمرون على اليمن كُثر, وهم الذين ألبسوا اليمن العمائم الصفوية…على رأسهم أميركا وبعض دول أوربا واسرائيل,ولكنها تقودهم إيران الفارسية الصفوية,مستخدمة ذراعها في اليمن وهم الحوثيون!

 

بيد أن كل هذا التأمر وهذا التمدد الحوثي,قد يفشل ويذوب في الحالات التالية :

 

1- حين يعلم الشعب اليمني شماله وجنوبه أن ثورة الحوثيين إحتلال إيراني مدعوم من الغرب,وأن الحوثيين مجرد أدوات وأذرعة لإيران,ولا تهمهم مصلحة الشعب والوطن.

2- حين يتصدى الشعب اليمني للحوثيين ويقاومهم, سيما في هذه الفترة وقبل أن يمتلكوا كل القوات المسلحة كاملة.

 

3-  حين تضع دول مجلس التعاون الخليجي,نصب أعينها مدى الخطر الداهم الذي يهددها ويهدد أوطانها وأمنها من التوسع  الحوثي (الإيراني) في اليمن,فتبذل كل مافي وسعها لكبته في مهده,أو إتقاء شره مهما كان الثمن….ولك الله يايمن!!!

 

رافع علي الشهري

 

 

مقالك2

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *