وصف الرب سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في كتابه المقدس بقوله: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } بعثه للبشرية. هادياً ونذير وليتمم مكارم الأخلاق، والمسلم في عقيدته لايكون مسلما الإ عندما يحب الله ورسوله اكثر من والده وولده والناس آجمعين ..
فالمسلم يشجب الإعتداء على الصحيفة الفرنسية رغم تلك الأساءة إنطلاقاً من هدي وتعاليم ديننا السمح الحنيف ومصداقاً لقوله تعالى ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) غير أن المعادلة الإنسانية يجب أن تكون عادلة للجميع فليس من حق الصحيفة الفرنسية أن تُعيد نشر الإساءة دون أعتبار لمشاعر اكثر من مليار مسلم ..
تخالف القيم والأخلاق التى ينادى بها الأسلام وجميع الشرائع السماوية. وحتى فلاسفه وحكماء العالم اجمع .. فأي حرية يتحدثون عنها عندما يستفز المسلم في عقيدته اكثر من مرة . لدليل على أنهم يرون انفسهم أكثر قيمة وهيبة ممن يختلف عنهم في الدين أو المعتقد أو العرق وكان ذلك واضحا في مراسم العزاء والدفن والطقوس التى صاحبتها …
حيث وضعوا الأبرياء منهم في أعلى هرم الإنسانية وبقية أبرياء العالم مسلم أو غير مسلم في قاع هرمها .. متخذين لأنفسهم دماء زرقاء ويمنحون انفسهم بها صفوة الأنسانية لتبقى شعوب العالم في الدرجة الثانية من الأنسانية بماذا يمكنهم الإجابة علي تساؤلات شعوب العالم المسلمة والغير مسلمة و بماذا يبررون من الناحية الإنسانية والأخلاقية الأهتمام الكبير بالأبرياء الذين قتلوا على الأراضي الفرنسية. ولا يكترثون للآلاف المؤلفة من الأنفس البريئة التى تقتل في جميع أنحاء العالم ..
واليوم شعوب العالم تضع علامات إستفهام كبيرة حول ماهية ماتبقى من الحضارة الغربية رغم التطور الذي وصلت اليه فلا يزالون متخلفين عن ركب الإنسانية … فكيف يمكن لهم أن يحفظوا ماء وجوه فلاسفتهم وحكمائهم وأدبائهم أين هي تعاليم عميد مدرستهم الفرنسية . ( دور كايم ) عندما حث المجتمع الفرنسي على الواجب الأخلاقي وعرفه بقوله (الواجب الأخلاقي ينشأ في المجتمع الذي يضع حدوداً فاصلة بين النافع والضار بين الفضيلة والرذيلة بين الخير والشر .. وعلى الفرد أن يعكس ضميره الأخلاقي من خلال القيم المثلى …
و ما هي الطقوس التى قدموها لأهالي اكثر من مليون شهيد من الشعب الجزائري فبأي ذنب قتلت … وماذا يمكنهم ان يقولون لإحفاد المهدي بن بركة زعيم الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الجزائرية. تبحث عنه عائلته منذ ٤٥ عاماً أنها تريد ان تعرف اين قتل وأين دفن أن كان هناك من دفن فهى لا تعرف الا ماكتبه موديانو الاديب الفرنسي والذي حصل على جائزة نوبل لعام ٢٠١٤م عن مجموعة روايات منها ..
ليالي العشب .. التي تحكي قصة اختطاف المهدي بن بركة ، زعيم الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الجزائرية ، في باريس عام 1965 و الذي اختفت جثته حتى هذا اليوم ما خلّف ضجة سياسية كبيرة، ( يقول موديانو ” كانت تلك مرحلة ضبابية ، كنت حينها في الحادية و العشرين من عمري أعيش حياة مهاجر سري عابر في باريس أتردد على أماكن غريبة ، و أرافق أشخاصا يرتبطون بعالم مشبوه هم الذين خططوا لإختطاف بن بركة بينهم رجال مخابرات و مجرمين فرنسيين من ذوي السوابق )
أين هي المساوة اذن واين هي الأخلاق و القيم المثلى … المسلم لا تسمح له أخلاقه أن يسيء لشعوب العالم وديننا يحثنا على التسامح من خلال مايقوله لنا الكتاب المقدس .
التعليقات