تشيع فرنسا هذين اليومين أنها في خطرٍ وأنها تستغيث وأنها تتصدى للإرهاب ، ومع تحفظي كما سبق أن أشرت في تعليقٍ سابقٍ على مقال الكاتب اليساري الفرنسي ” ميشيل فيدو ” ، حيث ذكرتُ بأن تنفيذ أعمال أرهابيةٍ في مقار العمل في المجتمع المدني أمرٌ لا يليق ؛ لأن ذلك ليس من الدين في شيء ..
بل قد نفاجأ أن المسلمين لا ناقة لهم ولا جمل فيما حدث بباريس منذ الأربعاء الماضي من أحداث قامت على إثرها فرنسا باستغلال الحدث وتجييش العالم إلى صفّها بزعمها أنها تتصدى للإرهاب . وسارع زعماءٌ كثرٌ إلى تلبية النداء وحضروا مسيرة التنديد التي شاهدها العالم عبر وسائل الإعلام العالمية المختلفة ، وبالمناسبة ما أكثر الزعماء السذج الذين سارعوا لتلبية النداء ..!!!
وعوداً على قولي أننا قد نُفاجأ بأن الفاعلين ليسوا عرباً ولا مسلمين ، أتدرون لماذا ؟؟ ، لأن البرلمان الفرنسي كان على وشك إعلان تأييد قيام دولة فلسطين ، وبالتالي إن صح ما أُعلن أو ما تبناه بعض من تمّٓ استغلالهم فإن ما تعرض له مقر الصحيفة الفرنسية وما تلاه من أحداث ليس بالكامل من تخطيط وتنفيذ العرب أو المسلمين لوحدهم ..
وما أشبه الليلة بالبارحة ، فذلك يشبه إلى حدٍ كبير ما حدث في أمريكا عام 2001 حينما تهاوت أبراج التجارة العالمية وتواترت الحقائق بضلوع الموساد الإسرائيلي بتواطؤٍ من ( السي آي أي ) في ذلك الحدث الذي هز العالم ، وقد شهد شهودٌ كثرٌ من الغربيين بذلك .
إذاً أرى بأن فرنسا تتجاهل التاريخ ، وتدعي أنها تريد محاربة الإرهاب ، وما هذه الا أدوارٌ تتبادلها ملل الكفر بين حينٍ وآخر ، ولطالما وقعت حوادث إرهابٍ في عقر دار تلك الدول التي تدعي التحضُّر وسرعان ما يوجه الاتهام للعرب والمسلمين ثم تتكشّف الحقائق بأنهم بريئون ثم ما يلبث الموضوع أن يقيّد ضد مجهول ..!! لا أزعم أني أوفيت الموضوع حقه – لي عودة في تسليط الضوء أكثر – والله من وراء القصد ..!!
اللواء م : محمد مرعي العمري
التعليقات