الأستاذ والمربي الفاضل إبراهيم بن عثمان والرحيل إلى الرفيق الأعلى .. إن القلب ليحزن وان العين لتدمع وإنا والله لفراقك ياأستاذ إبراهيم لمحزونون وحق لنا أن نحزن وأنت من أنت أيها العظيم في مجتمعك و في مجال التربية والتعليم ولقد كنت المعلم والمربي الذي لايشق له غبار وتقصر عنه همم الرجال فكنت وأنت في ريعان الشباب ونشوة الحياة تحمل هم الوطن كل الوطن فعشت مكتهل في خطوك تتحدث مع الكبار كبيرو مع نظرائك قدوة صالحة ومع الصغار أبا ومعلما ومربيا فاضلا منحك الله كل مقومات الشخصية المكتملة فلم تغتر بل تنحني لله تواضعا وكما يقال : ملاء السنابل تنحني برؤوسها : والفارغات رؤوس هن شوامخ .
تحملت عبء التعليم وأنت في مقتبل العمر تفرغت لهذه الرسالة العظيمة من خلال مسيرة طموحة عبر مشاق الطبيعة ومعاناتها وشدة البرد وقسوته وثقافة المجتمع القروي وجبروته والجهل يضرب أطنابه في كل القرى والهجر واستطعت أيها العظيم أن تنشر رسالة التعليم متحديا كل الصعاب ولم تثنيك كل الصدمات والمعوقات و استطعت أن تبني جيلا كاملا على أسس علمية وفكرية وثقافية حتى أصبحوا رواد علم ومعرفة وبناة أجيال متعلمة نافعة منهم الوزراء والسفراء والقادة في خدمة الدين والوطن..
صنعت للوطن مجدا وللأجيال مستقبلا واعدا فكنت القدوة وكنت القيادة المكتملة كسرة حاجز الخوف من التعليم بنين وبنات بل كنت أول رواد تعليم الكبار على مستوى الوطن ولقد كنت أيها الراحل عنا إلى رحمة الله الواسعة مترفعا في خطابك مع الآخر دمثا في أخلاقك لم تكن تحلف اليمين في حياتك ولم تكن شتّاما ولاسخّاطا تقبل العذر مهما كانت الخطيئة لم تكن تنظر إلى محرّم كنت تغض طرفك تتحدث ولا تنظر بعين الريبة والشك أقول كل هذا عن معرفة لصيقة بهذه الشخصية فلقد كان معلمي الأول معنى الحياة الفاضلة ومعنى الخلق الرفيع والاستقامة السوية ومن فتح لي طريق النجاح وعلى يديه تعلمت الحرف وسكبت حبر القلم على صفحات الورق لقد تعلمنا على يديه كيف نحترم الآخر أي كان ولم يكن عقابك لنا في المدرسة إلا بردا وسلاما ..
واستميحكم أيها القراء الكرام عذرا لكي لا أطيل فأذكر موقفا واحد من مواقف هذه الشخصية العظيمة ففي عام 1379 افتتح مدرسة الخضراء الابتدائية بمفرده دون أحد وكوّن مستويين للطلبة الأول والثاني واستعان ببعض الطلبة ممن لديه معرفة بالحرف يعلم في المستوى الأول و كان يستعين بالنوابغ من هؤلاء الطلبة في التدريس وفق منهجية علمية فريدة في الإبداع والتميز يتابع طلاب المستوى الأول ويدور في هذا الفلك ليل نهار حتى أنجز مرحلتين ومستويين بنجاح في العام الدراسي الأول لهذه المدرسة بمفرده وبتفوق..
لم يشكو ضيق الوقت ولا الجهد البدني والفكري حتى انه كان يصرف الجزء الأكبر من راتبه في توفير بعض الوسائل المدرسية و بكل أمانة وصدق فان أي صاحب قلم ليقف عاجزا عن ذكر المناقب الحميد ه لهذه الشخصية الفذةّ في كل مقومات الحياة بكل أطيافها من تعليم وتربية وخلق رفيع وتواضع جم لقد كنت أيها العظيم قمة في الأخلاق والبناء والعطاء لم تبحث عن مال ولا عقار ولا ثراء وكنت والله الأقدر لكنك تفرغت لمهنتك العظيمة فكنت المعلم الأول الذي لن يطالك احد مهما حمل من الدرجات العلمية ..
فجزاك الله عنا وعن الوطن وأبناء الوطن كل خير وتقبلك بقبول حسن وأسكنك فسيح جنا ته وجعل مستقرك في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ونحن والله راحلون وعلى الطريق سائرون فنسأل الله أن يغفر لنا ذوبنا ويتجاوز عن تقصيرنا وسيئاتنا وأن يجمعنا بكم في الفردوس الأعلى من الجنة انه ولي ذلك والقادر عليه وإنا لله وإنا إليه راجعون .
التعليقات
تعليق واحد على "الأستاذ والمربي الفاضل إبراهيم بن عثمان الشهري – للكاتب أ. صالح بن حمدان الشهري"
الله يرحمه ويغفر ذنبه كان نعم المربي .
واشكر كاتب هذا المقال فكلامه درر