السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢١ شوال ١٤٤٦ هـ

النصر قادم .. بإذن الله

النصر قادم .. بإذن الله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد وعلى آله الطيبين وصحابته الغر الميامين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
يقول الله تعالى (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ) غافر (51/52)
قال بن كثير ــ رحمه الله ــ في تفسيره :
قد أورد أبو جعفر بن جرير ، رحمه الله تعالى ، عند قوله تعالى : ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ) سؤالا فقال : قد علم أن بعض الأنبياء ، عليهم الصلاة والسلام ، قتله قومه بالكلية كيحي وزكريا وشعياء ، ومنهم من خرج من بين أظهرهم إما مهاجرا كإبراهيم ، وإما إلى السماء كعيسى ، فأين النصرة في الدنيا ؟ ثم أجاب عن ذلك بجوابين .
أحدهما : أن يكون الخبر خرج عاما ، والمراد به البعض ، قال : وهذا سائغ في اللغة .
الثاني : أن يكون المراد بالنصر الانتصار لهم ممن آذاهم ، وسواء كان ذلك بحضرتهم أو في غيبتهم أو بعد موتهم ، كما فعل بقتلة يحيى وزكريا وشعياء ، سلط عليهم من أعدائهم من أهانهم وسفك دماءهم ، وقد ذكر أن النمروذ أخذه الله أخذ عزيز مقتدر ، وأما الذين راموا صلب المسيح ، عليه السلام ، من اليهود ، فسلط الله عليهم الروم فأهانوهم وأذلوهم ، وأظهرهم الله عليهم . ثم قبل يوم القيامة سينزل عيسى ابن مريم إماما عادلا وحكما مقسطا ، فيقتل المسيح الدجال وجنوده من اليهود ، ويقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، ويضع الجزية فلا يقبل إلا الإسلام . وهذه نصرة عظيمة ، وهذه سنة الله في خلقه في قديم الدهر وحديثه : أنه ينصر عباده المؤمنين في الدنيا ، ويقر أعينهم ممن آذاهم ، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : ” يقول الله تعالى : من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب ” وفي الحديث الآخر : ” إني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب ” ; ولهذا أهلك تعالى قوم نوح وعاد وثمود ، وأصحاب الرس ، وقوم لوط ، وأهل مدين ، وأشباههم وأضرابهم ممن كذب الرسل وخالف الحق . وأنجى الله من بينهم المؤمنين ، فلم يهلك منهم أحدا وعذب الكافرين ، فلم يفلت منهم أحدا إ. هـ
وفي هذا وغيره عزاء لكل المسلمين ، والذين يضطهدون اليوم ويقتلون ، على أيدي مصاصي الدماء ، من الخونة والمرتزقة والعملاء ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، شعب سوريا المسلم الحر الأبي ، تسحق أجسادهم وتسفك دماؤهم بلا رحمة ولا هوادة ، من حاقد خبيث لا يستحق لقب سجان أو جلاد ، فضلاً عن أن يكون رئيساً لدولة عربية إسلامية ، على ثرى أرضها دب الصالحون والعلماء والمجاهدون قديما وحديثاً ، كابن تيمية ونلامذته ابن القيم وابن كثير ومن قبلهم ومن بعدهم ، إن هذا الشعب المسلم الأبي سينصره الله تعالى ، على بشار الخبيث وشبيحته والمد الصفوي بأكمله ، والله ثم والله إن النصر قادم ، ليس رجما بالغيب حاشا وكلا ، ولكنها سنن الله تعالى في عباده ، حيث يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ، ويأخذه أخذ عزيز مقتدر ، إنها والله بشائر النصر تلوح في الأفق القريب ، مصداقا لقوله تعالى : (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون ) الصافات (171/172)
قال بن جرير الطبري رحمه الله :
وقوله ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون ) يقول – تعالى ذكره – : ولقد سبق منا القول لرسلنا إنهم لهم المنصورون : أي مضى بهذا منا القضاء والحكم في أم الكتاب ، وهو أنهم لهم النصرة والغلبة بالحجج .
كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين ) حتى بلغ : ( لهم الغالبون ) قال : سبق هذا من الله لهم أن ينصرهم . ا.هـ
فأبشروا أيها المسلمون ، أبشروا بوعد الله فإن النصر قادم لا محالة ، النصر قادم بإذن الله لإخواننا في سوريا وفي فلسطين وفي بورما وفي كل مكان ، وكلما تأخر النصر كانت ثمرته غالية ونتيجته ثمينة ، (ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم) قال ابن كثير رحمه الله :
قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : ( ليميز الله الخبيث من الطيب ) فيميز أهل السعادة من أهل الشقاء وقال السدي : يميز المؤمن من الكافر . وهذا يحتمل أن يكون هذا التمييز في الآخرة ، كما قال تعالى : ( ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم ) [ يونس : 28 ] ، وقال تعالى ( ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون ) [ الروم : 14 ] ، وقال في الآية الأخرى : ( يومئذ يصدعون ) [ الروم : 43 ] ، وقال تعالى : ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون ) [ يس : 59 ] .
ويحتمل أن يكون هذا التمييز في الدنيا ، بما يظهر من أعمالهم للمؤمنين ، وتكون ” اللام ” معللة لما جعل الله للكفار من مال ينفقون في الصد عن سبيل الله ، أي : إنما أقدرناهم على ذلك ؛ ( ليميز الله الخبيث من الطيب ) أي : من يطيعه بقتال أعدائه الكافرين ، أو يعصيه بالنكول عن ذلك ا.هـ
وفي كل يوم تنكشف لنا أقنعة مزيفة كحسن نصر اللات وأشباهه ، فهل كان البعض سيصدق لو كتبنا آلاف الداووين عن عداوة حزب اللات وطهران للإسلام والمسلمين وخصوصاً لأهل السنة ، وبالأخص بعض إخواننا السوريين ، لم يكن ذلك ليتحقق لولا ما حدث اليوم في سوريا ، وما يتبعه كل فترة من خطابات لحسن الصفوي الرافضي ، والذي يبرر في كل خطاباته ما يقوم به جيش بشار وشبيحته ، من أنه للحفاظ على آمن سوريا ، وأن الثورة السورية لا تعدوا كونها شوية مرتزقه خرجوا على النظام ، والنظام يقوم بإطلاق شوية نار للرد عليهم ، وغير ذلك من تفاهات وحماقات حسن نصر اللات ومن معه من الصفويين الأنجاس ، يا حسن نصر الله !!!
هل نزول الدبابات والمجنزرات إلى الشوارع والضرب بالقنابل ، وتحليق الطائرات المقاتلة ورميها بالصواريح على الأحياء السكنية والأسواق والمساجد ، هل هذا شوية نار ؟؟ ألا قاتل الله الظالمين .
هل ما يفعله بشار بشعبه وتحريضه لقتل الأطفال واغتصاب النساء وهدم المساجد وتدمير المنازل والتمثيل بالأطفال والنساء والشيوخ هل هذا خفي على سمعك وبصرك ؟؟ ألا لعنة الله على الكاذبين .
إن كان خافياً فبئس المشاهد أنت والسامع !! ولم يخفى على العجائز في الأدغال والأحراش ، وإن كنت ترى وتسمع وتتجاهل بدافع الحقد والطائفية التي أشعلتها ومن وراءك فبئس الناطق ، وبئس المتحدث ، الذي يهرف بما لا يعرف ، ولكن أبشر يا حسن وأخبر أسيادك في قم والنجف وكغبلاء ، أخبرهم أن النصر قادم لا محالة ــ بإذن الله تعالى ــ النصر آت لشعب سوريا وسيجرف بشار ويلقى به في مزبلة التاريخ مع القذافي ، وأرجوا أن يكون ذلك قريباً ، فأبشروا يا مسلمون بوعد الله ونصره ، ويا أهل سوريا لقد ضربتم أروع البطولات والتضحيات ، وتذكروا قوله تعالى ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب )
في سوريا شعب جريح يحتضر….ودماؤه سفكت ومن غير زلل
ربــاه يا ربــاه فـــرج همهم ….واكشف أيا رباه كرباً قد نزل
دول تداعت في ظلام دامس….كي تمنح الجلاد إذناً في عجل
قالوا له والكل يسمع قولهم….لا تسمعن لصوت شعبك يا بطل
قالوا لبشار بصوت واحد….قاتل وناضل سوف تُكسى بالحلل
قالوا لسفاح الزمان نديمهم….إياك أن تخضع وكن أنت البطل
دول الروافض هذه أفعالها….من سالف الأزمان والخطب جلل
يحمون رأس الشر هذا دأبهم….ويقمعون الخير في كل الملل
من أول التاريخ هذا نهجهم…هم ينشرون الفسق من غير خجل
في كل يوم يمكرون ومكرهم……إن شاء ربي في تباب وسفل
أبشر فنصر الله حتما قادم ….وعدونا المخذول دوماَ في وجل
يا رب فانصر أهلنا في سوريا….واهزم جنود البغي باءت بالفشل
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ودمر أعداء الدين وانصر إخواننا المسلمين في بلاد الشام ، وفي كل مكان ، اللهم عليك ببشار وجنوده ، اللهم عليك بهم واجعلهم وأموالهم غنيمة للمسلمين ، اللهم أدم علينا في بلادنا نعمة الأمن والإيمان واحفظنا بحفظك حكاما ومحكومين يارب العالمين ، والحمد لله رب العالمين .
وكتبه / حمدان بن أحمد الشهري
عضو هيئة التدريس جامعة الملك خالد في أبها
قسم القرآن وعلومه
Hamd.sha@hotmail.com

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *