الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

غير المرغوب عليهم – للكاتب أ. سامي أبو دش

غير المرغوب عليهم – للكاتب أ. سامي أبو دش

 

 

قد نختلف كثيرا حينما نطلق هذه العبارة بـ : غير المرغوب عليهم أو فيهم لدى أي شخص قد يستحقها , فالبعض منا قد يقولها فيهم , والبعض الآخر قد يقولها عليهم , إلا أننا مازلنا متفقون على النطق بمقصودها أو بمفهومها الواضح والأشمل , حيث يدل بها على أي شخص معني ويشمله النطق بكلى العبارتين , فغير المرغوب عليهم أو فيهم قد يكون مثلا : أحد الأشخاص الذين يطلق عليهم بأبو وجهين , أي صاحب عملين أو قلبين أو حتى عقلين .. الخ , فالوجه الأول يستخدمه في الخير والوجه الثاني يستخدمه في الشر , كما أن لها تفسيرا آخر وهو الذي يظهر أمامك المحبة ويبطن عداوته وكرهه لك في نفس الوقت .. الخ 

 

وقس على ذلك الكثير والكثير من التفسيرات الأخرى والتي قد تكون قريبة من مضمونها أو لمعناها الصحيح , وقد يكون مثلا : أحد الأشخاص ثقيلي الدم والمزاح , أو أحد المخادعين والمراوغين , أو أحد المنافقين أو أحد الأشخاص المتغطرسين والمتكبرين والمستكبرين , أو المتبجحين أو المتعجرفين , أو ممن يعرفون بإمعة , أو يصفون بالأنانية أو يتصفون بالعدوانية , أو بمحبة النفس ومصلحة نفسه أولا على حساب الغير , أو ممن ينظرون لأنفسهم دائما بأنهم على حق مهما فعلوا أو أخطئوا , كما أنهم لا يقبلون أبدا لأي نصح أو تصحيح أو حتى توجيه أو إرشاد من الغير , أو ممن يحبون التملك وحب التسلط والسلطة على الغير .. الخ

 

فكلها لم تكن إلا سلوكيات أو صفات كانت قد تولدت فيهم , ومهما قد تعددت أو تنوعت أو تكاثرت أو أصبحت معروفة لدى أي شخص فإنما ستكون أو ستعبر عنه و بالنسبة للغير على أنها أمور أو أفعال بغير مقبولة ومكروهه , وسيصبح أيضا هذا الشخص والحامل لها أو المسمى بصحابها بعد فترة قصيرة بغير المرغوب فيهم أو عليهم وخاصة لدى كل من حوله , ابتداء من زملائه في العمل أو أصدقائه , وانتهاء إلى أهله أو أقاربه أو أقرب القريبين له أو حتى مجتمعه , وكونه قد أهتم بنفسه أولا ولم يسمح لها لأن تتغير أو تتبدل إلى الأحسن , أو بالأصح إلى كل من حوله لأن ينتبه منهم وأن يعطي لنفسه فرصة كي يشاهدها من أمامهم , كي يبحث ويكتشف عن الشي الذي مازال مكروها فيه أو كان مشينا أو مذموما ولم يحبوه أو يقبلوه منه , وحتى يعمل جاهدا على تغيير نفسه أولا , ثم بتحسين أسلوبه وتبديل طباعه إلى الأفضل . 

 

 

مقالك-في-النماص-اليوم70

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *