الحمدلله رفع السماء بلا عمد وأرسى الجبال بلا وتد وكل مسلم له صلى وسجد وصلى الله وسلم على سيدنا محمد سيد ولد آدم وقدوتهم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا أما بعد : بادئ ذي بدء أشكر الله على نعمه ظاهرة وباطنة ثم أشكر خادم الحرمين الشريفين على اهتمامه بالعلم وأهله ، والشكر موصول لوزارة التربية والتعليم عامة وﻹدارة الترية والتعليم بالنماص خاصة ، وكذلك مكتب التربية والتعليم بتنومة ، ثم شكري وتقديري لجميع المشرفات بالنماص وعلى رأسهم اﻷستاذة الفاضلة عزيرة العمري مساعدة الشؤون التعليمية ، وجميع من يعمل معها من مشرفات وإداريات .
أخواتي المشرفات والمديرات الفاضلات والمعلمات والاداريات العزيزات والعاملات المحترمات وبناتي الغاليات.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحبتي قضيت في التعليم أكثر من ثلاثين عاماً وعلّمت أجيالا بعد أجيال.. ولكن يرواد نفسي سؤالا… ماذا أعددت لهذه اللحظه؟! ولااخفيكم سرا أن قلت لكم اني لم أعد لهذا السؤال جواباً! نعم لم أعد لهذه اللحظة شيئاً لأني ربما لم أحسب حساباً لهذه اللحظة ، ولكنني أجد نفسي عاجزة عن التعبير بما يجول في نفسي من أفكار ومشاعر حب ووفاء لكم جميعاً( مديرات مشرفات ومعلمات وعاملات واداريات وطالبات ) ..
وعاجزة عن رد الجميل أو بعضه لكنّ وكل من عرفت في مجال التعليم.. لأنكم أنتم أهل الوفاء والفضل قد يخذلني التعبير وتخونني العبارات ، وتعجز حروفي بل قد تخذلني كل لغات العالم عن التعبير بما يجول في خاطري في هذه اللحظات وتقف عبراتي حاجزاً بيني وبين الكلام ولكن لم يخطر ببالي أن يدق ناقوس الفراق..وتحين ساعة الوداع وتعلن رحيلها.. سأودع المدرسة وكل من أحببت وعرفت.. لقد سهرت على راحة بناتي الطالبات واخواتي المعلمات ولم يهدأ لي بال لعظم الأمانة ، والمسئولية التي كانت ملقاة على عاتقي.. ففي المدرسة ( مدرسة منعاء)
في كل زاوية منها ذكريات ففيها بكيت وفيها كرّمت ، وشجّعت ، وفيها نهرت وزجرت وقسيت نعم قسيت قسوة أم تخشى على بناتها الضياع وترجو لهنّ الفوز والفلاح قسوة محبة وخوف وحرص.. فبينما أنا أقلب صفحات الذاكرة وأستعيد المواقف والأحداث وأتأمل رحلة هذه الحياة.. إذ توقفت الكلمات عن الوصف وانطلق الخيال وتعثرت الحروف ومرّ أمامي شريط الذكريات..فلقد جاش في صدري مالا أستطع وصفه من الثناء العاطر ، وانطوت بين الضلوع في صفحة الذكريات أجمل المناظر ومالايمكن أن أنساه مهما نأت الديار ..
أجد الصمت أبلغ من الكلام والإشارة أفصح من العبارة خصوصا في موقف الرحيل فالوداع موقف مهاب يرتاع فيه الفؤاد وتحتار فيه الألباب وتعجز الكلمات من هيبة الاحباب .. صمتي كتاب إلى الأحباب مفتوح.. ونغمة الحبّ أن ذابت على شفتي.. ونصه في سجل القلب مشروح.. ..فإن مسكنها الوجدان والروح..
أخواتي الغاليات أن الفترة التي قضيتها في التعليم اكتسبت خلالها فوائد أعجز عن حصرها ، ولكنها مستقرة في مكنون الضمير..ولعل أثمنها معرفتكم أنتم أيها الأحباب وحق لي أن أفخر بمعرفتكن..
وفي الختام فإنني أتقدم إلى جميع من عرفتهم بطلب الصفح عن كل زلة أو هفوة جرى بها القلم أو نطق بها اللسان أو تحركت بها جارحة ، ولم يقصدها القلب ولا انطوى عليها الضمير فإن للعمل ظروفه وأحواله والنفس البشرية لها خصائصها ، وطبيعتها وانتم أهل لكل كرم وموطن لكل فضيلة ورغم ألم الفراق وشدة ساعة الوداع فإن جمال الحبّ سيعلو فوق ألم الوداع تفاؤلاً بأمل مشرق ولقاء وتواصل بإذن الله تعالى..
سلام من الرحمّن إني مودع
فإن نحن عشنا يجمع الله بيننا
وعينايّ من مدّ التفرق تدمع
وإن نحن متنا فالقيامة تجمع
وستبقى ذكرى المحبة شامخة بإذن الله تعالى مع أمل بلقاء ووعد بدعاء وحبّ متجدد لاينضب.
اختكم ومحبتكم ( هياء بخيت فهيد الدوسري )
مدرسة منعاء بتنومة ( تعليم النماص )
التعليقات