الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

العقول التي تصنع المشكلة لا تساهم في حلها – للكاتب أ. فيصل إبراهيم الشهري

العقول التي تصنع المشكلة لا تساهم في حلها – للكاتب أ. فيصل إبراهيم الشهري

 

 

العقول التي تصنع المشكلة لا تساهم في حلها , فالوعي باعتباره رؤية لما ينبغي أن تكون عليه ألان وليس اعتبار ما كنت عليه بالأمس  . فتغيير السلوك هنا  ليس بمعنى الاستبدال وإنما تعديل زاوية الرؤية . ولمناقشة ذلك فأنت  في حاجة إلى تتبع سلوك معين وفق مرحلة زمنية وعمرية معينة لنعرج عليها كأمثلة ولعل غيرها كثير.

فلو أخذنا  عمل المرأة كمثال لوجدنا  أن  البعض سابقا كان يعترض على عمل المرأة  بل أنه قابله بكثير من السخرية  ولم يجعله يوماً مستحب أو مستحسن .واليوم ترى عكس ذلك  بل أن الرجل ليجهد نفسه كي يبحث للمرأة عن عمل هنا أو هناك . ولعل منا من  يتقلد الصعاب من اجل ذلك  لمرافقتها في مناطق نائية فهل ذلك تغيير بمعني استبدال أم انه تعديل في رؤية ذلك السلوك  فما كانت تراه قبيحاً أصبحت تراه اليوم جميلاً  ..

كما انه لو وجه لك سؤال  اليوم عن مدى حاجة المرأة لذلك الجوال  . فلعلك تراه سؤال غريب  أو تصنفه على انه سؤال تافه . فمفهومك اليوم يقول أن الجوال ضروري لها جداً ولا يمكن الاستغناء عنه ,  و لعلك تفكر في شراء جهاز  جديد لزوجتك  بمواصفات أعلى ودقة (بكسل ) عالية  . متناسياً انك  كنت  بالأمس القريب ترفض ذلك الجوال ولن تسمح بتلك العدسة . فهل  كان ذلك بدافع الغيرة  ليس كذلك فأنت اليوم أيضا غيور   فهل تغيرت أم انك تطورت ليس كذلك .

 أنت عدلت زاوية الرؤية لذلك  السلوك وفق عقلية مختلفة عن تلك التي صنعت المشكلة فهي من جعلك تفرض تلك المبررات .  و السلوك عندما  لا يتعارض  مع نص شرعي واضح  فأنه يصبح حقيقة وجوده مشروطة  بفترة زمنية كفيله بتعديل زاوية الرؤية . تلك هي  فترة الحضانة التى يخرج منها عقلية مختلفة  

 لذلك يرى  .الفيلسوف ( شوبنهور ) أن كل حقيقة تمر بثلاث مراحل. أولا: تكون موضع سخرية. ثانيا: تتم معارضتها بعنف. ثالثا: يتم تقبلها على أنها واضحة الدليل . فالعامل الزمني شرط أساسي وكلما كان التدرج بطيء يكون التغير طبيعي . واليوم أصبحت قنوات الاتصال وتبادل الثقافات متوفرة وسريعة  تقلص معها  العامل الزمني وجعل القيمة الزمنية قصيرة .

 فنجد أن بعض  السلوكيات تمر بالمراحل   الثلاث بسرعة  وذلك عندما يكون السلوك يخص الفرد مثل الأزياء وغيرها  فما أن تفكر أن تسخر منه  أو تحاربه ألا  وقد اختفى  وظهر غيره   أما ما يخص المجموعة   فهو يخضع  للعامل الزمني المشروط ولا بد من الحضانة التامة   ولعلك ستجد انك في المستقبل  القريب  تكون قد تولدت لديك رؤية مختلفة وفق عقلية مختلفة تماماً عن تلك التى تملكها ألان  حول قيادة المرأة مثلاً.

فقد انتهيت من  المرحلة  الأولى وهي ( السخرية )  وأنت  ألان  فئ المرحلة الثانية  وهي ( المعارضة القوية )  وهى أطول المراحل بل أنها اعقدها   . وستكون المرحلة الثالثة  المطالبة بالسماح بالقيادة المرأة لست أنا ولا أنت   ولا مجموعة أفراد  أنه المجتمع  يتحرك على شكل كتله يخضع مع ذلك لتوجيه جمعي نحو الانتقال  إلى المرحلة الثالثة  وحينها تكون أنت قبلت بذلك بل انك أصبحت من الداعمين له وبقوة .

 

مقالك-في-النماص-اليوم70

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *