أصبح إعلامنا ووسائل التواصل الاجتماعي كل يوم تطالعنا بخبر مدعّم بصورة أو مقطع فديو .. فيثور الناس بين مؤيد ومعارض لما يشاهده وكما هي عادتنا فنحن شعب نصنع من ( الحبة قبة ) ..
بالأمس شاهدنا مقطع فديو لمعلم يضرب طالبا وكان المصور طالبا فيما يبدو وهو بين شجاعة التصوير والخوف بأن يكون له من العقاب ما كان لزميله..طالب يحمل جوال.. وكأنه ينتظر هذه الزلة على معلمه ليقوم بتصويره !! ورغم قساوة ماقام به المعلم فهل يسمح للطلاب بحمل الجوالات في المدارس ..؟؟
ثم شاهدنا صورة لمعلم يقوم بربط حذاء طالب .. صورة جميلة.. لكن من قام بالتصوير وهل الصورة بمحظ الصدفة أم أنها مفبركة عملا بمقولتنا الشهيرة ..(صورني وكأني ما أدري عسى الصورة تضبط ..!
و أنا هنا ومن يتفق معي لا يعنينا إن كان التصوير باتفاق بينهم أو كان دون علمهم ..فالمهم في الموضوع أن هذه الكاميرات شوهت تعليمنا ، ارتقى غيرنا وهم في سعي دائم للبحث عن الجديد لتطوير التعليم ، ونحن انشغلنا بقضية صورة معلم يضرب طالبا..!!
كيف كان تعليمنا في السابق ..؟؟
في السابق يا سادة يا كرام كان للمعلم مكانته وله هيبته في المدرسة في الشارع في المسجد في المجتمع بأسره ..عندما يضرب لم يكن له إلا الاحترام من الطالب ومن أسرته .. فخرج جيل واعٍيا تربى على الاحترام ، لأنه لم يكن هناك أسرة تشجعه على الخطأ بالوقوف في وجه معلمه .. تتوعد وتهدد ..تقارير من مستشفى ومن أقسام الشرطة والإعلام ( راعي الفزعه ) يشد من أزره ..
أين هيبة المعلم مع قرارت ..
لاتوقفون الطالب .. لاتضربونه .. لا تزعلونه .. راعوا نفسيته ..
فخرج جيل مهزوز جبان اتكالي .. جيل تربى على تصيد أخطاء غيره ..
لماذا تحمل وزارتنا إذن مسمى وزارة التربية والتعليم .. !؟
فإذا لم يكن هناك تربية في مدارسنا من قبل هؤلاء المعلمين فما فائدة التعليم ..!!
يكفي ويكفي ويكفي إساءة وتجني على هذا المعلم ..
رحم الله شوقي عندما قال :
قُــمْ لـلمعلّمِ وَفِّـهِ الـتبجيلا”
” كـادَ الـمعلّمُ أن يـكونَ رسولا
لأعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي”
” يـبني ويـنشئُ أنـفساً وعقولا؟
هذا المعلم .. الأساس الذي ينشئ عقولا ..أطباء ، مهندسين ، ضباط ….فهل سيكون هؤلاء لولا وجود هذا المعلم ..
أسأل الله أن يجازي معلماتي خير الجزاء وأن يجعلهن ومن قرأ هذا المقال في الفردوس الأعلى من الجنة فمن حقهن عليّ الدعاء لهن .
التعليقات
5 تعليقات على "لماذ تمنعون التصوير في مدارسنا ؟ – للكاتبه منى عبدالله القشيري"
لأفض فوك يااستاذه منى فعلا المعلم راحت هيبة أمام تلاميذه عندما منعوا الضرب وحاسبوا المعلم على ضرب الطالب وحقوق معه واهانوه الآن قم للطالب وولي أمره ايه المعلم المغلوب على أمره
حياك الله أختي الكريمة ..
إذا رجعت للمعلم هيبته رجع للطالب انضباطه ..
هذا المعلم استطاع وفي هذا الزمن أن يتعامل مع الطلاب في مراحل التعليم المختلفة وبأعمار متباينة وبعدد كبير فتمكن من احتوائهم والتعامل معهم بينما الآباء في المنازل لم يستطيعوا ضبط أو التعامل مع اثنين أو ثلاثة من أبنائهم من الجنسين وخاصة هذا الجيل ..!!
وعندما يعاقب الطالب من معلمه فهو لا يعاقبه لمجرد العقاب وإنما يعاقبه عندما يُخطئ ..نجد الأسرة تثور لذلك …!!!
الأخت الفاضلة وفقك الله اشكرك وتعجبني مواضيعك التي تتطرقين لها .
مقالك يتحدث عن التصوير ومنعه داخل المدارس ولعل ذلك يعود لعدة أسباب منها :
1- الإنسان بطبعه يحارب الجديد ولكن بصفة مؤقتة .
2- اعتبار النقد أو الملاحظة على أداء العمل خطيئة فلا نحب أن نوثقها .أو يوثقها احد موروث ثقافي توارثناه .
3- الثقافة العامة الموجودة لدينا تبحث عن السلبيات وتتجنب الايجابيات .
لذلك تعمد الوزارة لمنع التصوير داخل المدارس لتوارى عيوبها ولو صورنا داخل المدارس ألاف المشاهد الجميلة ومشهد واحد سيء فلن يتبادل المجتمع ألا المشهد السيئ .
عندما نغير من أنفسنا يتغير تفكيرنا فتغير حياتنا
اما فيما يخص العقاب فالطالب قدم المدرسة ليتعلم ولعل المدرسة لو قامت بدورها كامل لن تكون فى حاجة الى العقاب البدني او اللفظي .
الحركة والنشاط داخل المدرسة سلوك يتناسب مع مرحلته العمرية يجب أن نسمح به وفق مساحة مقننه
حياك الله أخي الفاضل ..
أشكرك على مداخلتك المميزة ..
أعجبني ما ذكرته من أسباب منع التصوير في المدارس ..وكلامك ينطبق على منعه أيضا في غيرها ..
مجتمعنا دائما يرفض الكثير من الأشياء الدخيلة والجديدة عليه..
ومن المضحك أن أكثر الناس اعتراضا عليها هم أكثر الناس اقتناءا لها ..
المشكلة ليست في التصوير ولكن في الذي نصوره ..ولماذا ؟ ومتى يحق لنا أن نصور ؟
كل المواقف الجميلة تمر بنا فلا نفكر في التقاط لحظاتها الجميلة .. لكن المواقف السيئة نتفنن في التقاطها ونسعى جاهدين لنشرها .. فنرسم بمانصوره صورة سيئة لمجتمعنا السعودي وكأننا بلا رحمة ولا إنسانية ..
أما مسألة الضرب فلست ممن يشجعه فهو ليس وسيلة تربيوية في وقتنا الحاضر لا في المدرسة ولا في المنزل .. ولكن هذا المكان الذي يذهب إليه الطالب ويقضي فيه أغلب وقته بين معلميه وزملائه ألا يستحق من أسرته أن تحببه في هذا المكان ..المعلم مهما كان هو إنسان.. لا يغضب إلا من موقف أحدثه طالبه فدفعه لمثل هذا التصرف ..ولا نريد بمايصوره هؤلاء الطلاب أن يعمموا الشر وسوء المعاملة في مدارسنا ..فكم من معلم ومعلمة هم لطلابهم أفضل من أسرتهم وأقرب لهم منهم. .
أريد فقط تشجيع الطلاب على احترام معلميهم وأي تصرف يحدث فهناك المرشد الطلابي ومدير المدرسة ..لا نريد أن يتعدى مايحدث في المدرسة الأسرة المدرسية والأسرة في المنزل ..ويتسرب للإعلام الذي ( مايصدق خبر ) فيصل لشرق الأرض وغربها .