خاط المدينة .. وخاط الإنسان لها في الذاكرة أجمل الصور ، تتزيّن في كل صباحٍ ومساء ، عاتبني أحد الأحباب قائلاً : ” أما لخاط .. في ذاكرتك مكان ، أم إنها شاخت لدرجة إنها لم يستفزها ،، أي جمال ،،! صمتُّ قليلاً وأنا ألحظ في عينيه ، بأن تفسيره قد أصاب .. ولا يعلم بإنني سوف أرده للصواب ،،،،،،،
فخاط القرية ثم المدينة من مرَّ بها ” فُتن .. وجُنّ .. وأشتاق ” فما بالك بإنسان له مع ” خاط ” ذكرى وإرتباط جدُّ وعمٌ وخال ،، وأصحابُ وأحبابُ وأخوان ،، ولن أنسى طبيعة المكان فشرقها سحابٌ وموزٌ وهتّان ، حتى إنك تتخيل سحابها يطاردك بين الشجر وأنت مردداً ” خالق الزّين أبدعك ” …
ويتوسطها وادٍ له في ذاكرة الأجيال أجمل المعاني وألطفها ، وأنبل القيم والخصال جنّةٌ يكسوها خضَار ، زائرها يُعجب ويُفتن ويحتار ،، وفي أطراف ذلك الوادي تسري مع الهاجس ولكن تصوّر لنفسك الماضي وتسلّيها ، وتتلذذ بمنتجاته المتنوعة مختلفة المذاق والألوان ، ورائحة الفل والريحان والكادي تزاحم نسيم الليل الهادي وتظهر في سماه وتُنبأ بقدوم فجرٍ ضحوك شبيه بفرحة الأعياد ، ولمعتهٌ شُعاع ، وورده ندى ، وغيمة سماه مالها حدّي ، لذلك كل من سافر في خياله نزل بذلك الوادي ،،
ثم تُناظر ذلك التاريخ ” غيّه ” لوشاهدتها لأقسمت إنه لم يطاها إنسان ، فالوصول لها إمتحان ، ولكن أهلها تفننوا في المُقام وحرثوا ثم غرسوا وأنجبوا لوطنهم قروم الرجال ، وأصبحت الآن أجمل ” شلاّل ” في منظر بديع لا توجدهُ كمرة فنّان ولكن تسخير من رب العزّة والجلال ،،
ولأن الجمال متناغم في جميع أرجاء خاط ،، فإنك لن تحتار حتى وأنت تتسلّق قمم الجبال ، لأنك سوف تجد هناك ” بستان ” .. الرّهوه .. ذلك الخيال ، مناظر ممتعةُ تستهوي كل عاشق وفنّان ، ضربُ من الخيال وحلمٌ في قادم الأيام بأن تكون منتجعاً يلامس سحاب الأمل ويحتاج تكاتف رجال ،، ،،،
أما إنسان ” خاط ” فيومه ومضّة الزّمان .. وقمته .. المكان ، وكلمته بيان ، وفرحتهُ وطن عبدالله وسلمان لذلك كل من سكن مدينة الموز والبُن والكادي والرّيحان لا يرضوا إلا بالقيادة في كل زمان ومكان ، وهم يستاهلون فلديهم المثقف والقيادي والمربي والشاعر والفنّان ، فإختصار فأنا عاشقاً للسحاب والمطر وفكر البشر ومدينة الموز والكادي والريحان “” خاط “” !
ومضّة :
طيفه ……. عبر
ماارسل مع الطّيف عذره
هو خاطره من لوعتي ما بعد طاب !
التعليقات