الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

وطنية . . لا عصبية – للكاتب أ. عبدالله الفلاح الشهري

وطنية . . لا عصبية – للكاتب أ. عبدالله الفلاح الشهري

 

 

 

عندما تذكر الوطنية ، أجد نفسي ضعيفا أمامها ، وقلمي يجدها فرصة ليسيل لعابه على صفحات الزمن ، فيروي قصة عشق سكن في داخلي طفلا ، وعشت حلاوته شابا ، وسأبقى أتلذذ بحبه ما حييت …

 

إن الوفاء كلمة ثمنها بخس في حق الوطن ، الذي جعل عقولنا تبتسم للحياة ، ففتحنا أبصارنا محدقة حولنا ، لنرى عظمة الدنيا ، فترتسم على شفاهنا بسمة نطبع بها قبلة على جبين هذا الوطن ، الذي أعطى لنا أولوية بين الشعوب ، لنحيا بكبرياء وشموخ …

 

إننا لا نملك إلا أن نعتصب بعلمه المصون لنرفع هاماتنا في يوم عرسه الوطني ، فنصدح بأعذب الألحان ، ونطرب لتغريد الأصداء من حولنا ، شادية بموطن العز والفخر …

 

إن ما نعيشه اليوم من أفراح (وطنية لا عصبية) ! فالعصبية : أفق ضيق محدود ، لا يتسع إلا لرأي واحد ، غالبا ما يسعى لجاه بائد ، أو سمعة تالفة ، وهي على النقيض تمام مع الوطنية : التي تكون واسعة الأفق ، تحوينا جميعا في بوتقة واحدة ، يعيشها صغارنا والكبار معا ، لا تلين لبراءة الأطفال ، ولا تخضع لعظمة الشيوخ ، فهي جبروت يهيمن على مشاعرنا ، فتجري دما في أجسادنا ، وعشقا في قلوبنا ، وسيطرة على عقولنا …

 

إن وطنيتنا باختصار : ورث في أجيالنا ، يزحف بنا في أعماق الوطن ، ونحن ننطلق في رحلة سعيدة تسمو بنا نحو التقدم والرقي البناء …

 

وأخيرا . . سنبقى نعيش بفرح غامر على قرع الطبول التي تنشد في أسماعنا : سارعي للمجد والعليا . . .

 

 

 

مقالك-في-النماص-اليوم70

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *