الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

أنت ياوطني أنا – للكاتب أ. علي خماش الشهري

أنت ياوطني أنا – للكاتب أ. علي خماش الشهري

 

 

 

وأنت تتأمل العالم من حولك قريبًا كان أم بعيدًا ، وتسمع وتشاهد مايدور فيه من أحداث ونزاعات وفتن وصراعات وحروب تزعزع القلوب وتبعث الخوف والذعر والهموم فتقف حائرًا بين صفحات تاريخه ، وتتألم لما في أحداثه وبين جنباته وما يتبعها من ظواهر سلبية كالمجاعات والتشريد والانقسامات ؛ فتقف مذهولًا حيال هذه الصورة الباهتة المليئة بالضبابية والانهزامية فتترك في داخلك أثرًا سلبيًا ، وفكرًا متعبًا ، وقلبًا منهكًا فتذهب بك تلك الصورة إلى مدى حاجة هذه المجتمعات إلى وحدة الصف وبذل النفس وتجسيد معنى الحب والانتماء .


وفي المقابل تأمل تلك الصورة المضيئة والمليئة بالراحة والطمأنينة وأنت تنعم بها وبكل ماتعنيه من روح وأمل وراحة وشموخ بين أحضان هذا الوطن الغالي ” بلادنا الحبيبة ” والتي ننعم فيها ولله الحمد والمنة بالخير والسعادة ورغد العيش وهذه الصورة التأريخية قل أن نجدها في كل أصقاع الأرض من شرقه إلى غربه ، ومن شماله إلى جنوبه فندرك أننا أمام صورة مشرقة تغمرها نفحات الجمال والمكانة والفخر والسلام فتكتمل ملامحها ونحن بين أحضانها الغالية والعالية ، في وطن الحق والإيمان ، بلاد التوحيد والقرآن ، ومهبط الرسالات ومنبع الإحسان 


إن الوحدة الوطنية انتماء فطرنا عليه من الصغر وهو من الضروريات التي تشعر كل فرد منا بتلك الروابط المشتركة بيننا كمجتمع ، وهي سببًا مباشرًا في تنمية الشعور بالانتماء والتفاني في حب الأرض والدفاع عنه ، والتضحية من أجله والعمل بجد وإخلاص من أجل تحقيق مصلحة كل فرد فيها ، كما أن هذه الوحدة تعد طريقًا هامًا لإبراز قيمة الوطنية وجعلها هدفًا يجب على الجميع تحقيقه والمحافظة عليه فهي أهم مكتسباتنا وسبب تفوقنا على المجتمعات الأخرى .


وفي ذكرى توحيد هذا الكيان الكبير على يد الملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – والذي وحده على التقوى والإيمان والوحدة والإتفاق وبذل في سبيل هذه اللحمة الوطنية الغالي والنفيس من راحته وماله ونفسه ورجاله لتنعم بما تنعم به بلادنا الآن . إننا نعيش هذه الذكرى الغالية على قلوبنا ونحتفي بها في كل عام ، والتي تصادف عامنا هذا ليوم الثلاثاء ١٤٣٥/١١/٢٨هـ ، الموافق ٢٣سبتمبر ٢٠١٤ م . لنقول في هذه الذكرى التي تسكن أعماقنا ، وتحرك عظيم مشاعرنا كلمات حب ووفاء لهذا الوطن ونعبر له عن صادق الود والولاء ، ونسمو به فوق كل أرض وتحت كل سماء ، ونسطر فيه أعذب الأشعار وأصدق الكلمات ونرسم عنه في قلوبنا أجل الصور وأعظم العبارات ، كيف لايكون ذلك ونحن نعشقه ونفديه فهو القلب الذي ينبض في دواخلنا والأمل الذي يسكن في أعماقنا ، منه تعلمنا النقاء ، وله أرواحنا فداء ،إنه وطني الذي شيده وحماه الأجداد والآباء ، ونحن من بعدهم نفديه بالأنفس والدماء .

 

وسنعلمه ونزرع حبه للأجيال القادمة بكل فخر واعتزاز ، ليسكن بأمجاده وتاريخه وحضارته قلوبهم فيزدادوا حبًا لثراه وعشقًا لهواه وعملًا لرقيه ورفعته فيكون لهم نبراسًا للمستقبل المشرق بتلك العزيمة التي يزينها هذا الحب المنقوش في دواخلهم . ونعلمهم معنى الوطنية الحقة ، ورفعة وبناء هذا الكيان الذي نتنفس هواه ونتوسد ثراه ، ونلتحف سماه ؛ بعبق يسري في الأجساد ، وذكريات تسطر بأعظم الأمجاد ، ونستلهم منه صورًا عظيمة من العبر والدروس لتلك التضحية والفداء ، فمعهم ولأجلهم نسترجع من تاريخه العريق صفحات من تضحيات كانت تجسد أجل معاني الولاء والانتماء ، وكيف أنهم بذلوا الغالي والنفيس ليزهو الوطن ويسود كل القلوب بالحب والوفاء .


ما أجملك وما أبهاك وما أعظمك وما أنقاك أيها الوطن الكبير ، وما أجمل ملامح تطورك ورقيك ومكانتك وشموخك ، وما أعذب الخوض في ملامح تاريخك المسطر بالفخر والسمو والاعتزاز . إن هذه الإنجازات المتوالية وفي كل المجالات ساهمت وبشكل كبير في وصول بلادنا ولله الحمد إلى مصاف الدول المتقدمة والمتطورة بفضل ما تولية حكومتنا الرشيدة من اهتمام وعناية ودعم ورعاية . الحديث في مكانتك وحبك أيها الوطن العزيز لاتستوعبه الحروف والكلمات ، ولا السطور والمجلدات ، فأنت أعظم من كل هذا وذاك ، وفي ختام حديثي هناك كلمة نقشت حروفها في وجداني ورسمتها بكل فخر وكبرياء لأقولها عنك هنا (( أنت يا وطني أنا )) . عشت ياوطني ، وعاشت قيادتنا الحكيمة ، المخلصة والوفية .

 

 

مقالك-في-النماص-اليوم70

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *