الإثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ الموافق ٢٣ شوال ١٤٤٦ هـ

ليت البريطانية تزورنا !! – للكاتب أ. بندر بن علي الشهري

ليت البريطانية تزورنا !! – للكاتب أ. بندر بن علي الشهري
 
 
 
 
لفت نظري خبر صحفي، نُشر في صحيفة “الوطن” الأسبوع الماضي، تحت عنوان “ملاحظات زائرة بريطانية تستنفر ثلاث أمانات”، جاء فيه :
 
“ساءلت وزارة الشؤون البلدية والقروية 3 من أماناتها في المنطقة الغربية في العاصمة المقدسة والمدينة المنورة ومحافظة جدة، على خلفية سوء الخدمات على طريق الحرمين الرابط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، بعد شكوى تقدمت بها زائرة بريطانية على ما لاحظته من تدهور لأوضاع دورات المياه والمرافق الصحية الكائنة على الطريق. وقد تلقت الأمانات توجيهات من وزارة الشؤون البلدية بزيادة متابعة مستوى الخدمات في المحطات على طريق مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما طلبت موافاتها بتقرير كل 3 أشهر عن كل محطة تقع على طريق الحرمين. وقد طلبت الوزارة تلك التقارير لحين قيام أصحاب هذه المحطات بالتعاقد مع منشأة مؤهلة لإدارة وتشغيل وصيانة المحطة ومركز الخدمة “.
 
#  كل ما سبق يدعو للتفاؤل والتشاؤم في الوقت نفسه. التفاؤل من مسارعة وزارة الشؤون البلدية والقروية في تحسين وتصحيح وضع استراحات الطرق من خلال توجيه الأمانات الثلاث بمتابعتها، خاصة أنها تشكل أهمية بالغة جداً وواجهة حساسة لصورة البلد ولقاصدي الحرمين الشريفين، الذين بالطبع قد يأخذون صورة أولية انطباعية قد لا تكون حسنة عن البلد، ولاسيما حينما يرون المستوى المتدني جداً لاستراحات الطرق. وكلنا يعي أهمية الانطباع الأولي لأي شخص، الذي قد يعلق في الذهن طويلاً، ويصعب تغييره، بل إنه قد يجهض كل الجهود الجبارة والعظيمة التي تبذلها حكومتنا الرشيدة في مشاريع الحرمين الشريفين.
 
#  أما التشاؤم والأسى في آن واحد فهو يتعلق بأن كل ما طُرح ويُطرح يومياً عبر الإعلام في الصحف، خاصة من خلال كتَّاب الرأي، الذين بُحّت أصواتهم، وفرغت أحبارهم، أو من خلال ما يعرض من تقارير صحفية وتلفزيونية وإذاعية عن هذا الموضوع تحديداً، يمر مرور الكرام، ويذهب سدى.. وفي المقابل، وبمجرد شكوى عابرة من زائرة بريطانية، يتم التفاعل والتعامل معه بهذا المستوى وهذه السرعة!!
 
#  ومن هذا المنطلق، فإننا يجب أن ننظر للموضوع من جانبه الإيجابي، ونبتعد عن الحساسية والعنصرية، ولا نتحسر، فلئن حدث التصحيح حتى ولو متأخراً، وبأي طريقة، وبأي جنسية، فهو – ولا شك – أفضل من ألا يحصل مطلقاً!!
 
كما نأمل ونرجو ألا تكون زيارة الزائرة والضيفة البريطانية هي الزيارة الأخيرة للسعودية، بل ليتها تزورنا مراراً وتكراراً، وتجوب بلادنا براً، طولاً وعرضاً.. ليتها تجرب أن تسلك طرقاً أخرى سريعة، تربط مناطق السعودية، لا تقل استراحات الطرق فيها سوءاً عن الطريق الذي سبب لها “القرف والغثيان”.. ليتها تسلك طريق الساحل الذي يربط بين جدة وجازان، وليتها تسافر على طريق الطائف – الرياض، وطريق الرياض – المدينة المنورة مروراً بالقصيم، والقصيم – حائل، والطرق الدولية في الشمال، والطريق الرابط بين الأحساء والإمارات مروراً بقطر، وطريق الجنوب الرابط بين أبها والطائف، وغيرها الكثير والكثير.
 
#  ولعلها في نهاية كل زيارة تواصل تفريغ غضبها من خلال تسجيل وتوثيق كل ملاحظاتها وانتقاداتها تماماً كما فعلت في المرة الأولى، من خلال بعثها إلى وزارة الشؤون البلدية والقروية، ومن ثم تترك الباقي لهم في مساءلة وتصحيح الوضع مع كل الأمانات والبلديات المقصّرة.. وليتها تجرب أن ترسل تلك الملاحظات أيضاً لوزارة النقل؛ عسى أن تجد آذاناً صاغية، وتدب في مفاصلها الحماسة والغيرة والتفاعل أسوة بوزارة الشؤون البلدية والقروية، وحتى تقطع الطريق على محاولة إحدى الوزارتين تحميل المسؤولية للأخرى!
 
#  ختاماً، نأمل ألا يكون التفاعل مع أي موضوع وأي حدث يتناسب طردياً مع الجنسية، كما حصل في قضية البريطاني مع الهيئة، والبريطانية مع وزارة الشؤون البلدية والقروية!!
 
 
مقالك-في-النماص-اليوم70
 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *