مفهوم التطرف هو تبني قيم ومعايير والدفاع عنها , أو ممارستها بشكل مبالغ فيه, إما بشكل فردي أو جماعي منظم، وليس بالضرورة أن يستخــــــــدم دائماً العنف عندما يدافع عن افكاره و تطرفه . فهو يراى انه سلوك ولا يعتبره تطرف . فالتطرف مرض على المستويات النفسية العقلي والمعـرفي أو الوجداني والعاطفي أو السلوكي .
والتطرف يختلف حجمه ونوعه وكثافته حسب تأثيره في سلوك المجتمع , ولعلنا نعلم ما أحدثه التطرف الديني و تطرف الحريات من اثر في لغــــــــة التفكير اتبعه اثر فى تغيير كثير من السلوكيات اين كان نوع ذلك التغيير . غير انه يلوح في الأفق ظواهر تطرف تراها تكبر وتنمــــــو في بعـــــــــض السلوكيات والعادات المجتمعية بصورة مبالغ فيها , مثل مزايين الإبل والمبالغ في أسعارها وكذلك الديات فقد بلغت خمسين مليون وغيرها كثيــــــــر متجاوزاً مؤشر الواقع والمنطق فى لونه وطعمه ولعله ايضاً قد شمل بعض العادات الحميدة فما تراه من فائض الولائم يُرمى في النفايات بشكــــــــــل محزن هو صورة ايضاً من تطرف غلف على انه كرم .
تلك أمثلة أن لم نكن مما ذكر أعلاه . فتفقدنا فى التطرف الجديد من تطرف التميز (الهياط) ونحن نسير هناك على عجل . ولعلنـا اليوم جميعاً نحارب التطرف الديني متناسين ألانواع الاخرى من التطرف .رغم انها ذات ذات اهمية ايضاً و لعلها فرصـة ان نقوم من خلالها بغسل وتنظيف عقــولنا من كل أنواع التطرف بجميع أنواعه لنجعلها نظافة عامة . حتى ننعم بوسطية الإسلام وسمـو معانية .
(وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) كيف لنا أن نكون كذلك وما مقدار الجزء الذي أكـله التطــــرف من مضغتنا . وهل يمكننا استعادتها أم أن حوت التطـــرف قد هتك نسيجها وسينبذها بعراء الجهل والتخلف . وليس لها هناك من يقطينٍ .

التعليقات