حينما كنت مضطرا لإيصال ابني قبل الدوام بنصف ساعة .. وصلت المدرسة وقمت بجولة تفقدية لأرى هل سيبقى ابني في أمان حتى تبدأ الدراسة ؟
وحيث أني أعرف أنه يقل الإشراف القبلي وإنما الموجود مع ضعفه هو الإشراف بعد نهاية الدراسة وإن كنت أرى معظم المدارس بعد الدوام مغلقة والطلاب يلاحقون الظل منتظرين من يوصلهم للبيت .
وبعد أن تأملت الخوارق المتوقعة لأمان الطلاب . . عرفت السر من وجود 40% تقريبا من أولياء الأمور لا يشعرون بالأمان من خروج أبنائهم إلى المدرسة وحتى عودتهم إلى البيت من خلال الاستبانة التي وزعت في إحدى المدارس . من هذا وتلك تخيلت نفسي كل الآباء وكل الأمهات في كل مدارس السعودية وتكونت عندي تساؤلات .
ما حال الوالد الذي يوصل أبناءه وبناته إلى أربعة أو خمسة مواقع حينما يضطر أن ينزل ابنه الأول قبل الدوام بفترة وليس عنده من الوقت ما يجعله يطمئن ؟
هل ينتظر مدير أو مديرة المدرسة تنظيما وزاريا بتفريغ مراقبين قبل الدوام وبعده يستلمون الطالب ولا يتركونه يتسيب في شوارع الحي المحيطة .. يتابعونه داخل المدرسة وفي تجمعات الطلاب وزحامهم عند الدخول والخروج وعند المقصف خشية من تبادل سلوكيات سيئة أو تحرشات مريض قلب ..
أم يعتبر نفسه مسؤولا عنهم أمام الله تعالى فيفرغ من يثق به ويمنحه ميزات تعويضية لتغطية النقص ، فمتابعة الوزارة أو الإدارة لا ينتظرهاالمدير الذي يحمل قلبا مخلصا وضميرا حيا معتبرا الطلاب كأبنائه راجيا مرضاة الله تعالى واثقا أن الله سيجازيه على إحسانه ، وهذه العينة كثيرة ولله الحمد في مدارسنا ينقصهم الدعم والمؤازرة من بقية زملائهم .
يا مديري ومديرات المدارس ندرك حجم الأمانة الملقاة على عواتقكم وندرك ضعف الإمكانيات المتاحة لكم لكن نقول لكم ثقوا أن أجركم مدخر ودعوات أولياء الأمور تتابع لتمنحكم توفيق الله ورعايته وكل الآباء والأمهات يثمنون جهودكم وإخلاصكم الذي يتجاوز بكثير مرتباتكم الشهرية .
إن حوافزكم من الله وهو يعطيها بلا كيل ..
طمئنونا أن أبناءنا وبناتنا في أمان عند الدخول والخروج .
طمئنونا أن أبناءنا وبناتنا في أمان من صحية وجبات المقصف وازدحاماته .
طمئنونا أن أبناءنا وبناتنا في أمان من ابتزاز زملائهم أيا كان الابتزاز .
طمئنونا أن أبناءنا وبناتنا في أمان وهم يجدون قلبا حانيا في المدرسة رشحته إدارة المدرسة بعد دراسة وتزكية ووجهت طلابها ليرجعوا إليه في حال ضاقت بهم السبل .
طمئنونا أن أبناءنا وبناتنا لا يضايقهم ويقلقهم التمييز بين الطلاب والمحاباة في الاختيار والتقييم .
طمئنونا أن أبناءنا وبناتنا آمنين من المخاطر الكهربائية في المدرسة .
طمئنونا أن أبناءنا وبناتنا يشربون ماء نقيا صحيا .
طمئنونا أن أبناءنا وبناتنا يجدون دورات مياه تليق بهم حتى لا يحبسوا أنفسهم إلى البيت فيؤثر سلبيا على صحتهم .
طمئنونا وطمئنونا وطمئنونا .. طمأنكم الله في أول منازل الآخرة بروح وريحان ورب راض غير غضبان .
كل المخاطر التي قد تصيب أبناءنا وبناتنا هي مسؤولية كل من استرعاه الله أمرهم صعودا ونزولا .
وأخيرا أقول لولي الأمر :
هل التزمت الأمان لابنك فلا تضطره أن يسير على قدميه للمدرسة في خط غير آمن ؟
هل التزمت الأمان لابنك فلا تضطره أن يقطع شوارع ذات كثافة في السير أو سرعات عالية ؟
هل التزمت الأمان لابنك لتحاوره يوميا بحنية عن أحداث اليوم الدراسي ليسهل عليه إخطارك بما يحدث قبل تفاقم الوضع ؟
التعليقات
تعليق واحد على "طمئنوني عن ابني يا قادة التربية صوت كل أولياء الأمور – للكاتب أ. إبراهيم محمد البرادي"
الله خير حافظ
استوعدناهم الله