تراث ( النماص ) آيل للزوال … – للكاتبه أ. منى عبدالله القشيري

تتميز محافظة النماص بتاريخها وآثارها القديمة فهناك القرى و المقابر والحصون والمنازل والتي لازالت قائمة رغم قدم عهدها فأصبحت من المعالم السياحية للمنطقة ومقصدا للزائر ..

ومن أبناء المنطقة من قام بجهود فردية يشكرون عليها في الحفاظ على هذه الآثار وهذا التراث باقامة المتاحف التي ضمت في جنباتها آثار المحافظة من أسلحة وأواني وحلي وملابس وغيرها …

وعندما وضعت عنوان مقالي.. ( تراث النماص آيل للزوال ) ..لم أقصد به المنازل القديمة والتي أجد أن بعضها بدأ يتساقط أو أصبح مرتعا للمخالفين ..فهذا متروك لأبناء القرى للمحافظة عليها بترميمها وجمع آثارهم فيها وجعلها مقصدا للزوار كما فعل أبناء قرية آل عليان ..

أيضا لا أقصد به التراث المتمثل في الملابس القديمة أو الحلي أو الأواني .. لكنني أقصد تراثا من نوع آخر وهو قيمنا وعادتنا وأخلاقنا .. الكرم الشجاعة النخوة عزة النفس الإثار التضحية و… أليست هذه الصفات الحميدة من التراث الذي يمثلنا ويدل علينا ويُعرف الآخرين بنا وبعاداتنا أم أن من يبحث عنا لا يجدنا الا في منزل قديم أو ثوب عسيري فقط..!!

كلنا قرأنا وشاهدنا وسمعنا لبعض الرواة في المملكة وهم يروون قصصا لأشخاص يُعتبرون مفخرة لهم وذلك بحفظ وتدوين ونقل سيرتهم لهذه الأجيال ومن جاء بعدهم …

أما عندنا فعندما أستمع إلى بعض الأقارب أو لكبيرات السن وهن يحكين قصصا لأحداث وقعت في حياتهن أو قبلها أجد اختلاف في الرواية وتشابه في المعنى فهذه تقول أن الأحداث وقعت في هذه القرية وأخرى تقول بل في تلك القرية .. 

فلو كان عندنا كُتّاب و كُتب يُدوّن فيها هذا التاريخ ويؤخذ من ثقات لأصبحنا ومن يأتي بعدنا نستمتع ونفخر بهذا التاريخ الذي يصور لنا كيف كانت حياة أجدادنا وآبائنا.. عاداتهم ومناسباتهم وبعد ذلك سنعرف كيف كانت حياتهم من خلال مشاهدة ما تم جمعه من تراثهم في المتاحف ومن خلال هذه المنازل التي ابدعوا في بنائها بهذا الشكل والتي نراها شاهدا عليهم ..

وكما جاء من يسعى جاهدا ويبحث عن هذه التراث ليحفظه في مكان يكون مقصدا للزائر من أبناء النماص أو من خارجها .. فنأمل أن يأتي من يبحث في سيرة حياة أصحاب هذا التراث وهذا التاريخ ويضعه في متناول أيدي الجميع.