صحيفة النماص اليوم – جاسر سعد العمري :
تُخلّد الذكريات في عقول بني البشر ، وتأبى القلوب إلا أن تُشاطر ذلك العقل تلك الذكريات ومواقفها الجميلة والأليمة ، فيكون القلب لها مقياس ، وحث الخطى لإحيائها هو النبراس ، لتتجلّى لنا صورة من صور تلك الذكريات وضرب أروع الأمثلة في الوفاء للزميل والصديق ، وعرض أحد الدروس التي يجب وأن يتعلّم منها كل ذي لب – وخاصة الأجيال الناشئة – ليعلم المرء بعدها أن كل ما على الدنيا زائل ؛ إلا ما قُدّم في الرصيد من عمل صالح ومثله .
عـزَم عدد من زملاء و أصدقاء ” غرمان بن علي الشهري ” من قرية لَحْبَي ، على أن يقوموا بزيارته – خاصة وأنه مقعد بعد ما وقع عليه حادث سير قبل سنوات – واجتمع أكثر من بضعة عشر زميلاً له من قبائل عدة على أن يزوروه في مسقط رأسه – وفاء منهم وعرفاناً – .
” النماص اليوم ” تعرض المسيرة بقلم : صالح بن أحمد العسيري ، وتعقيب اللواء : محمد بن حسن العمري .. فإليكم التفاصيل :
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله …. أما بعد : – فلإحساس كثير من الزملاء بما للزميل ( غرمان الشهري ) من حق وواجب ديني وإنساني وأخوي – إثـر وضعه الصحي بعدما أصابع حادث سيارة أمام داره في إحدى ضواحي النماص قبل خمس سنوات – فقد وفقنا الله بعقد العزم على القيام بزيارة حب ، ومواساة للزميل ” غرمان الشهري ” عندها علم الشهم الأخ الزميل العقيد : علي محمد بن شديد العمري – جـار غرمان – بادر بأريحية ورغبة – لمسنا صدقها – في تحديد موعد لتجهيز وجبة العشاء ( يوم الزيارة ) ولم يكن للزملاء بد أمام إصراره ، وتأكيد دعوته ؛ إلا الموافقة والدعاء له باليسر وحسن الخلف .
تحركنا من أبها ( تمام الثالثة عصراً ) وبتنسيق سبق التحرك بساعات أصر الزميل العميد : علي محمد بن عثمان الاسمري ، إلا أن نثوب في داره بـ ( اثنين بللسمر ) للقهوة ، فوصلناه بعد أن صلينا العصر قريباً منه ، وشرُفنا بدخول داره ، وتناول ما قدم لنا – خلاف المتفق عليه وسع الله عليه – ثم رافَقَنا على أمل زيارة الأخ : علي بن خلوفة في تنومة وإصراره لزيارته وتشريف منزله ؛ ولكن لضيق الوقت وخشية التأخر نزل الأخ : علي خلوفة – مشكوراً – عند طلب الزملاء فسمح لنا بالمسير إلى دار ( غرمان ) مباشرة . كما طلب الأخ : عبدالرحمن بن محمود ، بما طالب به الزملاء ( ابن عثمان ) و ( ابن خلوفة ) إلا أن ضيق الوقت حال دون ذلك .
وصلنا بيت المُزار ( في تمام السادسة مساءً ) فوجدناه وأبناءه ، وعلي بن خلوفة و ابن محمود ، وعايض صالح وابنه ؛ في استقبالنا ، لنجده في داره ( وفي كل بيت زرناه فيه من قبل وبعد ) مايسر النفس ويشرح الخاطر – الله يخلف عليهم – بعدها تم أداء صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير – لينتقل الجميع ومن وصلنا لأجله – الأخ غرمان وأبنائه – إلى دار الأخ الزميل : علي بن شديد ، وهو الذي أحسسنا أنه فاز وظفر بمجيء الزملاء ودخول داره ..
فوجدنا صفاً طويلاً من أهله وربعه وزملائنا – العمريين – وكان على رأس المستقبلين العم : الشيخ محمد بن شديد والد معزبنا – أطال الله في عمره – وعدد من جماعة و جيران وأقارب ( ابن شديد ) ، وقد بان لنا والله الاستبشار على وجوه الجميع دون استثناء وخاصة مضيّفنا – الذي علا وجهه ومحياه السرور – مرددا أجمل عبارات الترحيب والاحتفاء ؛ منا دلّ على حسن خلقه ، وطيب نفسه ، وسماحة خاطره ؛ بل إنها والله لبرهان قاطع على شيمته ، وكرمه ، وجود أصله ، وأصالة معدنه .. ومن العبارات الجميلة الكثيرة والتي منها : ” أنا في عيد حقيقي وأعد هذا اليوم عيداً لي ولأقاربي ” فيما كانت البسمة لا تُفارق شفتاه ممازحاً وملاطفاً ومستبشراً .
—————————————————-
تعقيب اللواء : محمد بن حسن بن شفلوت العمري :
كان لنا شرف اللقاء بقياداتٍ أفذاذ – نحسبهم والله حسيبهم – قد أفنوا كثيراً من حياتهم في خدمة الدين والملك والوطن ، وكنت ممن عملت تحت قيادة البعض منهم ، فتعلمت منهم الكثير الكثير ، بل كان للبعض الفضل بعد الله في توجيهي إلى أن تحقق لي ما تحقق ، ويظل الفضل ينسب لأهله ، بل تمنيت كثيراً أن يكون حالفني الحظ في موافقتهم لزيارة بيتي على أن أرد جزءاً من جميلهم الوارف .
لله دركم قادة وقدوات .. لله دركم زملاء وإخوة .. تجلى ذلك في تذكّر زميلٍ قهرته ظروف الحياة فزرتموه وواسيتموه وأدخلتم السرور على قلبه وقلوبنا جميعاً ، بل وكنتم أهل الفضل في أن أجبتم بعض الزملاء ، فدخلتم إلى دورهم تقديراً منكم وإكراما ؛ فنلتم بهذا الأجر العظيم من الله ، وحققتم هدف النبل ، ومكارم الأخلاق التي دلت على كرمكم ومعادنكم السامية الأصيلة . لا حرمكم الله الأجر . وتقبلوا خالص الاحترام
—————————————————-
كتبه : صالح بن أحمد عسيري
قدّم لنا الجميع طلب الإقامة وإكمال الضيافة ، وكان المبتديء اللواء محمد بن حسن بن شفلوت – وحضوره رغم ارتباطه في مناسبة أخرى – واستهلّ دعوته بالثناء على الضيوف ، وما لهم من مكانة كبيرة على نفسه ؛ إذ زامل البعض منهم وعمل مع الآخر ، وما أخذ عن الجميع من فكرة حسنة لمس ذلك وأحسها منهم . اعتذرنا منه ومن الجميع الذين ألحّوا علينا في طلب الإقامة لديهم وقبول ضيفتهم ، فيما طلبناهم العفو والعذر ؛ لظروفنا وارتباطاتنا بمواعيد ومناسبات عدة ، ليوافقوا وينزلوا عند رغبتنا على مضض – جاد الله عليهم
بعد ذلك قمنا على عشائنا فوجدنا أزهى موائد الكرم، والجود رأيناه يتحدث ويستعرض على أرض الطبيعة – ولا عجب – !! عجزت عن وصف الوليمة وما قُدّم لنا فوق المعتاد من سمان الخِراف ، وما كان عليها مما لم يخطر لنا على بال ، ومثال ما كان عليها وبينها لحم طير الشواء مما تشتهيه الأنفس ، فقد امتدح الله ذلك النوع في عرض ما أُعدّ لأهل الجنة فيها إذ قال الرب جل وعلا : ” ولحم طير مما يشتهون ” .
فمالنا أن نقول إلا : أخلف الله عليهم خلفاً طيباً ، وبارك لهم . ولا شك أننا تداولنا من الحديث أطيبه ، ومن الذكريات ألطفها ، وسمعنا منهم وسمّعناهم ما يسرّ ويطرب – ويضيق الوقت عن سردها – ثم غادرنا عند الساعة ( الحادية عشرة مساء ) على أحسن شعور ، وأطيب انطباع ، من هذا اللقاء . نسأل الله أن يبارك في أعمار الجميع ، ويديم عليهم الخير والعافية وعلى بلادنا ، ويحفظ من ديننا ، و ينصر أهله الموحدين ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
—————————————————-
أسماء الإخوة الزملاء الذين كتب الله لهم زيارة الزميل : غرمان علي الشهري ، في قريته (( لحْبَي )) من قبيلة آل زيدان ببني شهر .. وذلك بعد عصر الاثنين ١٥ / ١٠ / ١٤٣٥ هـ .. وهم :
١ – صالح علي الجمل
٢ – سعد محمد بن حمير
٣ – عبدالله حسن أبوحثرة
٤ – مشبب علي بن عوير القحطاني
٥ – موسى يحيى الشهراني
٦ – علي محمد عثمان الاسمري
٧ – علي خلوفة الشهري
٨ – عبدالرحمن بن محمود الشهري
٩ – صالح بن أحمد عسيري
١٠ -عبدالله عسيري – عميد متقاعد من وزارة الدفاع – ( وهو من جيران أبو حثرة )
وثلاثة من أبناء الزوار – وهم من قاد سياراتنا من أبها الى النماص – وهم :
( ابن الزميل موسى ) يعمل بطواري عسير .
( ابن الزميل بن عوير ) نقيب بالأمن العام .
( ابني عبدالله صالح ) أخصائي اجتماعي في مستشفى الأمل بالرياض .
وهذا بيان بأسماء من قابلنا وهم الإخوة الزملاء : صالح مناع العمري ، وعوض زايد العمري ، ورفيع علي العمري ، ومريع محمد العمري .
التعليقات