عدت بالذاكرة إلى فترة السبعينيات وصولاً إلى منتصف التسعينيات حينما كانت المسلسلات الدرامية في أوج عظمتها وقمة وهجها من المسلسلات المصرية والخليجية والبدوية الأردنية. فقد كانت فترة جميلة في حياتنا عشنا من خلالها أحداثا درامية شيقة خاصة أن ذلك كان متزامانا مع بداية البث التليفزيوني الملون وبداية عصر التليفزيون في كل أرجاء العالم العربي فتميزت تلك الفترة بفن هادف كان يرتقي بالمفاهيم والعقول ويسهم في خلق وعي حقيقي يحاول غرس وتعزيز قيم الصدق والعدل وحب الخير للجميع .
أما اليوم فأصبحنا نرى تلك الأسر وتلك المجتمعات غاضبة متذمرة مما تشاهده من انحدار وهبوط في المستوى الفني والقيمي لأغلب ما يعرض على الشاشات من فن، أقل ما يقال عنه أنه هابط لا قيمة له سواء من الناحية الفنية أو الدرامية فابتليت أسرنا ومجتمعاتنا بفن يثير الغرائز ويستثير الفكر المنحرف ويسعى جاهداً على مدى ثلاثين حلقة أو أكثر من ذلك إلى أن يقدم دروساً خصوصية في البيوت مدروسة وممنهجة في الانحراف والخيانة الزوجية والانحراف الفكري والمشاهد غير اللائقة ثم يأتي في آخر نصف ساعة من المسلسل ليقول إن كل ما كان مخطئا بمبررات واهية وعقيمة تدعي فضح الواقع ومحاولة إصلاحه.
إن القضية ليست في توجه قناة تليفزيونية ومقاطعة قناة أو ترك أخرى، القضية تتجاوز ذلك إلى كون تلك المسلسلات التي صرف عليها الملايين لبث أفكار شاذة وتحقيق أهداف منحرفة ضد قيمنا وضد ثقافاتنا وضد فضائل وشيم ديننا الحنيف، والحل في ذلك هو أن يكون المشاهد أكثر وعيا وإدراكا في انتقاء ما يشاهده بدقة حتى يملي على تلك القنوات الرقي بالفن والنهوض به من مرحلة الهبوط والعودة لمرحلة الفن الهادف الذي يتسامى بالعقول والأفكار نحو الحب والخير والصلاح.
التعليقات