إن على المؤرخين أن يدونوا ثورات الشعوب العربية على صفحات التاريخ بمِدادٍ من الذهب; لكي لا تبقى هذه البطولات حبيسةً في أدراج الزمان ,ولأن ما جرىجديراً بأن يتصدر أولى صفحات التاريخ المعاصر والقادم ,لابد أن تعلم الاجيال القادمة بأن هناك شعوباً ثارت من أجل الدينِ و الحريةِ والكرامه ودفع الظلم والاستعباد, ولابد أن تعلم كذلك أن إرادة الشعوب هي الفيصل في إسترداد الحقوق المهضومه .
عام(2011)مـ أطاحت الشعوب العربية بخمسة رجالٍ كنا نعدهم من الاشرار ولا ضير لوبقي بعضهم يكافح منأجل البقاء لكن المصير معروفٌ ومحتوم , كان من المستحيل أن يتزحزحوا عن عروشهم (وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء )ولكن الله لا يرضى الظلم , وجعله حراماً بين عباده فكانت النتيجه التشريد والنفي والمحاكمهلمن ظلم الشعوب وأنتهك محارمها وسلبها حقوقها ( ويكأنه لا يفلح الكافرون )اللهم لاشماته.
هؤلاء الخمسة طغواوتجبروا واكثروا في الارض الفساد ,فحقّت عليهم كلمة ربك ( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْعَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ)أحدهم فتح السجون لمن يكثر من الصلوات,والآخر منع الحجاب في المدارس والجامعات ,والبعيد منهم أذل قومه وجوعهم وكثيراًمايَعِدُهُم بإصلاحاتٍ ,ومن بينهم مجنونٌ حكم أربعين عاماً إستخف عقول شعبٍوأدارهم بهمجيةٍ وإرتجال قرارات ,أما الأخير فدرعا بـ(سوريا) تشهد ,”وياالله” خذ بثأر نساءٍ بالشام مغتصبات .
إن هذا الجيل الجديدجيل الثورة والعزة والشرف قرر أن يكتب تاريخهُ هذه المره بدم التضحية من أجلالكرامه والحرية وتحكيم شرائع الدين ,ثم إن على التاريخ ان يدون أسماء قادة الظلموالاستعباد لكي يكونوا لمن خلفهم عبرةً وآية ( فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْوَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ),الحديث يطول والعبارات تزْدحموالكلمات تؤْثر بعضها على بعض, و لا يسعني إلا أن أهدي قُبْلةً على جبين شعب مصر(العظيم) ,وأقف إجلالاً وإحتراماً لشعب ليبيا بلد المليونِ حافظِ (الكريم) ,وألهجبصادق الدعاء لشعب سوريا الصامد على هذا الكرب (الأليم) ,وأتمنى لشعب اليمنِمستقبلاً زاهراً مشرقاً في ظلِّ أمنٍ و(نعيم) ,وتحياتي لشعبِ تونسٍ الذي قهر الظلموتجاوزَ الألمِ و(الضيم) وأسأله سبحانه أن يحفظ بلاد المسلمين عامةً من عبثالعابثين وكيد الكائدين وظلم الفجرة الفاسقين إنه هو البر الرحيم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ صناعة التاريخ
التعليقات