قبيلة بني بكر مثال يحتذى به – للكاتب أ. سلطان بن غرمان العمري

.

طالعتنا صحيفة النماص اليوم بخبر إقامة قبيلة بني بكر لحفلَ الزواج الجماعي لـ 64 شاباً وشابة، ثالث أيام عيد الفطر المبارك، ولقد استوقفني هذا الخبر ملياً، فعدت لقراءته مرات عديدة،  كونه لا يحمل في طياته دعوة لهذا الحفل المهيب فقط ، ولكن يحمل في ثناياه رسالة ذات بعد عميق تتضمن أجمل معاني الأخوة والتكاتف والترابط واللحمة الأخوية التي تأصلت بين كافة أفراد هذه القبيلة. 

وما زاد اعجابي أيضاً في هذا الخبر السعيد بأن هذا الحفل يأتي في نسخته الثامنة والذي يعطي مؤشراً واضحاً ودلالة ناصعة على نجاح هذه الخطوة المباركة وتألقها ، وإيمانهم العميق بأن في الاتحاد نصرة وقوة  ، والفكر الرائد الذي يحمله ذوي المتزوجين وأعيان القبيلة والنضج الفكري الذي أوصلهم لذلك ، فهم بذلك أعانوا المتزوجين على تكاليف هذه الليلة التي عادةً ما تنهك كاهل العريس بالالتزامات المالية الباهضة، والتي تنعكس على مسيرته المالية في حياته الأسرية المستقبلية مع زوجته أثناء خوضهم الحياة الزوجية ، كما أن فيها تحقيق لهدف الوحدة  الواحدة واتحاد الصف والرأي والكلمة، وبذلك نجحت القبيلة في بناء أسرة قوية على قاعدة صلبة لتكون أحد لبنات المجتمع المسلم المتماسك.   

ومن هذا المنبر الإعلامي أناشد جميع القبائل بالحذو حذوهم ، فهم مثال يُفتخر به ، وفكرة رائدة وجميلة تحسب لهذا القبيلة العريقة ، ولا يوجد ما يمنع من تطبيق هذا النموذج الاجتماعي خصوصاً إذا ما علمنا بأن ضيوف العريس في أحد القرى قد يتكررون لدى عريس آخر في القرية المجاورة من نفس القبيلة ، مع إحتمالية وجود أعداد إضافية بنسبة بسيطة لمن كتب الله له النصيب بالزواج من خارج قبيلته.

ومع نهاية هذه الخاطرة أرسل أمنياتي الطيبة والتهاني القلبية لفرسان النسخة الثامنة من أبناء قبيلة بني بكر وأبارك لهم هذا الزواج المبارك، وأتمنى لهم حياة زوجية هانئة وسعيدة ملؤها الحب والمودة والرحمة ، وأن يجعل التوفيق حليفهم ويرزقهم الذرية الصالحة .. اللهم آمين.   

.