كلنا يحلم بالمدينة الفاضلة التي يسودها السلام والنظام والاحترام ولكن الواقع يقول اننا نعيش في المدينة القاتلة التي يوجد منها نسخ مكررة في كل مدينة وقرية في المملكة.
نسبة الحوادث في المملكة تعد الاعلى عالميا والخسائر البشرية والمادية اكثر من ان تحصى في عجالة ولولا ضيق مساحة المقال لأوردت احصاءات مفصلة حول هذا الامر .
ولعل السبب الرئيس في ارتفاع نسبة الحوادث عندنا هو القفزة الحضارية الهائلة وغير المتدرجة إذ انتقلت كثير من الاسر في المملكة من حياة البادية او القرية البسيطة في غمضة عين الى حياة الترف والكماليات.وتغيرت وسائل المواصلات من استخدام الدواب الى نهاية الثمانينيات الهجرية الى استخدام السيارة في العقد الذي تلاها مباشرة وهذا أفرز عدم التكيف مع المعطيات الجديدة وبالتالي سوء الاستخدام الذي نتج عنه الكوارث المشار اليها آنفا .
وفي الاجازات تتضاعف الحوادث نتيجة الانفلات السلوكي والمجتمعي فلا رقيب أوحسيب على اوقات النوم والاستيقاظ والدخول والخروج ولا ساعات عمل محددة لأماكن الترفيه والخدمات فالكل يتحرك مابين لاه عابث وعامل مجد وفي خضم هذه الحركة الدؤوبة تتكشف سلبيات كثيرة من اهمها عدم احترام انظمة المرور بكافة اشكالها فلقد بات الانسان يتمهل عند اشارة المرور الخضراء تماما كما يفعل عند الحمراء خوفا من شاب طائش لا يعبأ بالاشارة . وعند الحديث عن السرعة والتجاوز الخاطئ والوقوف الخاطئ وغيرها من الظواهر السيئة فحدث ولا حرج.
كل هذه الامور وغيرها اكثر جعلت من ساهر مطلبا وضرورة لا غنى عنها عند كل اشارة وتقاطع وليت دائرة ساهر تتسع لتشمل نطاقات اكثر فكما هو معلوم ان سلوك الانسان في هذه الحياة حين يعوج فإن تقويمه واجب حماية له ولغيره .وللأسف فبرامج التوعية على كثرتها لم تفلح البتة في تحسين وتقويم سلوكنا المعوج في التعامل مع الممتلكات سواء كانت خاصة او عامة.
وعلى الرغم من أن ساهر قد ازعج وأرهق الكثيرين بالغرامات المبالغ فيها احيانا الا ان المصلحة العامة التي يمثلها ساهر تتغلب على المصلحة الخاصة التي قد تمس افرادا من المجتمع ومع ذلك فيجب مراجعة آلية عمل ساهر واجراء التعديلات الكفيلة بحماية مستخدمي الطريق وفي نفس الوقت مراعاة الطرق وما تتطلبه من سرعات مختلفة وبالتالي تعديل الحدود القصوى للسرعة حسب نوعية الطريق وحجمه.
وعسى ان يأتي اليوم الذي يمتلك كل واحد منا ساهرا ذاتيا يتحكم في قيادته وسلوكه وتعامله دون الحاجة الى سلطة خارجية حتى يرفل الجميع في ثياب السلامة .
التعليقات
تعليق واحد على "مرحباً بساهر – للكاتب أ. عمر آل عبدالله الشهري"
أخي الكريم ..
مرحبا بساهر ولكن قبلها …
كل ما ذكرته من نقاط في محلها ولكن لنتعرف على مدينتا وسكانها وحالهم مع السواقه …
السائقين لدين إما كبير في السن يسير بسرعه ( ٥٠ ) ..أو أقل ( ما أدري فيه سرعه تجي كذا ما عندي خبره )
أو صغير في السن يسر بسرعه ( ١٥٠ ) وما فوقها ..
وكلاهما سبب في أغلب الحوادث لدينا أما ما ذكرته من حوادث في الاجازة فحدث ولا حرج ..
يعني لا نلوم الذين يطالبون بوضع مطبات في شوارعهم لعدم امكانية وجود اشارة أو رجال المرور للحد من السرعة .. وطريق عاكسة أكبر دليل على ذلك فقد خفف وجود المطبات من السرعة الجنونية هناك ..
نأتي لساهر ..
فمرحبا به ولكن إذا كان هناك من سيدفع الغرامه فالمشكلة لم تُحل لكن لو كان معها سجن فمرحبا بها ليكون رادعا لهولاء الذين يستهينون بأروح الناس ..
وإلى أن يأتي ساهر .. فليكن الحل الآن المطبات ثم المطبات ثم المطبات
حفظ الله الجميع من كل سوء .