كما هي عادة الكُرماء، الذين توارثوا الكرم والأدب أباً عن جَد ؛ احتفى بنا الدكتور اللواء متقاعد : عثمان بن سعيد آل عثمان العمري في منزله بمدينة الرياض – واستقبلنا خيرَ استقبال – رغم كثرة مشاغله وامتلاء جدول أعماله بالارتباطات الهامة ، وليست بغريبة على رجلٍ عُرف عنه التواضع والتعاون معاً ، واعتاد الناس على بوادره الطيبة تجاه قبيلته ومجتمعه .
عندما نتحدث عن ( العِصامية ) في حياة الناس ؛ فإنا لن نتوانى في إطلاق ذلك اللقب إطلاقاً تاماً على ضيف لقائنا ؛ الذي بدأت سيرته العملية من ( فرّاش مستشفيات ) حتى وصل ( لواء دكتور ) ! ولا زال يعطينا مما لديه في طول عمرٍ – إن شاء الله تعالى – على الطاعة .
ولا عجب فأبي سعيد بعد توفيق الله سطّر اسمه ونقشه في تاريخ العصاميين الناجحين ، بل وضرب لنا أروع الأمثلة في أبواب الكَـرم والاعتدال والتواضع ، لنبقَ وإياكم مع تفاصيل التفاصيل عن حياته في لقاء أجراه الزميل الأستاذ : جاسر الغراني ، وتصوير الأستاذ : خالد بن سلطان الرياعي فإليكم اللقاء :
بدايةً نود منكم ( أبا سعيد ) التعريف ببطاقتكم الشخصية .
الاسم : عثمان بن سعيد بن عثمان بن صالح الكعبي العمري من أُسرة ” آل عيشان ” ، من مواليد ( قرية لشعب ) عام 1359هـ ، وقد ولدت قبل ما يُسمى بـ ( زمن الثلج ) ، وأذكرُ أنني في (عام الثلج ) كنتُ مع أندادي نلعب بالثلج .
– حدثنا عن نشأتك وبدايات حياتك !
نشأتُ في قريتي ومسقط رأسي ( قرية لشعب ) في كنف والدين رحيمين ، الفترة الأولى من النشأة مع أمي – رحمها الله – وهي : عزيزة بنت مغرم بن شيخوه من ( قرية عاكسة ) .إذ رحلَ والدي – رحمه الله – وقت ولادتي للرياض والعمل في السلك العسكري ( الحرس الملكي ) ، وكنا نعيش في بيئة قروية بائسة ومعدمة ، لا يكاد يكفي عائد الأرض لسد جوع أهله ، هي تلك الخمس السنوات الأولى قبل أن يعود أبي – رحمه الله – من الرياض بعد إصابته في ركبته واستقالته من السلك العسكري – وتلك هي الفترة الثانية من النشأة – ، وكنتُ كما كانوا عليه صبية القوم وغلمانهم أرعى بالغنم وأشارك عائلتي في الزراعة والسقاية والاحتطاب ، وعلى وجه الخصوص فقد كانت مهمتي – وأنا في ذلك السن – الرعي بغنم والدي – رحمه الله – وعددها بضعة عشر رأساً ، إضافة إلى الرعي بغنم العم : سلمان بن فاضل – رحمه الله – 150 رأساً ، وغنم عمي حنش بن عثمان أكثر من مئتين رأساً .
كانت الحياة حياة فقرٍ وعَوز ، وغالب الناس يعيشون عيشة الكَفاف ، بالكاد يجد رب الأُسرة قوته وقوت أهله ، وينام قرير العين بعد صلاة العشاء ، وأعمالهم ما بين المَزارع والأودية والآبار ورعي الأغنام .. الأرضُ مكسوّةٌ بالشجر والكلأ والعشب ، والأودية والغيول على مدار العام لا تنقطع إلا ما شاء الله . وقد يتأخر المطر ويحتاج الناس لذلك ، فتجدهم يستمطرون فيُمطرون حالاً فعندهم ( عقيدة الفِطرة ) السويّة ، وعلى هذا فقد شاهدتُ مثالاً حياً عندما كنتُ صغيراً ، أبطأ المطرُ على الناس فرأوا أن يستسقوا وبالفعل اتجه الجماعة لـ ( الرهوة ) – مكان الاستسقاء وهو خارج المنزل – وصلّى الإمام آنذاك العم : حنش بن عثمان – رحمه الله – بالجماعة ودعا ودعوا ، ثم عادوا للبيوت ولم يَصِلُوها بَعد ؛ حتى هطلت الأمطار وسالت الأودية . ولا أعني بهذا الكلام انعدام الخير من الناس في وقتنا الحاضر ، فالخيرُ موجود كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله : ” لايزال الخير في أمتي إلى أن تقوم الساعة ” – أو كما ورد عنه عليه الصلاة والسلام –
اختتنتُ في سن الخامسة تقريباً ، وحينها تُوكل للشخص مهام أكبر ، ومسؤوليات أكثر ، بل – وفي ذلك السن – يُصطحب الطفلُ في الأسفار ، ويحضر الأسواق ، ومما علق في ذهني من المواقف بتلك المرحلة ؛ أنني رافقتُ والدي في إحدى أسفاره وكان معه رفاقاً من القبيلة ويسمّون ( جمّالة ) وعددهم بضعة عشر رجلاً تقريباً ، وكانت رحلتنا بعد الظهيرة متجهين لبيشة عبر الطرق البدائية مع الأودية والجبال شرق القرية ، وفي أثناء الطريق افترقَ القوم من طريقين مختلفين ، وأنا لسوء الحظ انحرفتُ تماماً عن خط السير المحدد ، فقد وقع نظري على شجرة سدرة مثمرة – وكان قد بلغ الجوع مني مبلغه – بدأتُ آكل من ثمرها ولا أتخيّر ، ثم صعدتها وهززتها لكي يسقط مابها من ثمرٍ فأتخيّر ، وحينها لم تعد الخيَرة من أمري ، ففي لحظات قلائل التف حول الشجرة مجموعة كبيرة من القرود العابرة تفوق الثلاثمئة ، حوّطوا الموقع والشجرة وبدأوا يأكلون ويمرحون وأنا عالقٌ في أعلى الشجرة ليس لي من الأمر شيء ! ” والركبُ أسفلَ مني ” – أبي ومن معه – ، فقد أكملوا سيرهم وفارقوني ولم يتنبهوا لي البتة .. حالةٌ يُرثى لها ، في هذه السن الصغيرة ومع تجربة حياتية مضنية ..
بحثتُ عن الحلول حيناً ، واستجمعتُ قواي المتهالكة حيناً آخر ، وبالفعل كسرتُ غصناً من الشجرة وقفزت على الأرض لتتوسّع دائرة الحصار وتنفرجُ لي إحدى الجهات ، فررتُ و انطلقتُ بلا شعور ” خائفاً أترقّب ” أبحثُ عن القوم وأتتبعُ خطاهم ، فصادفتُ ( رعاة غنم ) استنجدتهم فأنجدوني وأرشدوني إلى السير مع تلك الطريق التي عسى أن أجد والدي ومن معه خلالها ، سلكتُ الطريق والليل يسدلُ أستاره فيحلُ الظلام وتزداد العتمة ، وأنا مابين مشية و هرولة ، أُريدُ الأمانَ مهرولاً ، وأخافُ من العقاب ماشياً ، وأنا كذلك ” آنستُ ناراً ” ولكنني لا أرى أحداً في هذا الظلام الدامس ، نادى أحدُهم على الآخر ، وعرفت الصوتُ فتنفستُ الصعداء ، ثم تقدمتُ حتى وصلتُ عند الراحلة ، فبحثت في بطحاء الوادي لأنام ، وأحظى بدفء من فرشي التُراب ، وجاريَ الجمل ” مرزوق ” ! استلقيتُ والقوم يتسامرون ، لم تمر لحظات حتى سمعتُ والدي يسألُ ابن عمي : ” أنت ولاشفت عثمان ” ، رد عليه قال : ” والله ماشفته ” قام والدي وبحث عني حتى وجدني بجوار الجمل – وأنا أترآى وكأني نائماً – ، وعندما رآني حمد الله وبشّر القوم بأني موجود ، ولم يعلموا عن تفاصيل قصتي الدرامية !
-سبب الهجرة من ( الديرة ) !!
أسباب هجرتي من ( الديرة ) كأي شخص يُريد البحث عن مصدر رزق ، والهروب من العمل القسري المُنهك مابين زراعة ورعي ، ومما جعلني أعزم على مغادرتها في الحال هو ذلك الموقف الذي عنونته في كتابي : ” مسار وسيرة ” بـ ( احترام حق الآخرين ) ، فقد كنتُ أحد الأيام أرعى بالغنم وأنا كذلك ولدتْ واحدة من الضأن ؛ وقد تعلّمنا أن التي تلد نحجز ولدها تحت خشب وحطب ونبني عليه ويُسمى ( كِـرس ) ؛ ليتسنّى لنا مواصلة الرعي وعند عودتنا البيت مع ذلك المكان نأخذ المولود ونحمله سواءً أكان واحداً أو أكثر ، وبينما أنا كذلكأُحرّزعلى المولود وأُحرّسه ؛ إذ بأمه تنطلق عليّ انطلاق الريح فتنطحني وتقذفني من سفح الجبل قرابة الثلاثين متراً ! حينها استشعرتُ الموقف وزهدتُ عن البقاء في هذه المهنة التي لم تروق لي البتة ! . غادرت من ( الديرة ) لم أتجاوز التاسعة من العمر مُيّمماً إلى الطائف وتنقّلت ما بينها وبين مكة وجدة قرابة الثلاثة أشهر ، أبحث عن وظيفة تسترني وتؤمنني ،
ولكن قدّر الله وأصابتني (حِمّى) مكثت على إثرها شهراً كاملاً بمستشفى أجياد ، لا أعرف أحداً ولم يعرفني أحد ، عشت في أسوأ حالة صحية ونفسية ، اجتمع صغر سني مع سعير الغربة الموحشة ، إلا أنني لم أدم طويلاً حتى سخّر الله لي أحد أبناء القبيلة الذين لم يسبق والتقيتُ بهم ، وهو المرحوم بإذن الله : غيثان بن شعيب العمري ، الذي لم يتوانَ في خدمتي ومرافقتي والمكوث معي طيلة فترة بقائي في المشفى ، وهنا تبينُ مواقف الرجال ، تحسّنت حالتي بعد ما مكثت في مكة حوالي ثلاثة أشهر أردت من خلالها البحث عن مصدر رزق ؛ شاءت الأقدار أنْ أرجع إلى أهلي ناكصاً بمشورة المرحوم : غيثان بن شعيب ، الذي نصحني بأن أعود لأهلي فأساعدهم وأعينهم ؛ وبالفعل عدتُ في موسم الحصاد ( الصِرام ) وساعدتهم في ذلك ، وما يتبع ( الصرام ) من بناء ( الفُرَض ) ، وعندما ظننتُ أنني انتهيتُ من إكمال هذه الأعمال الشاقّة ، وتطمأن ضميري بهذه الخدمة الجليلة لوالدِي عزمتُ على الرحيل مرةً أُخرى للبحث عن مصدر رزق أضمن به مستقبلي ، غادرتُ ” مُكره أخاك لا بطل ” مع علي بن المحنم – رحمه الله – من قرية أبو حبال لنصل إلى الطائف ، وحينها التقيت بعلي بن شديّد – رحمه الله – الذي جهّزني ورتّب لي رحلة من الطائف إلى مكة إلى حائل لألتقي بابن عمي زهير بن جاري آل عثمان الذي كان وقتئذ جندياً في وحدة البوليس الحربي ، وكان قائد المنطقة العسكرية آنذاك ( الفريق سعيد العمري – رحمه الله – )عام 1375هـ – تقريباً –
بعدها غادرت مدينة حائل بعد قضاء حوالي ستة أسابيع إلى العاصمة الرياض وبقيتُ في ضيافة حسن بن زهير بن شفلوت – رحمه الله – وحجاب بن عون – عافاه الله – لمدة أربعة أيام ، ثم تقدّمت لمستشفى الرياض العسكري وتعيّنت فيه ( فرّاشاً ) براتب ( 130 ريال ) واستمريت بالمستشفى أحد عشر عاماً تطوّرت حالتي الوظيفية حتى وصلت صرتُ أُعاون الأطباء وأُمرّض معهم ، ولم أدم طويلاً إذ تم نقلي لمستشفى الخرج العسكري، ” وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ” فقد كان انتقالي الوظيفي من مستشفى الرياض إلى مستشفى الخرج على مضض ، ولكن تبيّن لي أنه فتحاً منيراً في حياتي العلمية والعملية فقد يسّر الله لي دراسة المرحلة الابتدائية كاملة والصف الأول المتوسط والصف الثاني المتوسط ( وكانت تُسمّى : الإعداديّة ) في معهد ( النجاح ) وكانت سنوات بقائي في الخرج آنذاك من أثمر سنوات العُمر ، فقد وجدتُ الفرصة لمواصلة التعليم ، وكذلك زادت الخبرة العملية في مهنة التمريض حتى كنتُ أُدعى بالدكتور ! بعد توفيق الله لي بهذه السبع السنوات السِمان طرأ لي أن أُطوّر حالتي المهنية والوظيفية بانتقالي إلى وظيفة أفضل فتوفّقت في الالتحاق بشركة أرامكو وعملت في صناعة البترول وكان ذلك عام 1382 هـ حتى عام 1385هـ ( 3 سنوات )
وخلالها تحصّلت ولله الحمد على شهادة الكفاءة ( ثالث متوسط ) ، بعدها فُتح التسجيل بشهادة المتوسط للالتحاق بكلية الشرطة ( وزارة الداخلية ) وبقيت فيها أربع سنوات من 15 / 10 / 1385 هـ ، إلى أن تخرجت منها في 25 / 3 / 1389 هـ ليتم تعييني في شرطة الحدود الشمالية وباشرتُ عملي بعد قرار التعيين بيومين تقريباً ( مديراً لقسم الحقوق المدنيّة ) حينها لم أزل مُصرّاً على مواصلة الدراسة وإتمام المرحلة الثانوية فهي الحلم ، بقيتُ في عملي الجديد حوالي سنة وستة أشهر ثم أُسندت إليّ ( إدارة التحقيق الجنائي ) وحينها اكتسبتُ الخبرة الجيّدة للتعامل مع القضايا والتصرّف معها .. بعد جهد كبير استطعت الالتحاق بالثانوية ( منازل ) والجمع بين العمل و التعلّم حتى اجتزت الثانوية العامة بنجاح بعد صعوبات شاقة كان من أبرزها عدم تفريغ مدير الشرطة لي في الاختبارات النهائية ، ولكن بفضل الله عز و جل وتوفيقه انفتحت أمامي الآمال وتحققت لي بعض الأماني ، وازداد من طموحي ففكرت بالانتساب في الجامعة وفعلاً بعثت باستمارة نجاح ( الثانوية ) مع أحد الأصدقاء ؛ ليقدّمها لي في جامعة الملك سعود وبتوصية من اللواء آنذاك ( المرحوم الفريق سعيد العمري ) فتم تقديمها وقبولي بالجامعة إلا أنه للأسف لم يصلني خلال الأربعة الأشهر الأولى أية محاضرات !
طلبتُ النقل من الحدود الشمالية إلى الرياض وبعد محاولات عدة تم نقلي ولله الحمد حوالي عام 1391هـ ولكن ” تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ” فكما أنه تحقق لي مراد النقل ؛ إلا أنه لم تكتمل الرغبة فقد تم تحويلي لمصلحة السجون وهو ما جعلني أستاء جداً من ذلك النقل ، باشرت العمل وأنا مُكره وبقيتُ قرابة الستة أشهر في حالة نفسية غير جيّدة نظراً لبعض المصادمات التي حصلت مع بعض المدراء في السجون ، ولكن البشائر تتوالى كما يريدها الله عز و جل ، فخلال فترة الإعداد لحج 1392هـ دار اجتماع في مكتب مدير الأمن العام آنذاك الفريق محمد الطيب التونسي – رحمه الله – ومناقشات حول إنشاء خدمات طبيّة للأمن العام ، وذُكر خلال المناقشات التي تم تداولها اسم الملازم ( عثمان العمري ) وما عُرف عنّي بخدمتي في المستشفى العسكري في الرياض والخرج ( ممرضاً ) و ما كانت لديّ من خبرة كافية للاستفادة من خدماتي ، وبالفعل صدر قرار نقلي من مصلحة السجون إلى الأمن العام -مرة أخرى-على أن تتم مباشرتي للعمل الجديد في المستوصف بالأمن العام بالرياض بعد موسم الحج مباشرة ( 1392 هـ )
باشرتُ عملي الجديد وأُوكلت إليّ مهمة ترشيح 24 فرداً من أنحاء المملكة ، فيتم إدخالهم في المعهد الصحي بالرياض ( برنامج 3 سنوات ) ليتخرّج منه الخرّيج بدبلوم فني في أحد المجالات التالية : تمريض – أشعة – مختبر – سجلات طبية – علاج طبيعي – إدارة صحية ، عملتُ ماشاء الله في هذا المجال من عام 1392هـ وحتى عام 1416هـ( أربعة وعشرون عاماً ) مرَرت فيها بمحطات عديدة مابين زواجين ، وإكمال دراسة بكالوريوس في إدارة المنشآت الصحية لمدة خمس سنوات بالولايات المتحدة الأمريكية ،ثم ولاية جورجيا – وجاني دورة 18 شهر 6 شهور في موية في أولباما في جورجيا وستة أشهر في سانتيغو وعدتُ لأرض الوطن بعد سبع سنوات مليئة بالرصيد الثقافي والذكريات الجميلة ،حصلتُ على الماجستير من جامعة الملك سعود عام 1403هـ ، حصلت على دورة لمدة سنة في مقاطعة مانشستر ببريطانيا وشاءت الأقدار أن لا تكتمل تلك الدورة بسبب حصول – أزمة الخليج – عام 1411هـ واستدعيت من قبل العمل وترك الدبلوم ، إلا أنني بعد انجلاء الحرب تم ترشيحي للابتعاث من قبل وزير الداخلية ؛ لدراسة الدكتوراه في بريطانيا عام 1411هـ وبقيت حتى حصلت على درجة الدكتوراه في ” إدارة المستشفيات ” يوم 17 / 9 / 1415 هـ ، عُدتُ بعدها ليصدر الأمر الملكي بترقيتي إلى رتبة ( لواء ) ولم أدم طويلاً إذ طلبت الإحالة للتقاعد وتم تقاعدي عام 1416 هـ بعد خدمة 27 سنة في وزارة الداخلية ؛ ليتسنى لي بعد ذلك التعاون مع مؤسسة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية مديراً لإدارة التخطيط والتطوير والميزانية وبقيت به بدءاً من 1416 هـ إلى نهاية شهر رجب من عام 1425هـ ، وبعد خدمة 48 سنة مليئة بالعلم والعمل آثرتُ الاستراحة والتفرّغ لعائلتي والإشراف على دراسة أبنائي ( نواف – أسامة – أحمد ) ؛ وبالفعل حصدت ثمرتها بعد ما تخرّج الأولّان من الطب البشري ، والثالث من كلية الزراعة ( تغذية ) وهذا التتويج كان له بالغ الأهمية في إنجازات حياتي .
- مشاريع تشرفت بالوقوف عليها :
إنشاء الخدمات الطبية بوزارة الداخلية ( الأمن العام ) وقتئذ
إنشاء مستشفى قوى الأمن المرحلة الأولى – 120 سرير – الرياض – الستين .
الإشراف والمتابعة على تصميم وإنشاء المرحلة الثانية من مستشفى قوى الأمن 400 سرير وتشغيلها .
المشاركة في دراسات إنشاء وتشغيل مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية .
-( النماص ) محافظة سياحية ، هل تحتاج لشيء ؟
” تحتاج لكل شيء وأبرزها الترويج السياحي ! ومساهمة أهل المنطقة في تنميتها مطلب مُلحّ ” فنحنُ نريد تكثيف التوعية لمفهوم السياحة ، وأن يتولى ذلك أهل المنطقة أنفسهم بالمطالبات الجادة المُلحّة وعلى رأسهم شيوخ القبائل وأصحاب المال والأعمال ، وما يجب أن يولوه اهتماماً هو إيجاد ” مطار ” للمنطقة ككل ( فهي مُهمتهم ) ! .
– أُمنية ؟
” أن ينهي ربي حياتي بأخف ما يكون على أقاربي وأهلي ، وأن لا أكون ثقيلاً على أحد “
-أشخاص رحلوا ولازالوا ؟
سعد بن يعن الله العمري – لشعب – وغيثان بن شعيب العمري – آل وليد – وصعبان بن محمد بن صعبان الشهري – الخضراء – وعبدالله بن علي بن غبير – صدريد – رحمهم الله جميعاً ، وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنة .
-حكمة ترددها دائماً ؟
” ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لايحتسب “
صحيفة ” النماص اليوم “
يسرّها أن تشكر لك هذه الضيافة ، والاحتفاء بنا ، بل لك أجزل الشكر على قبول دعوتنا رغم ضيق وقتكم . نحن من نشكركم على اختياركم لشخصنا الفقير لعفو ربه ، ” جعلنا الله خيراً مما يظن بنا الناس ” ، وأنا أشجّعكم على مواصلة المسير ، و المزيد من العطاء ، في خدمة ( النماص ) فأنتم الجيل الذي يقف على عاتقه الكثير والكثير من المسؤوليات . وبالمناسبة فإني أستغلّ وجودكم بدعوة مني – ومن فريق العمل الذي بجانبي – في الحضور والتشريف لافتتاح ” الجمعية الوطنية للمتقاعدين ” والتي سيكون افتتاحها بمحافظة النماص يوم 21 / 8 / 1435 هـ إن شاء الله تعالى في ” القاعة الملكية ” بالمحافظة ، وسيكون الافتتاح بتشريف صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز آل سعود – أمير منطقة عسير – ومحافظ محافظة النماص سعادة الأستاذ : محمد بن حمود النايف ومشايخ قبيلة بني شهر ، ومشايخ قبيلة بني عمرو وعدد من المسئولين والأعيان – إن شاء الله تعالى – .
التعليقات
6 تعليقات على "اللقاء الخاص .. مع الدكتور عثمان بن سعيد العمري"
بارك الله في أبا سعيد ومتعه الله بالصحة والعافيه لم تزده المؤهلات العليا والمناصب اﻻ تواضعا واحتراما وتقديرا من الجميع ، وشكرا لك يا جاسر على هذا اللقاء الشيق والممتع .
تقرير رائع بروعة الضيف . شكرا صحيفة النماص
اطال الله في عمر ابو سعيد رجل ذو حكمة , وعلم يعتبر ذخر للممكلة العربية السعودية , اللواء الدكتور عثمان العمري تشرفت بالعمل معه وان كانت علاقتي به توصف بالشي القليل , الا انني احترم واوقر هذا الرجل كثيرا حفظك الله واطال الله في عمرك .
لقاء جميل وشيق وممتع ولا يسعنا الا ان ندعو لك ابا سعيد بطولة العمر على الطاعه ..
والشكر لجاسر الغراني على هذا اللقاء ..
وننتظر جديدك ابا سعد ..
بارك الله فيك أخي جاسر وأطال في عُمر العم عثمان
لقاء مميز لإنسان أحبه الجميع ومع قصص نجاحه دروس
يحتذى بها .أشكرك على هذا اللقاء الممتع ، وعلى أمل
ورجاء إستمرار نجاحاتكم.
هذا الرجل نادرا ما يتكرر ولم أصادف اواعرف شخصاً بهذه القدره على تخطي الصعاب والوضوح في الهدف ولم اجد تفسيراً الا توفيق رب العالمين أرجومنه او احد ابناءه كتابة قصة كفاحه من ثمانينات القرن الماضي ممرضاً بسيطاً لعشرينات القرن الحالي لواءاً يحمل اعلى شهادات إدارة المستشفيات بالاضافة الى الخلق الرفيع مما يجعله مفخرة للقبيلة قاطبة